الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متون

متون
1 أكتوبر 2008 22:00
الدكتور صائب عريقات يختصر الصراع العربي - الإسرائيلي في شكل وحيد الحياة مفاوضات·· ولكن ليس دائماً سما حسن صدر مؤخرا عن عمادة البحث العلمي/ جامعة النجاح الوطنية كتاب للدكتور صائب عريقات بعنوان الحياة مفاوضات· وقد رافق الإصدار حملة إعلامية كبيرة خاصة بعلمية الكتاب ومهنيته· القارئ للكتاب يجد أنه يخوض حديثا في ثلاثة مجالات رئيسية وهي: الفلسفة السياسية الخاصة بالمفاوضات، منهجية التفاوض، والأمور الفنية الخاصة بعملية التفاوض· الكتاب لا يتحدث بمجمله عن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مباشرة، وإنما يتناول مسألة المفاوضات بصورة عامة كنشاط شبه يومي للإنسان سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول· عنوان الكتاب ''الحياة مفاوضات'' يفاجئنا بصورة قاسية، ولكنها القسوة التي تهزنا لنفيق، وهو لا يقسو على الإنسان فقط وإنما على مفهوم الحياة عموما· لا شك أن المفاوضات لا تغيب عن الحياة اليومية للإنسان والشعوب، لكنه ليس من الحكمة أو الإنصاف أو العدل أن نختصر الحياة بأنها مفاوضات· أغلب نشاطات الإنسان ليست مفاوضات، وهي تندرج تحت عناوين كثيرة لا نكاد نحصرها· الإنسان يخطط مثلا لمستقبله، ويبذل جهودا في مزرعته أو متجره، ويعمل على تنمية قدرات أبنائه، ويقرر حول طعامه وقيامه وترحاله، دون أن يحتاج طرفا آخر للتجاذب معه أو ليفاوضه· العنوان عنيف لأنه يقيد الحياة بصورة تعسفية بحيث يمكن تفسيره على أنه إسقاط لتجربة شخصية قد لا يكون الكاتب مرتاحا لها على الآخرين· ربما هو إعذار من خلال التأكيد المفرط على صحة المسار التفاوضي الذي سار به الدكتور صائب· كان من الممكن صياغة عنوان مختلف يؤكد على أهمية المفاوضات بدل تأكيد سطوتها على نواحٍ يشكل الدكتور صائب أحد أقطابها عن الجانب الفلسطيني· مواضيع الكتاب يلمس الدكتور عريقات مواضيع عدة في الكتاب تتركز أغلبها حول فنيات العملية التفاوضية، لكنه يطرق مواضيع أخرى بسرعة ويعطي حولها استنتاجات سريعة يطلب منا أن نأخذ بها· فالكتاب يحتوي على الكثير من الأمور الفنية الخاصة بالأداء التفاوضي عموما، وهي أمور هامة بالنسبة للشباب الدارسين الذين سيخوضون معركة الحياة على مختلف مستوياتها· ويقول عريقات في كتابه: ''إن الحروب تعددت أسبابها ولكن المصالح تبقى أساس أي صراع، وأن الصراع سببه الشعور بأن مصالح الأمة في الحرية والأمن في خطر وأن الموارد مهددة·· وإذا كانت الصراعات حتمية فإن المفاوضات حتمية''· ومن المواضيع التي يعرضها الكتاب: 1- المصالح والمواقف· يقول المؤلف إن المفاوضات يجب ألا تكون وفق المواقف وإنما وفق المصالح· إذ ''يجب عند معرفة التناقض في المواقف دراسة أسباب اتخاذ هذه المواقف من كل طرف، وسنجد أن المواقف تتطور استنادا لما نراه لمصالح نريد الحفاظ عليها وعدم المساس بها· وبالتالي وبدلا من التركيز على المواقف، يتم التركيز على المصالح، وعندها تكون الاحتمالات كبيرة لإيجاد حلول تستوعب مصالح الأطراف''· ويضيف: المواقف هي التي تحدد المصالح، والمواقف نابعة أصلا من الأهداف الإستراتيجية التي تختطها الأمة لنفسها وفق إجماع وطني أو قومي ومدونة كتابيا ومحفوظة دستوريا وقضائيا، المفاوض لا يذهب إلى طاولة المفاوضات ليشرح مواقفه، وإنما ليحصل على طلباته أو جزء منها، لكن المواقف تبقى هي الهادي لعملية بلورة المصالح وطرحها، وتبقى حية في ذهن المفاوض· أما إذا رأى المفاوض أنه لا مفر أمامه إلا تقديم تنازل، فعليه أن يعود إلى أمته ليغير المواقف· نحن مثلا وقعنا اتفاق أوسلو وهو مناقض للميثاق الوطني الفلسطيني، ولم نعمل على تعديل الميثاق إلا بعد سنوات من التنفيذ· هذا كان جريمة بحق الشعب الفلسطيني· أما إسرائيل فتقول إنها مع إقامة دولة فلسطينية، لكنها حتى الآن لم تغير من نظريتها الأمنية التي تقول إنه لا دولة غربي النهر غير دولة إسرائيل· لماذا علينا نحن أن نغير مواقفنا، ولا نطلب من إسرائيل ذات الشيء؟ أنا أعلم أن المدرس الأمريكي يشبعنا بمواقف جوفاء ويغرقنا في وحل الاحتياجات (وليس الحاجات) المالية، وفي المقابل يزود إسرائيل بمزيد من الأسلحة التدميرية· 2-المصالح والقوة· تحدث عريقات كثيرا عن المصالح ومن أجل تحقيق المصالح يحتاج المرء إلى إرادة وأصدقاء وموارد وأسلحة وأخلاق وبحث علمي·· عناصر القوة كثيرة ومتنوعة ويصعب حصرها، وهي لا مفر من توفرها إذا كان للمصالح على أي مستوى أن تتحقق· ''فالأفراد كالدول عبيد للمصالح في السعي وراء تحقيق المصالح تكون التحالفات والاتفاقات والمؤامرات، ويكون تبادل الأدوار وتقسيم الغنائم، فالأفراد كالدول أيضا، يكونون أقوياء، أو يجدون تحالفات من أقوياء تمكنهم من مواجهة من هم أقوى منهم· فالقوة في السياسة نسبية· وما دام هناك بشر لن تكون هناك تحالفات أو شراكات أو صداقات دائمة· تماما كما لن يكون هناك صراعات، أو حالة عداء أو تنافس مستمر''· النواحي الفلسفية يقول الكتاب: ''حيث وجدت المصالح وجدت الصراعات''· ربما يأتي أحدهم بالقول إنه حيثما وجدت المصالح وجد التعاون· يتفق هوبز، الفيلسوف البريطاني مع الدكتور عريقات، لكن لوك سيجد صعوبة كبيرة في الموافقة· هذه جملة تحمل تعميما واسعا جدا ولا يمكن أن يحيط بتاريخ العلاقات الإنسانية البينية، أو علاقات الإنسان بمحيطه· كما يقول الكاتب: ''أينما وجدت الصراعات كانت المفاوضات وكلتاهما وسيلة للوصول إلى الغايات''· ويقول: ''إذا ما كانت الصراعات حتمية، وجزءا من حياتنا اليومية، فإن المفاوضات أيضا حتمية، وجزء من حياتنا'' والدكتور صائب في هذا الاشتقاق يضع افتراضا أساسيا لا يسهل الأخذ به، ويضع اشتقاقا خارجا عن السياق· إذا كانت الصراعات حتمية فإن وسائل وأساليب خوضها تتعدد ومن ضمنها الاستسلام ومواصلة الحروب والمفاوضات· المفاوضات هي عبارة عن شكل من أشكال خوض الصراع، وليست هي الشكل الوحيد· لنا في التاريخ عبرة في هذا المجال· هذا فضلا عن أن الصراعات هي تاريخية الحدوث· دراسة لنصوص الرحلة العربية لعبد النبي داكر بين الواقعي والمتخيل عمر شبانة بعد كتابه ''الواقعي والمتخيل في الرحلة الأوروبية إلى المغرب'' (1997)، يأتي كتاب الناقد والباحث المغربي عبد النبي داكر الذي يحمل عنوانا رئيسا ''الرحلة العربية'' ويتناول ما يختص بالرحلات إلى أوروبا وأميركا والبلاد الروسية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، معتبرا أن ثمة نقصا فادحا للدراسات في مجال ''صورة الغرب في الرحلة العربية''، في ظل إنجاز الغربيين الكثير من الدراسات حول ''الصورة الثقافية للشرق في الكتابات الغربية: شعرا، مسرحا، رواية، رحلة، مقالات صحفية·· الخ''، وهو يشير بالطبع إلى الضرورات التي أملت مثل هذه الدراسات، خصوصا ضرورة ''تحرير الشرق من صورة قبْلية مسبقة حاكها الغرب حوله - أي حول الشرق - وصفده بها لمدة طويلة''· تصور الشرق للغرب، أو ما يسميه داكر ''صورلوجيا''، هو موضوع هذه الدراسة التي تتناول مرحلة يعتبرها المؤلف ''مرحلة حاسمة في تاريخ العلاقات العربية بالغرب· إنها