الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صحة أطفالنا مسؤوليتنا» تجسد البعد الإنساني لمفهوم التنمية

«صحة أطفالنا مسؤوليتنا» تجسد البعد الإنساني لمفهوم التنمية
20 ديسمبر 2009 22:08
حظيت حملة «صحة أطفالنا.. مسؤوليتنا» - التي أطلقها الاتحاد النسائي العام برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للطفولة والأمومة - بأصداء واسعة وردود أفعال وإشادات إيجابية تثمن أهمية إطلاق الحملة في مثل هذا التوقيت وبالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم. وأكد عدد كبير من المعنيين بشؤون الأسرة والطفل والمجتمع أن الحملة تأتي لتعكس البعد الإنساني والتنموي الاستراتيجي لفكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك واهتمامها وتبنيها قضايا الطفل والأسرة، ويجسد عمق النظرة الاستراتيجية في أن الإنسان «الإماراتي» هو هدف التنمية الأول، ووسيلتها وغايتها بدءاً من مرحلة الطفولة المبكرة، وعلى اختلاف المراحل العمرية وأن المبادرة جاءت بهدف رفع الوعي الصحي لدى الأمهات والأطفال وتعزيز ونشر السلوكيات الصحية للتغذية السليمة، والصحة الإنجابية ولضمان بيئة صحية آمنة تتيح للأطفال والأمهات ممارسة حياتهم بصورة سليمة وخالية من الأمراض، وأن الحملة التي أطلقت على نطاق واسع في المجتمع وشملت المدارس بكل مراحلها استهدفت رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه القضايا الصحية السائدة على الساحة العالمية والإقليمية والمحلية، وكيفية التعامل الأمثل معها بدءاً من مرحلة الوقاية وكيفية التعامل مع الكثير من الأمراض التي باتت تهدد حياة الناس، ومن ثم رفد الوعي الصحي إزاء العادات الاجتماعية المتعلقة بالنظام الغذائي اليومي وضغوط الحياة، والممارسات الغذائية الضارة وعلاقة التقدم التكنولوجي بصحة الأطفال والأسرة. أهمية التوعية تقول أحلام جمالي خبيرة التواصل الأسري والعلاقات الإنسانية: «ما من شك أن حملة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «صحة أطفالنا.. مسؤوليتنا» تنم عن مدى اهتمام سموها ورعايتها لقضايا الأمومة والطفولة والمجتمع، وهو أمر ليس بغريب، وينسجم تماماً مع مكانة الإنسان ودوره في المجتمع، وأهمية مرحلة الطفولة في مسيرة الإنسان نفسه باعتبارها مرحلة تمثل ركيزة أساسية لنمو الإنسان، فإذا توفر للطفل بيئة صحية سليمة، وظروف اجتماعية آمنة، فإن ذلك يتيح له النمو والإسهام في الحياة والمجتمع بشكل سليم. وأظن أن الطفل والأسرة في حاجة ماسة إلى كثير من التوعية الصحية والغذائية في ظل ثقافة العولمة وانتشار كثير من العادات الصحية والغذائية الوافدة من الغرب، وانتشار عادات غذائية غير سليمة في زمن الوجبات السريعة، والـ»تيك أواي» والحاجة إلى العودة إلى النظام الغذائي السليم، ولعل توعية الأسرة والمجتمع من خلال أجهزة الإعلام المختلفة، والمدارس أصبح مطلباً ضرورياً ملحاً بعد انتشار عدد من الأمراض والظواهر السلبية كالسمنة والسكري بين الأطفال»، إلى جانب التوعية إزاء الأمراض السارية أو المعدية، كذلك التوعية المجتمعية بأهمية المحافظة على اللياقة البدنية، وممارسة الرياضة، والرقابة الصحية والغذائية الذاتية التي تعتمد على وعي الإنسان نفسه وثقافته الصحية دور الإعلام يشير إبراهيم الأحمد مدير قناة أبوظبي إلى أهمية التوعية المجتمعية بأهداف الحملة، ونشر الثقافة الصحية والغذائية السليمة، ودور أجهزة الإعلام وتأثيرها، لا سيما التليفزيون، وما يبثه من برامج تحظى بنسبة مشاهدة عالية من قبل أفراد الأسرة، خاصة الأطفال، والأمهات. ويقول: «لا يختلف اثنان على أن للغذاء تأثيراً أساسياً على الصحة، ولكن ما نتحدث عنه هو أهمية الثقافة الصحية والغذائية، وهنا نلفت النظر إلى أن الطفل، كما يكتسب من والديه كل العادات والسلوكيات، فإنه يكتسب أيضاً النمط الغذائي الذي يسيرون عليه، والأم باعتبارها المسؤول الأول عن غذاء الأسرة، فإن وعيها بالغذاء السليم يؤدي إلى جيل يعرف ماذا يأكل، وكيف يأكل، وإلى كل أم نوجه النصيحة بأن تبحث عن معلوماتها الغذائية من أصحاب الخبرة والمختصين، وتعالج سوء التغذية للطفل وللكبير، ويقدم الأطباء وأخصائيو التغذية النصائح اللازمة، والبرامج الغذائية