الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

راشد النعيمي: الإعلام العربي بحاجة ماسة إلى تطوير أدواته

راشد النعيمي: الإعلام العربي بحاجة ماسة إلى تطوير أدواته
29 مايو 2018 02:16
علي الهنوري (عجمان) أكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التخطيط في عجمان، أن الإعلام العربي بحاجة ماسة إلى تطوير أدواته الفنية والتكنولوجية لتتواكب مع الثورة العالمية في مجال الإعلام الحديث، لاسيما في العالم الافتراضي الذي أصبح منصة رئيسية في نقل الأحداث من مختلف بقاع العالم، بينما بقي الإعلام العربي يكتفي في نقل الأخبار والأحداث كما يتلقاها من الوكالات العالمية. وقال إن الأخبار من كل منطقة في العالم أصبحت تصل لأي فرد في هذا العالم في أقل من ثوانٍ معدودة؛ بفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي تتبنى مبدأ السبق الصحفي، والسرعة القصوى والدقة المتناهية لتعريف الناس بما يدور داخل مجتمعاتهم وخارجها في لمح البصر. جاء ذلك خلال افتتاحه للمجلس الرمضاني الذي حمل عنوان «الإعلام والثقافة ودورهما في المجتمع»، واستضاف المجلس، سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام» ورئيس تحرير موقع 24 الإخباري، والكاتب والروائي الإماراتي عبد الله النعيمي، وبحضور عدد من المسؤولين في الدوائر المحلية والاتحادية في عجمان. وأفاد الشيخ راشد النعيمي أن الفرد في المجتمع العربي لم يعد ينتظر بفارغ الصبر نشرة الأخبار، أو الجرائد والمجلات للاطلاع على الأخبار، فهي تمثل بين يديه في غضون ثوانٍ معدودة عبر منصات التواصل الاجتماعي بالغة السرعة، والتي تستطيع أيضاً مخاطبة كل الفئات العمرية من عمر 8 سنوات وحتى كبار السن، باستخدامها للأساليب المتنوعة والجاذبة لكل شريحة وفئة عمرية مختلفة. وتابع الشيخ راشد: أملنا اليوم أن نرى وسائل إعلام توظف جيداً التطور والحداثة لترتقي بعملها وتواكب السرعة التي يفرضها عصرنا الحالي، لنحصل على محتوى شيق ومتنوع يفهمه الصغير وينتظره الكبير للوقوف على ما وراء الخبر، والاطلاع على المستجدات المتسارعة، مبيناً أن الإعلام قوة كبيرة ومؤثرة ويجب تسخيرها بشكل صحيح لتحقق الأهداف المنشودة. فيما هنأ سعادة علي بن تميم بعودة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، إلى أرض الوطن من رحلة العلاج، وقال لا بد من هذا المكان أن نستحضر قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، التي هنأ فيها حاكم عجمان وقال: «مرحباً يا حميد نورت الوطن.. وبرجوعك دولتك في يوم عيد.. طار عنك الشر يعداك الوهن.. وعشت بوعمار في عمر مديد». وأوضح الدكتور علي بن تميم أن مجلس الشيخ راشد بن حميد هو مجلس عامر ويدفعنا الشيخ بفضل رؤيته الثاقبة لإعلاء سقف الحوار البناء والارتقاء به، موضحاً أن دور الإعلام كبير ومهم وتقع على عاتقه مسؤولية كبيرة تتمثل في أن يبقى متمسكاً بالأصالة، من دون أن يحيد في الوقت ذاته قيد أنملة عن الحداثة والمعاصرة، فلقد علمنا زايد أن نعمل وننجز ونترك كل ما عدا ذلك خارج إطار الصورة. وتابع الدكتور علي بن تميم: أن الإعلامي الإماراتي يفخر بشخصيته الحضارية القادرة على مواجهة أصعب الأسئلة الإعلامية من دون أن تهتز، فهي شخصية رسم حدود هويتها ومعالمها القوية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه). وأكد أن إمارة عجمان تعتبر درة التاج في الحالة الثقافية والبيئة الشعرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لما فيها من قامات وشعراء جسدت حال الواقع الإعلامي والثقافي والاجتماعي، ولا أستطيع أن أحصي هؤلاء المثقفين والشعراء الذين توهجوا، وشكلوا نسيجاً مترابطاً ثقافياً وإعلامياً في تلك الحقبة الزمنية، ولكن نستطيع حصر بعض الشعراء الذين لهم إسهامات في الرافد الثقافي والإعلامي منهم: الشاعر سلطان الشاعر الذي استطاع من خلال أعماله الفنية والدرامية والشعرية بأن تزدهر من خلالها الحركة الثقافية في تلك الفترة الماضية التي جسدت الواقع الاجتماعي في بيئة دولة الإمارات، كما كان لراشد الخضر الدور البارز في نهضة الشعر الفصيح، وكان له نقلات نوعية وثقافية في المحيط الإقليمي في الحقبة الزمنية الماضية، وكذلك الشاعر حمد بوشهاب الذي دشن ميلاد الشاعر والباحث في هذا المجال. وقال د. علي بن تميم: إن الإعلام هو رسالة لنقل الواقع والتأثير على الوجدان، حيث لا يزال الإعلام العربي مداناً في نقل هذا الواقع، حيث نذكر في أوائل السبعينيات عندما زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، تلفزيون أبوظبي ودخل