الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد العليا تتكفل بالأيتام من بيوت الأمهات وحتى بيوت الزوجية

زايد العليا تتكفل بالأيتام من بيوت الأمهات وحتى بيوت الزوجية
31 يناير 2009 03:29
لا تتخيل عندما تنظر الى الفيلا الفاخرة التي تحتل إحدى زوايا العين أن من يقطنها أيتام، تتوقع ان هذا المنزل الذي يتمنى اي شخص ان يمتلك واحدا مثله هو لعائلة غنية، لكن كما يقال البيوت اسرار · يعيش في هذه الفيلا سيف وسلطان وعبدالله وحمودة وثمانية من اخوانهم الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم الـ 41عاماً· هؤلاء الفتية توفي أهلهم وتركوهم في مهب الحياة، تلقفتهم ''مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، لتؤمن لهم حياة كريمة ورغيدة· ما يتوفر لهؤلاء الفتية لا يتوفر لآلاف الشبان والشابات الأيتام حول العالم· يعيشون كأي عائلة إماراتية عادية، يذهبون الى المدارس ويلعبون ويمرحون ويلبسون افضل الملابس ويأكلون ما لذ وطاب وحتى انهم يسافرون ويجولون حول العالم· هذه الحياة الجديدة خطها لهؤلاء الأيتام برنامج ''بيوت الشباب'' الذي أعدته ''مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية''، قسم الرعاية الشاملة الذي يحتضن اكثر من مئة شاب موزعين على 9 فلل في العين و31 في أبوظبي· ويقسم مشروع بيوت الشباب الى فئتين بيوت الشباب العاملين في أبوظبي وبيوت الشباب الدارسين بالعين وذلك بهدف تأسيس أسر مستقلة وإعطائهم الحرية في الاندماج بالمجتمع والاعتماد على الذات وتأمين مستقبل حياتهم في إكمال دراستهم الجامعية وتوفير فرص عمل بما يتناسب مع قدرات ومؤهلات كل ابن ومن المهام الإضافية الاتصال بالمؤسسات المجتمعية التي تخدم العمل ويستفيد منها الأبناء مثل الجامعات، المعاهد، مراكز البحوث، المكاتب والمؤسسات الحكومية· وتغرس المؤسسة في الأبناء قيم المواطنة الصالحة قديما وحديثا والموروث الإماراتي والانتماء للوطن· تبدأ حياة اليتيم منذ ولادته وحتى سن 21 في ''بيوت الأمهات'' وهو برنامج يسبق انتقالهم الى ''بيوت الشباب'' عند بلوغهم، ويليها بيوت الزوجية· وقبل نقل الطفل من مرحلة الى اخرى تعده المؤسسة نفسياً على يد اختصاصيين كي يتقبل الوضع الجديد دون ان يترك هذا الأمر اثراً في نفسه، ولا تنقطع علاقة الطفل بـ''امه'' و''ابيه'' و''اخوته'' الذين يرافقونه في كل مرحلة من حياته· تقع الفلل التي خصصتها المؤسسة لتربية الفتية الأيتام بالقرب من المرافق العامة كالمدارس ومراكز التسوق والمراكز الطبية· ويتناوب على الاهتمام بالأولاد مشرفان واحد رئيسي والثاني مساعد اضافة الى السائق والطباخ، وتقوم شركة تنظيفات بالحضور الى المنزل وتنظيفه يومياً· ''يشترط بالفيلا التي تسكن بها المؤسسة الفتية ألا تكون مسكونة من قبل، ويكون الأولاد اول من يسكنها، ويتم العمل على بناء المزيد من الفلل، وفق ما يقول سالم الكعبي مدير ادارة شؤون الأبناء في الباحة الخارجية للفيلا التي تضم العارضات الخاصة بلعبة كرة القدم، وقفص الأرانب وانتشرت بداخلها الأدوات الزراعية· وفي الداخل يلعب سيف وحمودة ''بينج بونج'' على الطاولة المخصصة لهذه اللعبة· اما باقي الأولاد فيضيعون وقت الفراغ بعد انهائهم دراستهم وواجباتهم المدرسية بالألعاب الإلكترونية التي يقتنوها ومشاهدة التلفاز وتصفح الكتب او المواقع الإلكترونية على الإنترنت· ويروي الأولاد كيف انهم جمعوا الأموال من مصروفهم الخاص، واشتروا ألعاباً إلكترونية وكاميرات تصوير وأشياء اخرى يقتنيها الأولاد الذين يتشابهون في أعمارهم· وبعضهم يجمعون المال سوياً ويقتنون أشياء مشتركة· تتألف كل فيلا من 6 غرف نوم، ولا يتجاوز عدد الأولاد في المنزل الثمانية· ينام كل طفلين او ثلاثة في غرفة واحدة· وتتألف كل غرفة من اسرة وخزائن وطاولة درس وكرسيها ولها حمامها الخاص· ويضع كل طفل حاجياته وألعابه ولوحاته في غرفته