السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسد والحريري يتفقان على علاقات استراتيجية

الأسد والحريري يتفقان على علاقات استراتيجية
20 ديسمبر 2009 02:29
اتفق الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات. وأكد الأسد “أن سوريا كانت ولا تزال حريصة على إقامة أفضل العلاقات مع لبنان إنطلاقاً من قناعتها ومواقفها المبدئية التي تعتبر أن العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين تحمي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والعرب جميعاً”. وأكد الأسد أن “أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سوريا والعكس صحيح”، مشدداً على أن سوريا “لن تدخر أي جهد يسهم في توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز أمنه واستقراره”. من جانبه أكد الحريري “تطلع حكومته إلى إقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع سوريا تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين ومصالحهما”. وتابع الحريري “أن العلاقات الطيبة والمتميزة بين سوريا ولبنان تعزز موقف البلدين وقوتهما وتسهم في حماية لبنان والعروبة ووحدة الصف العربي في مواجهة السياسات الإسرائيلية المستمرة بانتهاكها للحقوق العربية”. ومن المقرر إن يجري الأسد والحريري جلسة مباحثات ثانية اليوم الأحد حسب وكالة الأنباء الرسمية التي أوضحت أن اللقاء تناول “استعراض التطورات الإيجابية السائدة في لبنان وسوريا وتاريخ العلاقات السورية اللبنانية وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينة”. كما تناول اللقاء “المستجدات على الساحتين العربية والدولية وأهمية التنسيق وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك”. وكان الأسد استقبل الحريري الذي وصل إلى قصر تشرين بمفرده أمس “بحرارة” وتبادل الرجلان القبلات قبل أن يعقدا جلسة مباحثات تاريخية استمرت ثلاث ساعات هي الأولى من نوعها لتجاوز حالة التوتر والعداء التي رافقت اغتيال والده رفيق الحريري في فبراير 2005.وتكتسب زيارة الحريري أهمية استثنائية، خاصة بعد الاتهامات التي وجهها فريق “14 مارس” لدمشق في اغتيال والده. وأكدت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان أن اللقاء “بدد ذيول المرحلة السابقة”، لافتة أن الزيارة ستتبعها زيارات أخرى بهدف “تفعيل العلاقات المؤسساتية بين البلدين”. وقالت شعبان إثر اللقاء بين الأسد والحريري الذي استمر ثلاث ساعات وربع الساعة إن “ذيول المرحلة السابقة بددت والضمانات بأن لا تتكرر المرحلة هي إرادة الرئيس بشار الأسد والرئيس سعد الحريري على بناء هذه العلاقة الإيجابية والبناءة”. وأضافت “كان جو اللقاء صريحاً وإيجابياً وودياً، تم التركيز في هذا الحوار على العلاقات المستقبلية بين البلدين وعلى تفعيل المؤسسات”، موضحة أن “هذه الزيارة ستتبعها زيارات مستقبلية يقوم بها المعنيون والفنيون لوضع الأسس لتفعيل العلاقات المؤسساتية بين البلدين الشقيقين”. وقالت “بدون شك تم كسر الجليد بين الطرفين، وإقامة الرئيس الحريري في قصر الضيافة هو كسر للبروتوكول لأن قصر الضيافة يقيم فيه الرؤساء والملوك. الحريري حل ضيفاً على الأسد وفي هذا تعبير عن حرارة ومودة خاصتين”. وأضافت “نوقش ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وسوف تتخذ خطوات بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب”.وتابعت شعبان أن الأسد والحريري ناقشا “الوضع العربي في المنطقة والتحديات التي تواجه سوريا ولبنان جراء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وأهمية التنسيق بين سوريا ولبنان وأهمية التضامن العربي”. وقالت “لا شك إن هذه العلاقة ستنعكس إيجاباً على علاقات عربية أخرى”. وردا على سؤال عن احتمال زيارة الأسد للبنان قالت شعبان “سوف تكون هناك زيارات متبادلة” مشيرة أن “جو الاجتماع والنقاش ومن نتائج الاجتماع المهم والمطول، يتبين أن الزيارات سوف تكون متبادلة وقريبة ومتسارعة وسوف تركز على ربط علاقات مؤسساتية بين الوزارات والمؤسسات”. وكان الحريري وصل في وقت سابق إلى مطار دمشق الدولي حيث كان في استقباله وزير شؤون رئاسة الجمهورية السوري منصور عزام والسفير اللبناني في سوريا ميشال الخوري. وكان سبقه الوفد الإعلامي اللبناني في طائرتين خاصتين. وأحيطت تفاصيل الزيارة بكتمان شديد. فلم يعرف الصحفيون بها الا في اللحظات الأخيرة. ولم يسمح للصحفيين بالبقاء في القصر خلال انعقاد اللقاء الثنائي. ورافق الحريري عدد من المستشارين السياسيين والإعلاميين. ولم يضم الوفد المرافق للحريري أياً من الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في الاستنابات القضائية التي نصت على دعوة شخصيات للاستماع إليها في قضية مرفوعة أمام القضاء السوري تتصل باغتيال الحريري. وتأتي هذه الاستدعاءات في إطار شكوى تقدم بها المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد ضد “خمسة شهود زور” سوريين و”شركائهم اللبنانيين”، محملا إياهم مسؤولية اعتقاله لمدة تناهز أربع سنوات في قضية اغتيال الحريري. وقالت بهية الحريري عضو البرلمان اللبناني وعمة رئيس الوزراء “طبيعي أن يزور سوريا كرئيس حكومة لكل لبنان”. وأضافت “بالنهاية الدولة الأقرب لنا هي سوريا. وإن شاء الله تكون نتائج هذه الزيارة استقرارا وأمنا في لبنان”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©