الاستوديو الخاص في برنامج «الذهب الأسود»، وقال للإعلاميين: «كيف تنقلون صورة الغاز وهو يحترق وكأنكم تنقلون للعالم بأن الإمارات تبدد ثرواتها»، وكان رد الإعلاميين: سوف نغير هذا الأمر، ولكن حكمة «الشيخ زايد» وحنوه الأبوي على الشباب الإعلاميين، قال: نحن من يجب علينا تغيير هذه الصورة والعمل على حماية ثروتنا، وعلينا نحن أن نُغير هذا الواقع حتى يتم نقل الصورة الدقيقة عن واقعنا، أي أن الشيخ زايد كان ملماً، ومُدركاً لدور تأثير الصورة على الواقع الاجتماعي الداخلي والخارجي، بحيث لا تخرج الصورة بعيدة عن الواقع ولا يخرج الواقع بعيداً عن الصورة. تقبل الآخر وتطرق د. علي بن تميم إلى الدور المعرفي الذي يلعبه الإعلام في مد الجسور بين المعرفة والإعلام، ولكن للأسف لا يمتلك الإعلام الأدوات الحقيقية في العالم العربي، ولهذا تسعى الجامعات لإيجاد الآليات لصقل المعرفة والإعلام والدور المجتمعي، ويجب على الإعلام أن يلعب في الفترة الحالية في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة المتشددة التي تحاول أن تستقطب أبناء العالم العربي، كما للأعلام دور آخر في تعريف الهوية مع مجموعة من القيم، ومنها هل الهوية جامعة أم هي مجموعة من القيم أم هناك تعريفات كثيرة يجب أن يدركها الإعلام؟ وأوضح بأن القائمين على الإعلام يجب أن يؤمنوا بروح تقبل الآخر أثناء عملية النقد، ولا نقف أمام الثوابت أثناء عملية الحوار الفكري والثقافي، ولا نقف عند بوابة الجمود، بل يجب تسليط الضوء عليها لنسبر غوائر الفكر، ونستخلص المعلومة الثقافية الصحيحة التي تتماشى مع متطلبات الفكر الجديد. عبد الله النعيمي: مغردو الإمارات اكتسبوا خبرة وتوحدوا ضد الغزو الفكري السلبي من جهته أشار الكاتب والروائي الإماراتي عبد الله النعيمي إلى أن الإعلام هو نقل المعلومات والأخبار والأحداث عبر منصات ووسائل الإعلام المختلفة، والتي يجب أن تتمسك بالشفافية والنزاهة والموضوعية وتتحلي بمميزات التشويق وجذب كافة فئات المجتمع لتوصيل الرسالة المطلوبة. وقال إن المجتمع الحديث وهو المجتمع الذي يتناقل المعلومة بشكل أفقي وليس عمودياً، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة سباقون في مجال مجتمع المعرفة، وجميع المؤسسات تتكامل لبناء أجيال تملك أدوات الحصول على المعلومة، وهناك فرق بين مجتمع ينتظر أن تصل المعلومة جاهزة، وبين مجتمع يمتلك أدوات الوصول إلى مصدر المعلومة والحصول عليها والمعلومة بنفسه. وأضاف النعيمي: نحن في دولة الإمارات انتقلنا من عام 2010 من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد، فمثلاً فيما كان الإعلام التقليدي يسوده الانضباط على المحتوى قبل نقله للعالم بصورة متزينة خالية من الشوائب، أما في الإعلام الجديد الصورة مختلفة تماماً، لأن الفضاء أصبح منفلتاً ولا تستطيع السيطرة عليه، حتى وأن سيطرت عليه تبقى هذه الرقابة محدودة وقاصرة، وهناك تدفق هائل للمعلومات الإخبارية والشائعات، وهناك جهود مقدرة ومشكورة من المؤسسات الوطنية والحكومية من أجل وصول المعلومة بشكلها الصحيح. وقال النعيمي: في خضم هذا التدفق الإعلامي غير المسبوق لا نستطيع مواجهته، ولا نستطيع السيطرة عليه إلا من خلال غرس الوعي الذاتي، بحيث يستطيع المتلقي معرفة المعلومة التي هدفها الصالح العام والمعلومة التي تحمل أجندات خارجية، هذا الوعي يجب ألا يكون مسؤولية الإعلام وحده، بل مسؤوليات المؤسسات التربوية والأسرة والجامعات. وأوضح أن الملاحظ لمسيرة الإعلام الجديد منذ عام 2010 حتى 2018 سيجد تدرجاً مقبولاً في التواصل الاجتماعي لتلقي المعلومة، وعاماً بعد عام يتولد لدى المتلقي معرفة في حقيقة المعلومات التي يحصل عليها، ويستطيع أن يفندها هل هي صحيحة، أو غير دقيقة، أو كاذبة، ومع مرور الوقت تتكشف للمتلقي تلك الوسائل الناقلة للمعلومة غير الصحيحة، حيث أصبح المتلقي الآن يميز بين الحقيقة والواقع، لاسيما وأن العالم العربي مر في منعطف كبير بعد أزمات «الربيع العربي»، حيث تولد في المجتمع المواجهة في التوحد من أجل مواجهة هذه الأجندات الخارجية التي تحاول أن تؤثر على النسيج الاجتماعي، لاسيما وأن مغردي الإمارات اكتسبوا خبرة وتوحدوا من أجل حماية نسيجهم الاجتماعي من غزو فكري سلبي. وتخلل المجلس حوار ونقاش بين الحضور الذين أكدوا على أهمية الإعلام وضرورة العمل الجاد والدائم على تطوير كافة الوسائل ومواكبة المرحلة الحالية، وتوظيف التقنيات الحديثة مع المحافظة على المحتوى القوي والمضمون الأصيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©