حقبة زمنية خصبة تعكس تمرحلات الذات العربية وتجلياتها المختلفة في ظرفيات متباينة تشمل فجر النهضة فالاستعمار ثم الاستقلال''· ويلتقط المؤلف ''درجة تحول وعي الانتلجنسيا العربية بالإنسان الأوروبي والأميركي والسوفيتي ومقومات شخصياتهم الحضارية· وفي هذا توقف عند شكل من أشكال تمظهرات هذا الوعي في ديناميته وحركيته المتجهة صوب المقارنة العنيفة، والمواجهة المتصدية لصور مخالفة''· ومنهجيا، يختار المؤلف المزج بين قراءتين: أدبية وأيديولوجية لتفكيك الصورة المكونة عن الغير، فيقوم بتحليلها والوقوف على ملامحها ليعيد تركيبها من جديد، والحصول على الصورة العامة لكل من الأنا والآخر وصولا إلى ''إدراك ما هو جوهري في اللحظات الهاربة التي وعت فيها الذاتُ الغيرَ''، وفي سبيل ذلك يستخدم عبد النبي داكر جهازا مفاهيميا يتكون من اثنين وعشرين مفهوما تهتم بالذات والآخر والهوية والرحلة والغرائبية والقالب واليوتوبيا والفضاء والمركزية الإثنية والمحتمل وسواها·· من خلال ثلاثة أبواب وعدد كبير من الفصول· في الباب الأول من الكتاب ثمة أربعة فصول، الأول منها يعالج كيفية مجادلة السائد في ''الدراسات الرحلية'' العربية والأجنبية عموما بغاية تقويم ما هو كائن واستشراف ما هو ممكن، ممثلا بذلك للسائد بالنسبة إلى الرحالة الذين يكتبون عما يشاهدون من منظر ما أو عادة ما لدى شعب ما على أنه هو السائد و''حين يشاهدون شيئا خارقا في أمة ما، أو تصرفا مشينا، يسوقونه كما لو كان قانونا أو تقليدا''· وهو ما يسمى بـ''الشهادة الغيرية النزاعة نحو التعميم''· وهو يتساءل هنا عما إذا كان من المطلوب من الرحلة أن تقول الحقيقة، وهل بمستطاعها ذلك، وكيف تنسج خيوط حقيقتها هي؟ ثم ينظر هنا في موقف ابن خلدون من نص رحلة ابن بطوطة ''تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار''، فقد ''قابلها بغير قليل من الاستنكار''· بينما يرى البعض في هذه الرحلة أنها ''نزهة الخواطر، وبهجة المسامع والنواظر، من كل غريبة أفاد باجتلابها، وعجيبة أطرف بانتحائها''· ولأن المؤلف يهتم بالفصل بين ''الحقيقي'' من جهة، والجمالي أو الممتع في الرحلة من جهة أخرى، فهو يركز على موقف ابن خلدون الذي يتخذ طابعا عقلانيا يريد من الرحلة ما هو ''حقيقة'' و''ثيقة'' تاريخية، مقارنة مع الموقف الباحث في الرحلة عن ''الممتع'' و''المفيد''، حيث يطالب ابن خلدون كاتب الرحلة بالرجوع إلى ''أصوله، وليكن مهيمنا على نفسه، ومميزا بين طبيعة الممكن والممتنع، بصريح عقله ومستقيم فطرته، فما دخل في نطاق الإمكان قبله، وما خرج عنه رفضه''، ويعلق الدكتور داكر أن ما لم يدركه ابن خلدون هو أن ابن بطوطة لم يكن بالعالم ولا بالمؤرخ، ولكنه الرحالة المغرم بالغريب والمغرم بالعجيب·· كما يوحي بذلك الميثاق العنواني وكذلك الميثاق المقدماتي، فلا مجال هنا لثنائية ''الصدق'' و''الكذب''· وإلى ذلك يقف المؤلف الدكتور داكر على مقص ''الرقيب الأخلاقي'' الذي يستبعد من نص الرحلة ما ''يأباه الحياء''، حيث يعمد ''مهذب الرحلة'' إلى محوه ''توقيا وتحرزا وتنزيها للطالب أن يقع بصره أو يطرق سمعه ما يُستحيا منه''· وفي المقابل يطرح المؤلف وجهة نظر الباحث ألبير- مونطيمون الذي يرى في دراسته ''الخزانة العالمية للرحلات البرية والبحرية في مختلف أقطار المعمور منذ الاستكشافات الأولى إلى اليوم''، ثم يوضح مونطيمون أن ''الرحلات مدرسة الإنسان، وبها ينمي معارفه، بمعنى أن الجانب ''الديداكتيكي'' أو ''المضموني'' ظل ردحا من الزمن طلبة الناقد في تحديده لعناصر