الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملاهي الأطفال ضحك ولعب وصخب!!

ملاهي الأطفال ضحك ولعب وصخب!!
1 أكتوبر 2008 21:36
لا شيء يشعر الأطفال بفرحة العيد وبهجة أيامه كما تفعل بهم مراكز الألعاب· وهي بما تتضمنه من مساحات شاسعة للعب والمرح والتزحلق، توفر فرصة رائعة للصغار لكي يستمتعوا بأوقاتهم· والأجواء المنتعشة في قاعات الملاهي لا تقتصر على الأطفال خلال إجازة العيد، بل تجمع أفراد الأسرة والأصدقاء، حيث الجميع يجد أماكن للتسلية· أجهزة الملاهي التي لا تهدأ أبداً، كانت تنتظر حلول عيد الفطر حتى ترتدي ثوب المرح المزركش بألوان الإثارة والتشويق، حيث العائلة بكاملها مدعوة للاحتفال· وهناك لم تكن مهمة الحديث مع الصغار سهلة؛ لأنه وسط صخب الآلات وصراخ المتزحلقين ما من أحد يسمع الآخر· والمنهمكون في اللعب لا وقت لديهم يضيعونه بين لعبة وأخرى، لكن بعدما وعدنا المشاغبين الصغار بأنهم سيكملون فوراً ما بدأوه من قفز وتحليق وتزحلق، أصبحت المهمة أسهل· شغب وحماسة سألنا وائل ناصر وعمره 5 سنوات عن اللعبة الأقرب إلى قلبه فأجاب مهرولا ناحيتها: ''السيارات الآلية''· توجهنا إليه وحاولنا كبح حماسه قليلاً فرد قائلاً: ''أعشق القيادة وقد طلبت من أبي أن يعلمني كيف أضع مفتاح السيارة وأشغلها، لكنه لم يرض؛ لأنني مازلت صغيراً''؛ ولأن الموضوع يشغله كثيراً فهو يجمع عدداً كبيراً من نماذج السيارات في البيت، ومع ذلك لا بد من أن يزور الملاهي خلال العطلة الأسبوعية وأيام العيد، حيث يمارس هواية القيادة كما يحلو له· وبالوتيرة الحماسية نفسها، يتحدث علي عبدالله وعمره 7 سنوات قائلاً: ''لا تكتمل فرحة العيد إلا إذا جئت مع إخواني إلى الملاهي· فهنا نمرح ونقضي وقتاً مسلياً من دون أن يمنعنا أحد''· وهو يّلمح إلى أنّ والدته تمنعه من اللعب خلال أيام الأسبوع، وهي تنزعج من الضجيج داخل البيت لذلك كان ينتظر أن يحل العيد حتى ينطلق إلى الشغب كما يشاء،''ولعبتي المفضلة هي التزحلق، بواسطة ''سفينة نوح''· علي لا يخاف من شدة الانزلاق، بل إنّ صوته يعلو فرحاً كلما صعبت المرحلة· مغامرة التعلق بهذا النوع من الألعاب العملاقة يصيب كذلك فئة البنات، اللاتي بالرغم من هدوئهن النسبي عن الأولاد، يكشفن عن شخصية مختلفة عندما يكون التشويق سيد الموقف· لمياء عباس في السادسة من عمرها، كانت تتبختر بفستان العيد المزركش بالورد، عندما أخبرتنا عما تفضله من ألعاب·· ''أحب أرجوحة الفراشة، والجلوس داخل فنجان الشاي· وتعجبني طائرة الهليكوبتر بشرط أن تجلس أمي إلى جانبي؛ لأنني أخاف من الارتفاع عالياً''· أما زينب محمود، فهي على النقيض تماماً من لمياء، فهي تفضل الألعاب الأكثر حدة كالقطار السريع، والقفز من أعلى بواسطة الحبل· ومع أنها لا تتجاوز السابعة من العمر، إلا أنها مندفعة وواثقة من نفسها، بحيث لا تتردد في اكتشاف ألعاب المغامرة· ''أنا هنا لأجرب كل الألعاب، وأفضل أن أجلس في المقصورة بمفردي لأبرهن لأمي وأبي أني قوية ولا أخاف من شيء''· دلال الأبناء من جهة أخرى، كان من السهل قراءة علامات الرضا على وجوه الأهل أثناء جولتنا· فهم من قطعوا الوعود على أنفسهم باصطحاب أبنائهم إلى مراكز الألعاب في العيد، وها قد حان موعد التنفيذ· ووسط أجواء صاخبة فيها من كل الألعاب والأشكال والألوان، يتابعون أطفالهم أولاً بأول، سواء من طريق المراقبة، أو بمساعدتهم على الجلوس في المقصورات وربط الأحزمة· ومن كان منهم يخشى خطر الآليات الضخمة، تراه يتشارك مع ابنه في اللعبة نفسها من باب الحرص الزائد· يورد أبو مبارك أنه يمنح أبناءه وقتاً كافياً خلال أيام العيد؛ ''لأنّ الفرحة فرحتهم والعيد عيدهم· ولا بدّ من إسعادهم بما يحبونه حتى وإن كان على حساب وقوفي على قدمي لأكثر من ساعتين''· هو أب لخمسة أبناء أكبرهم في العاشرة من عمره، يتابعهم جميعاً من مكان لآخر، فيدفع لهذا ثمن التذكرة ويحمل ذاك، فيما يبتسم لطفلتيه ويقوم بتصوير أصغرهم سناً· ويذكر إبراهيم المنصوري أنه يستعد لهذا المشروع منذ أسبوعين، حيث قام بواجب معايدة الأهل أولاً، ليتفرغ من بعدها لأبنائه·''أنا هنا مع زوجتي؛ لأنها حريصة على مراقبة الصغار بنفسها· وهذا المكان هو الأنسب للعب واللهو، لأنه مغلق ويكون فيه الأطفال تحت السيطرة''· أما زوجته التي كانت منشغلة في توجيه ابنتها لضرورة التمسك جيداً، فاكتفت بالقول: ''فرحتي في أن أرى الابتسامة على وجوههم في العيد، أعاده الله علينا جميعاً بالبركة والخير''· ومثلها أم ناصر التي تترك يد ابنها وهو يتأرجح قائلة: ''هذه أول مرة أصطحبه إلى الملاهي، فهو لم يكمل عامه الأول بعد، لكن من حقه أن يستمتع بالعيد كما الجميع''· وبأسلوب ساخر يرد زوجها سعيد عيسى: ''تركنا المجالس والأهل وواجب المعايدة، وتوجهنا إلى هنا نزولاً عند رغبة ناصر· فهو أول العنقود ويحق له أن يتدلل لى قلوبنا في أول عيد يمر عليه''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©