التي يختار الأثاث الذي سيضعه فيها· وعلق محمد وهو احد الفتيان الذين يقطنون الفيلا، في غرفته لوحة في السقف مقابل مكيف الهواء ''كي تلف كلما شغلنا المكيف''، بحسب ما يشرح سلطان ''اخو'' جميل الذي يقطن معه في الغرفة نفسها· سيف فتى آخر لا يتجاوز الأحد عشر عاماً، شديد الذكاء والملاحظة ويمتلك سرعة بديهة، حظاه الله بشخصية قوية وخلقة تجعله يدخل قلب من يراه لاول مرة· يروي كيف يمضي واخوانه يومهم ما بين المدرسة والدرس وبعض اللعب، يتصرف واخوانه بحسب العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة· يضيفون من يزورهم ويقدمون له القهوة والفاكهة والحلويات· ويروي سيف وهو يضحك كيف انه واخوانه التقوا بجارهم ''والقينا عليه التحية وقلنا السلام عليكم، وايش حالك؟ وايش علومك؟ واذ باخي جميل يقول لجارنا: باي باي· وكأنه محى كل العادات والتقاليد''· وتقع مسؤولية الاهتمام بالأولاد و''تربيتهم'' على عاتق المشرف الذي تعينه المؤسسة مسؤولاً عن إدارة البيت وهو يأخذ دور الأب في المنزل· وتنتقي المؤسسة المشرف الذي تنطبق عليه معايير ومقاييس معينة تبدأ بضرورة حصول المشرف على مؤهل تربوي، وان يكون متزوجاً وسنه لا يقل عن 82 عاماً كي يكون عنده خبرة تربوية، وان يكون إماراتياً او من احد مواطني دول مجلس التعاون الخليجي كونه يعرف بالعادات والتقاليد الإماراتية واللغة، لكن هناك بعض الاستثناءات· بعد أن يتم التأكد من وجود هذه المواصفات بمقدم الطلب تجرى معه مقابلة شخصية بعدها· ويخضع المشرف لدورات تعلمه المهارات التربوية قبل مباشرته العمل وحتى خلال ممارسته العمل للتأكد من قدراته التربوية وتطويرها· يعمل المشرف في البداية كمساعد مشرف· ويقول سالم الكعبي إن المشرف يخضع ''لدورة تدريبية سنوياً وفقاً لبرنامج محدد، وينقسم برنامج التدريب الى المخطط التربوي وهو للمشرفين الذين يتعاملون مع أولاد اعمارهم من 81 سنة وما فوق وبرنامج مخطط النمو للأولاد الذين تبدأ أعمارهم من 21 الى 81 سنة''· ويوضح أن مخطط النمو يشمل كل جوانب حياة الطفل من جسمانية وسلوكية وصحية ودراسية ''ويساعد المشرف فريق تربوي لتقييم الطفل تربوياً ومدى رغبته بالتعلم· ويزور المشرف المدرسة اسبوعياً لمتابعة الطفل· ويضيف الكعبي، ''تتألف اللجنة التربوية من طبيب واخصائيين في علم النفس والاجتماع، واخصائيين يجتمعون شهرياً لتقييم حالة كل طفل والتأكد من صحته جسدياً ونفسياً وتقييم مدى اندماجه وانتمائه''· يدير المشرف البيت ويؤمن كل احتياجاته ومشترياته، ويعتمد على المخصصات الشهرية التي تحددها المؤسسة لكل فيلا، كما يشتري المشرف لكل طفل احتياجاته ويعطيه مصروفاً يومياً· ويصطحب المشرف الاولاد اسبوعياً الى المراكز التجارية والمحليات ليختاروا ما يحتاجونه من اشياء حتى ان الأولاد هم من يختارون اثاثهم واغراضهم الشخصية· وينشغل سيف وإخوته هذه الأيام بتحضير انفسهم لرحلة عمان التي ينظمها لهم المشرف محمد في عطلة نصف السنة، استيقظوا باكراً وتناولوا إفطارهم وذهبوا الى صالون الحلاقة ليقصوا شعورهم ويرتبوا انفسهم· ويروي سيف كيف يصطحبهم محمد اسبوعياً الى ''المولات ويأخذنا الى دبي لنشتري كل ما نحتاجه، كما يسمح لنا محمد باستقبال اصدقائنا وجيراننا وزيارتهم ايضاً''· ويقول المشرف إنه ''يمنع مبيت الطفل خارج المنزل، إلا في حالة كنت اعرف اسرة الطفل المضيف جيداً، وافضل ان ينام صديق الطفل عندنا في المنزل''· يذهب الأولاد الى المدارس كل صباح، وعندما يعودون تكون السفرة بانتظارهم وعليها الخضار والسلطة والأرز والدجاج واللحم والسمك، يدرسون ويلعبون قليلاً، ويجتمع افراد العائلة كل مساء· يتسامرون ويتبادلون النكات والضحكات في جو من الألفة والمحبة قبل ان يخلدوا الى النوم الساعة الثامنة مساء ايام المدرسة و11 مساء ايام العطل، بحسب ما يؤكد الأطفال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©