وجوه الأطفال لوحات متنقلة

يقترب سعيد من المنصة الخشبية التي تتوسط ردهة المركز التجاري، يقف إلى جانب إخوته ورفاقه، طالباً من الفنانة الفليبينية راواتايا أن ترسم على وجهه سبايدر مان كي يمضي إلى قضاء عيد الفطر ببهجة ومرح· الرسم على الوجه من الفنون التي يفضلها الأطفال في الأعياد، لذا يقصدون الصالات الترفيهية في مراكز التسوق والمجمعات الكبرى، ليستمتعوا بإبداعات فنية يشكّلها بعض الموهوبين في فن الرسم والتلوين على وجوههم البريئة، لتنقلهم إلى عالم الخيال، بعد أن تحوّل وجوههم إلى بستان تملؤه الزهور والفراشات والطيور وأشكال جميلة أخرى· تشير الفنانة التشكيلية مجد طباع إلى نشأة هذا الفن: ''عُرف الرسم على الوجوه قبل نحو مائة عام، وبدأ من المسرح الأوروبي، حيث كانت تُرسم تعابير وتشكيلات على الوجوه، من بينها ملامح الحزن والفرح والشر، ثم تكرّس هذا الفن عبر المهرجين في السيرك، وتطوّر في الربع الأخير من القرن الماضي، وبات على ما هو عليه حالياً، مع بعض الابتكارات التي يُدخلها الرسامون عليه بين عام وآخر''· تقول الطفلة موزة: ''أحب كل أشكال الزهور، لهذا اخترت رسمة ورود جورية اللون، بينما اختارت صديقتي رانيا رسمة فراشة زهرية كبيرة''· أما سلطان الفلاحي فاختار رسمة النمر، موضحاً سبب اختياره ''يعجبني النمر لأنه جميل ولونه يتناغم مع لون ثوبه البني''· يقول عماد السلوم، فنان رسم وجوه: ''أعمل خلال أيام عيد الفطر السعيد في رسم الوجوه لمدة 10 ساعات متواصلة يومياً، أقتطع منها نصف ساعة لتناول وجبة الغداء، وأنجز نحو 50 رسمة للوجوه، بمعدل 10 دقائق للرسمة الواحدة·· ويتوافر لدي حوالي 50 تصميماً، منها لأنواع الزهور، والفراشات والطيور والنمور، والهلال والنجوم، وشخصيات كرتونية، وثمة حروف تُرسم على الجبين باللغتين العربية والإنجليزية، فضلاً عن رسوم أخرى مبتكرة''· تتقدم طفلة صغيرة وتمدّ إليه يدها بعشرين درهماً ثمن الرسمة على وجهها، فيشير السلوم إلى أن ''أسعار الرسوم تبدأ بـ10 دراهم، لرسوم الألوان المائية العادية، وصولاً إلى 30 درهماً لرسوم ألوان القصب الفضية والمذهبة التي تميل الفتيات إليها، بينما يميل الفتيان إلى رسوم النمور والصقور والشخصيات الكرتونية''· يضيف السلوم ''ثمة هدية لمن يرغب من الأطفال تتمثل في (تعلّم الرسم في الورشة) يقدمها مساعد لي يقوم على تدريبهم -مجاناً- على نماذج من الورق المقوى - الكرتون''· من جهتها، تنصح الدكتورة نجوى نحات- أخصائية الأمراض الجلدية: ''يفضل أن تزيل الأمهات الرسوم عن وجوه أطفالهن بعد ساعتين من الرسم، لئلا تتحلل الألوان وتتسلل من مسام الوجنتين والجبين إلى باطن الجلد وتتسبب بتسممه، خاصة أنّ الألوان والطلاء تعتمد في تركيبتها على مواد كيميائية وصبغية ضارة''