الإفادة والنفع في مادة الرحلات أولا وأخيرا''· ومن خلاصات هذا المبحث المركز على منح الجانب الأدبي حصته من البحث في نصوص الرحلات، وكذلك في ما يتعلق بالتصورات السائدة، يخلص الدكتور داكر إلى ضرورة ''التمسك بالانفتاح الذي عرفته المقاربات المحايثة للنص الرحلي على المعالجات الأدبية الجمالية والشعرية والأسلوبية والسيميوطيقية ونظريات التواصل ولسانيات الخطاب والسرديات، وكل ما من شأنه أن يقربنا من السرد بدل المسرود، والقول بدل المقول، والخطاب بدل المادة، والشكل بدل المحتوى، أو ببساطة كل ما يقربنا من ''الأدبي'' في ''الرحلي''· ولكثرة القضايا والمفاهيم والمصطلحات، نختم ببعض الخلاصات النهائية التي ختم المؤلف كتابه بها، والخلاصة الأولى تتعلق بموضعة الرحلة بين الأجناس الأدبية حيث يرى أنها جنس ''جامع لعدة أجناس وأساليب ومضامين وأنماط تقترن بالغرائبي واستيهاماته وأحلامه وتأملاته ومقارناته ومغامراته الداخلية ''الباطنية'' والخارجية ''المرجعية''، كما أنها ''جنس معقد ومتعدد الأوجه لأنه ملتقى المعارف والأشكال المحررة من أي قيد غير قيد الأدب بمفهومه العام''· ومن أبرز ما يستخلصه الدكتور داكر في دراسته هذه (الفائزة بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة) سمة السخرية التي يقول إنها شكلت ''استراتيجية خطابية وأسلوبية راوحت بين اللغة المضاعفة والنظرات الماكرة الغامزة والموحية بالحقيقة والوعي المضاد، استجابة لحالة نفسية ووضع إيديولوجي معين للذات الساخرة·· بيد أن السخرية عند الأقدمين صدرت عن مركزية إثنية عربية إسلامية متعالية، في حين انبثقت عند المحدثين من إحساس بالغبن وسوء التقدير''· الجزائر- حسين محمد: أصدر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر كتاباً بعنوان''محمد المنصوري الغسيري ورحلته: عدتُ من الشرق'' وهي من تقديم ومراجعة الدكتور عمر بن قينة· وصف بن قينة كتاب الغسيري بـ''النص الأدبي المتميز'' لرجل تألق فكرياً ودينياً تألقاً صوفياً رافقته ظلاله في كل مكانٍ حل به، واعتبر رحلته من''الرحلات الجادة'' التي نعرفها في القرن العشرين، وقد امتدت شهرين ونشرها الرحالة بعنوان''عدتً من الشرق'' سنة 1954 في جريدة ''البصائر'' لسان حال''جمعية العلماء المسلمين الجزائريين'' مقسمة على 19 حلقة· وُلد الغسيري في قرية''غسيرة'' بباتنة شرق الجزائر سنة ،1912 امتهن التدريس وانخرط في جمعية العلماء والكشافة الجزائرية التي مثلها في زيارة إلى مصر استجابة لدعوة من كشافتها في 21 يوليو 1953 للاحتفال بالذكرى الأولى للثورة المصرية، وانطلق الغسيري من قسنطينة باتجاه القاهرة مرورا بتونس وليبيا ثم امتدت الرحلة إلى السعودية للحج واتسعت إلى سوريا ولبنان· بدأ الكاتب تدوين رحلته بوصف طرابلس التي لم تنل منها الحرب العالمية الثانية ويتمعن في آثار الجيش الايطالي المنهزم، كما يصف مدن سيرت ودرنة وبنغازي التي لاحظ عليها آثار الحرب، ولدى وصوله إلى مدينة السلوم أبدى ضيقه بالحدود ووصفها بـ''الشر الذي لا بد منه'' ثم يصف جمال مرسى مطروح وطيبة سكانها وكبر مساجدها وجمال شاطئها، ولدى وصوله إلى القاهرة انشغل بمعاهدها وكلياتها ومراكز العلم فيها وأسهب في وصفها، وأبدى إعجابه بالنظام السياسي الذي قام على أنقاض الملكية وتبنى مشروع الوحدة العربية ودعم حركات التحرر في العالم، وقد لفت انتباهَ الكاتب أيضاً امتلاءُ المساجد بالمصلين ودور علماء ''الإخوان المسلمون'' في خطب الجمعة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©