الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمر على أرصفة الميناء

سمر على أرصفة الميناء
1 أكتوبر 2008 21:40
يفضل كثيرون من عشاق السمر في الليالي الظبيانية قضاء ساعات في المساء على أرصفة وشواطئ ميناء زايد، طلبا للهدوء والخصوصية وتوفيراً للدراهم، وعلى امتداد ليالي رمضان ومن بعدها أمسيات العيد السعيد، شهدت منطقة ميناء زايد زحاماً من عشاق الطبيعة الجميلة ومحبي البحر، ومعهم هواة الصيد يلقون شباكهم يتخلله نزوع شباب إلى تجربة حظوظهم مع البحر، حيث تلقى الشباك تباعاً في المياه، لتغرف من ثمار البحر من أسماك وغيرها· وعلى بساط وكراس قابلة للطي، تتحلق سبع فتيات من الإمارات والعراق والأردن وفلسطين، حول ما لذ وطاب من الطعام، ويقبع في زاوية الجلسة منقل وتتلوى خراطيم نراجيل التفاح والعنب وغيرها من نكهات المعسل· وترتاد ريم العجيل منطقة ميناء زايد منذ نحو 18 عاماً، وكانت تقصد الميناء القديم قبل أن ينتقل الموقع إلى ما يعرف بالميناء الجديد· تقول ''كنت أصطاد السمك مع الأهل ومن ثم مع الأصدقاء، نتجمع وننزل بسياراتنا لنمضي وقتاً طيباً خارج حدود الجدران الباطونية المسلّحة''، مضيفة أن غالبية الصيادين الهواة من الشباب، ''لأن الفتيات لا يستهوين هذا النوع من الرياضة، بل إنهن يمللن منها بسرعة''· وتلجأ مجموعة الفتيات إلى أسلوب خاص في ركن السيارات لتوفير جلسة لا تعكر صفوها عيون رواد الميناء، حيث اصطفت سيارة ميساء بالتوازي مع شاطئ البحر، وهو ما يخالف قوانين المرور في تلك المنطقة، إلا أن شرطي المرور تفهم الموقف بعد أن شرحت له ميساء تفضيل الفتيات لنوع من الخصوصية· وتعبر رلى المتولي عن شعورها بالأمان بوجود الشرطة، بل إنها تفضل إطلاق تسمية ''الموانع'' على عناصر الشرطة والأمن، وتقول إنهم لا يتدخلون في أي جلسة عائلية أو مجموعة فتيات أو رجال ''بحالهم''، إنما يدققون في حال الشك بفعل ما يخلّ بالآداب العامة''· والشباب أيضاً يفضلون الخصوصية، ففي مكان يبعد عشرين متراً عن جلسة الفتيات، يواظب حمد وراشد وسالم ومحمد وابراهيم، بالتجمع على الشاطئ كل ثلاثة أيام، يتسلون بلعب الورق، ويعتمدون على ركن سيارتين على شكل رقم ثمانية بالعربي، لجعل الجلسة بمنأى عن العيون الفضولية· ويؤكد إبراهيم أن عناصر أمن الميناء لا يتدخلون إلا في حال ''المشبوهين''، مضيفا أن ازدحام الرصيف يجبر الجميع على التخلي عن الخصوصية، حيث يطلب رجال المرور تغيير طريقة ركن السيارات، ليتسع المكان للجميع· وتختصر ميس أسباب ارتياد منطقة الميناء بـ''الهدوء، الكلفة المتدنية، الأجواء المفتوحة في الهواء الطلق''، قائلة إن أية جلسة للفتيات في خيمة فندق رمضانية تبلغ كلفتها نحو 700 درهم، فيما لم تدفع الفتيات لكل لوازم جلستهن في الميناء أكثر من 150 درهماً· فيما يشير ابراهيم إلى أن الجلوس في أي مطعم يعني صرف 50 درهماً قبل طلب أي شيء، في حين أن الميناء مكان مفتوح أمام الجميع، حيث لا تفرقة ولا كلفة باهظة على المرتادين· وتقول لميس إنها تحب منطقة الميناء، ''ففي الحدائق العامة تهاجمنا الحشرات الصغيرة وينغص علينا رذاذ الماء المنبعث من مرشات الري· الميناء هو المكان المثالي لنا كي نمضي الوقت الجميل دون كلفة تذكر''· ويؤيدها حمد بقوله ''هنا الجو مفتوح، ونحن من محبي الجلسات الخارجية''، وهو الرأي ذاته الذي تحبذه نوف بقولها إنها تفضل منطقة الميناء على دخول أفخم الفنادق والأبراج والمولات''· وتشير نوف إلى مجموعة من الصيادين قائلة ''ثمة من يطعم عائلته من هذا الصيد، ويفرحني أن المنطقة مفتوحة لجميع الناس من دون تفرقة''· ويحتفظ الأجانب للمكان بخصوصية، حيث يجتمع ''جون غير'' من كوريا و''كي كيم'' و''تين هِيْ'' من اليابان، في الميناء بعد إنهاء عملهم، ثم ينثرون شباكهم في الخليج، وينتظرون بضع دقائق ويسحبونها ليروا ما جاد به البحر عليهم، وتنطلق الضحكات عالية حين يجد أحدهم مجموعة من فراخ السمك يعيدها مباشرة إلى المياه· وعادة ما يتألف عشاء جون وكي وتين من المأكولات البحرية التي يصطادونها· تقول تين إنها تعرف كثيراً من الصيادين الذين يعتمدون على صيدهم كطعام أساسي، وتضيف ''يزداد إقبال الرواد والصيادين بشكل كبير جداً في فصل الشتاء''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©