أبوظبي عيدية الناس

جميلة يا أبوظبي·· مدهشة وأنت تكتسين في أيام عيد الفطر السعيد ثوب قوس قزح·· وتشرّعين أحضانك لاستقبال الصغار والكبار معاً من كل الجنسيات، ما من مكان في أرضك الطيبة إلاّ واستقبل الناس·· امتلأت بهم الحدائق ومراكز التسوق والفنادق والمطاعم وصالات الألعاب والترفيه، ودور السينما·· وانطلقت الرحلات الداخلية تمخر العباب عبر سفن الصحراء وسفن البحر، تجوب جهاتك· اكتظ كورنيش أبوظبي بآلاف من الزائرين لـ''كاسر الأمواج'' الذي شهد انطلاق مهرجان العيد في ''قرية التراث'' فضلاً عن عشرات الفعاليات التي أقيمت في الفنادق ومراكز التسوق التي تقع قبالته·· واستقبلت صالات الألعاب -على اختلاف أنشطتها- آلافاً من الأطفال واليافعين، مارسوا رياضات وألعاباً متنوعة، وشاهدوا فقرات فنية متنوعة·· إلى جانب أنشطة تتصل بفنون الرسم وأعمال الطين والخشب، وتناول شتى أنواع الحلويات ومأكولات الشعوب الخاصة بعيد الفطر· يقول الشيف توفيق ''نقدم في ''المول'' مجموعة من المأكولات الشعبية الهندية والافريقية والخليجية والشامية والأوروبية قوام معظمها الدقيق والسكر والكريمة المزينة بالفاكهة، بأسعار في متناول الجميع''· أما في الحدائق فلم يكن الناس بحاجة إلى ''شيف'' يطهو لهم الطعام·· فحفلات الشواء تتم وفق الخدمة الذاتية، كما يقول أبوهشام: ''كل رب أسرة يجهز الشواء في المناقل الكثيرة التي توفرها الحدائق لمرتاديها، ويقدمه إلى عائلته المتحلقة في دائرة''· ثمة حلقات أخرى شهدتها الحدائق وشواطئ الإمارة، فالدبكة والرقص الشعبي والأغاني، كانت من نصيب الشبان الذين رقصوا ابتهاجاً بقدوم العيد، يقول ولي الرحمن خان ''نحن مجموعة سائقين وعمال اجتمعنا هنا لنستعيد ذكريات العيد في أقاليم بلادنا، لذا نرقص على إيقاعات طبلة صغيرة ومزمار مرددين أغاني قروية''· أما الأغاني العصرية فقد شهدتها قاعات وصالات السهر في كبرى فنادق أبوظبي التي استقبلت بعض نجوم الفن في عالمنا العربي، ليتبادلوا مع جمهورهم الساهر الفرح والمرح· بينما ظهر نجوم الدراما لجمهورهم عبر دور السينما، فبحسب طلال العين مدير إحدى صالات العرض ''طرحت كل دار نحو 8 أفلام تعرض يومياً، ما بين أفلام عربية وأجنبية، يتراوح تصنيفها بين الدراما والكوميدي والتشويق والأكشن، كان نصيب الإقبال على مشاهدتها من فئة 13-25 سنة''· واختارت الفئة الأكبر سناً الذهاب في رحلات داخلية إلى البر ''سفاري'' لزيارة الصحارى الممتدة الأطراف، ومزارع النخيل والخيول والإبل· تقول ندى الحاج ''اخترت قضاء يوم العيد مع عائلتي فوق الرمال الذهبية، خاصة مع اعتدال الجو، وبهجة ركوب الإبل''· في حين مضت عائشة وموزة إلى رحلة بحرية في سفينة تجوب شاطئ كورنيش أبوظبي: ''انطلقت بنا السفينة في التاسعة مساءً، تناولنا على متنها أشهى الماكولات البحرية والحلوى المحلية المشهورة لدينا، كالرقاق المحلى واللقيمات، فضلاً عن متعة مشاهدة الأبراج السكنية العملاقة المصطفة قبالة البحر''· ذلك البحر الآسر استقطب بدوره مئات الأشخاص من شتى الجنسيات، آثروا سبر أغواره بالسباحة، يقول جاكو فير- حلاق فلبيني ''اصطحبت زملائي وزميلاتي إلى منتزه بحري لنسبح ونركب السفن الشراعية الصغيرة، مستثمرين أيام الإجازة ومشاركين معظم الناس فرحتهم بالعيد''· كما استضاف مركز أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، تلاميذ المركز وأقام لهم حفلاً منوعاً تخللته عروض فنية شيقة وفقرات ''ألعاب الخفة'' ومسابقات في شتى أنواع الفنون الفنية والأشغال اليدوية· إلى ذلك اختار البعض قضاء ساعات من يوم العيد في الأندية التراثية أو الثقافية لحضور حلقات أناشيد دينية و''مولوية'' وأمسيات شعرية ومعارض فنية وفنون شعبية، دارت معظمها حول مناسبة عيد الفطر السعيد