الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كندا والأزمة الاقتصادية

1 أكتوبر 2008 21:46
في الشهر الرابع عشر من أكتوبر، سيتوجه الناخبون الكنديون الى صناديق الانتخابات للمرة الثالثة خلال الثلاثين سنة الأخيرة؛ هذه الانتخابات التي فرضت موعدها حكومة الأقلية المحافظة برئاسة السيد ''ستيفان هاربر''، ستقرر اتجاه كندا في مرحلة قادمة تبدو ملبدة بغيوم وأجواء سياسية واقتصادية تنذر بعواصف تسبب قلقاً وتوتراً شديداً ليس عند السياسيين المحترفين بل أكثر عند عامة المواطنين الذين سيكتوون بآثار العواصف الاقتصادية والسياسية التي يتفق كثير من المحللين السياسيين أنها ستهب على كندا خلال الأشهر الأخيرة من هذا العام؛ الانتخابات التي بدأت الحملة الحزبية ترتفع وتائرها عند كل الأحزاب المشاركة فيها أصبحت القضية الأساسية التي تدور حولها أحاديث وبرامج قادة الأحزاب هي الأزمة الاقتصادية التي ضربت النظام المالي الأميركي وآثارها السلبية التي ستنعكس على الاقتصاد الكندي؛ فالولايات المتحدة تمثل بالنسبة لكندا الشريكة الأكبر، ولكن يعرف المرء حجم التبادل التجاري اليومي الذي يعبر الحدود الكندية الى الولايات المتحدة، فإنه أقرب التقارير للمصداقية أنه نحو بليون ونصف بليون دولار، وهكذا يمكن للمرء أن يفهم معنى هذا القلق الذي يخيم على أجواء المعركة الانتخابية التي سيخوضها الكنديون في الرابع عشر من أكتوبر· كل القضايا والشعارات التي بدأت بها الحملة الانتخابية من قضايا السياسة الخارجية (أفغانستان والقوات الكندية هناك) والقضايا الداخلية، تراجعت لتخيم على أجواء الحملة الانتخابية القضية المقلقة الحالية؛ فالأزمة الاقتصادية تنعكس على الحياة اليومية للمواطن الكندي، لكن رئيس الحكومة الذي فرض موعد الانتخابات لأسباب وحسابات حزبية، والذي يخوض معركة حياة أو موت سياسي ليحقق للمحافظين الكنديين أغلبية تمكنهم من حكم البلد للسنوات الأربع القادمة، يبدو وكأن له حسابات أخرى؛ فبالمخالفة مع كل السياسيين والخبراء الاقتصاديين، فهو يبدو الوحيد المطمئن الى أن كندا ستعبر هذه الأزمة، وإن الاقتصاد الكندي لن يتأثر بما يجري في الولايات المتحددة؛ بهذا الموقف المحير أتاح للمعارضة الرسمية الفرصة أن توجه إليه أشد الهجمات وبلغة شديدة الوقع؛ فزعيم لمعارضة الرسمية زعيم الحزب الليبرالي السيد ''ستيفان دينو'' دعا أمس في خطاب أمام غرفة التجارة والصناعة، الناخبين بشكل حار (أن يوقفوا هذا الرجل عند حده) وألا يمكنوه من تحقيق أغلبية برلمانية حتى لا يقود البلد واقتصاده للدمار· فالزعيم المحافظ ''هاربر'' في نظر خصومه السياسيين سيقود البلد على نفس الطريق الذي قاد فيه الرئيس بوش الولايات المتحدة بسياساته الاقتصادية المحافظة والتي انتهت بالولايات المتحدة الى هذه الأزمة المالية-الاقتصادية التي لا مثيل لها منذ ثلاثينيات القرن الماضي؛ هذه الدعوة الحارة للناخبين الكنديين، وهذه المقارنة الماكرة بين ''بوش'' و''هاربر'' قد تجد آذاناً صاغية في كندا اليوم، وبرغم تفوق المحافظين الكنديين خلال الأسابيع الماضية في استطلاعات الرأي العام على حزب الليبراليين خلال الأسابيع الماضية في استطلاعات الرأي العام، فإن نفس هذه الاستطلاعات تشير الى أن أكثر من ثلاثين بالمائة من الناخبين كانوا ما زالوا مترددين في منح أصواتهم لأي من الحزبين، لكن الواضح أن ثمة انعطافاً للرأي العام نحو الأحزاب المعارضة للمحافظين، وهو ما يوجه له القادة السياسيون المعارضون اهتماماً بشدة خاصة في الأسبوعين الأخيرين قبل فتح صناديق الاقتراع· إن القضية الاقتصادية والأزمة التي تخيم على أجواء الانتخابات ستبقى لها الأسبقية على بقية القضايا المهمة الأخرى، ولكنها لن تلغي وجود القضايا الأخرى التي تواجه كندا وفي مقدمتها قضايا السياسة الخارجية وورطة كندا في أفغانستان، هذا ما هو جدير بالملاحظة الدقيقة والاهتمام الشديد· عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©