المناسبة مع كتيبات تعينهم على الفهم الصحيح لكل ما يتعلق بالغذاء، كما تقوم بعلاج الأمراض المتعلقة بسوء التغذية عن طريق أنظمة غذائية بعيدة كل البعد عن العلاجات الصناعية، مع تنمية وعي المستهلك تتضاءل أخطار الأغذية الصناعية المعلَّبة، ومن جديد يكون الدور على الأم في توعية أسرتها وحماية أطفالها». الثروة الأهم تشير مريم الفزاري، الأخصائية الاجتماعية بالهلال الأحمر الإماراتي إلى أهمية إطلاق الحملة التوعوية التي تتبنى صحة الطفل وسلامته، وتعكس مدى عمق وإنسانية نظرة «أم الإمارات» لقيمة الإنسان الإماراتي باعتباره الثروة البشرية الأهم والأغلى، وتقول: «في الآونة الأخيرة بدأت تظهر مؤشرات صحية خطيرة بين أطفالنا، خاصة في المرحلة الابتدائية وذلك نتيجة التغذية السيئة سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع مثل السمنة الزائدة والسكري، وفقر الدم وفقدان الحيوية والنشاط والتأخر في النمو البدني والعقلي وتدني مستوى التحصيل العلمي والدراسي، وهذا لا يحتاج إلى البراهين والإثباتات العلمية حيث هناك أخطاء كثيرة في تغذية أطفالنا في تناولهم للأغذية السكرية والحلويات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة والمثلجة والمعلبة كل يوم وعلى مدار الأسبوع تقريبا سواء في المنزل أو في المدرسة وكل ما ينطبق في تغذية الأطفال أيضا ينطبق على تغذية معظم أفراد المجتمع في الوقت الحالي». وتضيف الفزاري: «إن المنزل أساس تعويد الطفل على التغذية الصحية حيث يتطلب من الوالدين أن يكونوا قدوة حسنة أمام أطفالهم خاصة عند تناولهم الأغذية وإرشادهم وتوجيههم لتناول الأغذية التي تفيد أجسامهم وتقديم المعلومات عن الأغذية التي تضر أجسامهم حتى تصبح هذه المعلومات فيما بعد سلوكا طبيعيا وعادة حسنة لدى الطفل، ومن الأهمية بمكان وضوح الرؤية لكل إنسان بالنسبة إلى ما ينفعه وما يضره في التغذية. ومن البديهيات أن يكون الغذاء متناسباً وحاوياً على كل العوامل والعناصر الأساسية اللازمة لحسن أداء الجسم، ومع تقدم في البحث العلمي في مجال الغذاء والتغذية استجدت كثير من المعلومات عن مكونات الغذاء غير المعروفة مسبقاً وكذلك عن علاقة الغذاء بالأمراض المتفشية حديثاً». دلالات علمية من جانبه يقول الدكتور سامح عزازي استشاري أمراض النساء: «تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية في مجال التغذية بأن للرضاعة الطبيعية منذ الولادة لها التأثير الإيجابي على صحة ولياقة الطفل في مرحلة الطفولة وحتى أن يبلغ الكبر، فحليب الأم المرضعة يعد الغذاء الأساسي والضروري للطفل منذ المرحلة الأولى للولادة حيث يحتوي على المواد البروتينية والوحدات الحرارية والمعادن والفيتامينات المتوازنة ويشكل الغذاء المثالي ويكسب الجسم المناعة والنمو الطبيعي الضروريين لنمو الطفل جسميا وعقليا، وللرضاعة الطبيعية تأثيرات على جميع النواحي المتعلقة بالصحة العامة واللياقة البدنية للطفل وللأم، وتؤكد الدراسات والأبحاث العلمية بأن سوء التغذية سواء في مراحل تكوين الجنين أو في مراحل الطفولة يؤدي إلى أمراض كثيرة في مراحل عمر الإنسان مستقبلا. والتغذية الصحية المتوازنة تمنح جسم الطفل النشاط والصحة واللياقة والسعادة والعافية، بينما التغذية السيئة كالأغذية المحفوظة والمثلجة وغير الطازجة وسريعة التحضير والأغذية التي تحتوي على السعرات الحرارية العالية وعلى القيمة الغذائية المنخفضة تسلب جسم الطفل الصحة وتمنحه الأمراض الكثيرة، أو الضعف البدني والعقلي وعدم القدرة على أداء الأعمال اليومية سواء في المدرسة أو المنزل أو أثناء أداء المجهود البدني أو الرياضي وتنخفض أداء الأجهزة الحيوية في الجسم من الناحية الفسيولوجية والبيولوجية مما يصعب على الطفل الاستمرار في الحياة لفترة طويلة . والاهتمام أو العناية بتغذية الطفل وتعويده على مزاولة الرياضة اليومية يجب أن تكون من مسؤوليات من يقوم بتربية الطفل سواء الوالدين في المنزل أو الهيئة التدريسية في المدرسة أو القادة والمسؤولين في المجتمع حتى تصبح التغذية الصحية المتوازنة والرياضة اليومية من العادات الصحية الحسنة في حيات الطفل وعلى مدى استمرار حياته
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©