الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرّ التعلّم أم ذلّ الجهل

28 أغسطس 2016 22:33
عادت الميادين التعليمية من سباتها الصيفي الطويل لتستأنف أعمالها محركة الأسر والأبناء والأسواق والشوارع، معلنة عن سنة جديدة فيها ما لذ وطاب من أصناف العلوم والمعارف، كل حسب عمره ومستواه الدراسي، ولا نعرف سبباً لما يضخ من كلمات السخرية ووجوه الاكتئاب عبر وسائل التواصل بهذه المناسبة، مما يثبط العزائم ويمد الطلاب بمشاعر سلبية تثقل عامهم الدراسي، وتحيله هماً يحسب الطالب أيامه البطيئة، ويضيق بما تحتويه كتبه وما يدور في رؤوس معلميه. ذلك التداول لم يقتصر على الصبية وصغار السن، بل استمرأ الآباء البث، وساعد الكبار على دعم من أمسك معولاً ليحطم طموحات جيل عظيم، قدر له الله سبحانه العيش على أرض لا تعترف بحدود للأحلام، سواء كان ذلك عن قصد منه أو بعفوية يريد بها الضحك والإضحاك جاهلاً مدى أثرها السلبي على سير العملية التعليمية وما يتلوها من إنجازات المتعلمين في أوطانهم. من مقولات الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى، من لم يذق مر التعلم ساعة، تجرع ذل الجهل طول حياته، فتلك المرارة التي يستشعرها الإنسان ساعة تعلمه، هي بوابة المتعلمين نحو آفاق حياة ناجحة تغير كل شيء للأفضل، ومن لا يريد تعب التعلم وإنْ كنا في دولة ذللت الصعاب، فلا تعب يذكر، فعليه أن يختار ركناً بعيداً ينزوي عنده فلا مكان له في ركب المتقدمين، في وقت يبكي الآباء في دول ابتلت بالحروب والمشاكل وضع أبنائهم الذين حرموا من المدارس وقد يحرمون في أي لحظة من الحياة. كم هي مؤثرة الكلمة رغم سهولتها وبساطة لفظها فلا جهد يبذل ولا مال يدفع، فمالنا نستثقل الكلمة الإيجابية، ولا تعيننا ألسنتنا وهواتفنا إلا على ماهو سلبي يكسر العزائم؟ لم لا نسخر ما نقول ونكتب وننشر ونتداول لحياة إيجابية تحول أفراد مجتمعاتنا إلى عباقرة، كل منهم يريد تغيير أمر وإحداث فرق في تاريخه تماماً كما هم حكامنا، لا ينقص أبناءنا الذكاء ولم تخنهم الإمكانات ولم تخذلهم الحكومة، بل يتمتعون بنسب عالية من مقومات العطاء الخارق، فليس أكثر من كلمات الحث والتشجيع والتقدير لاستخراج فطرة التحدي للمألوف والعادي، والكف عن تداول رسائل الإحباط عند افتتاح المدارس مقر الإبداع ومصنع المبدعين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©