الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لسان الحاضر ينسحب من لغة الحضارة

لسان الحاضر ينسحب من لغة الحضارة
1 أكتوبر 2008 22:07
(باي·· باي·· سي يو·· كول مي·· جود لاك·· آر يو أوكي) تلك عبارات تطرق مسامعنا كل يوم· في المدرسة والمتجر والشارع، وبين الأصدقاء والجارات، ومع زملاء العمل، قد لا نستسيغها في البداية، لكننا سرعان ما نتورط فيها، ونصبح أسرى لها، وكأن لغتنا لا تستقيم ومقاصدنا لا تبين، وقبل هذا وذاك فكأن ''صورتنا'' لا تكتمل إلا بالرطانة التي أصبحت عدة عصرية لشباب اليوم، شباب ''العربيزي''· هل هو قصور في لغتنا العربية نفسها، لغة القرآن الكريم، أم هو قصور في أبناء لغة الضاد الباحثين عن الإندماج في روح العصر عن طريق الإنسلاخ عن الأصل؟ هل هي مسؤولية الأهل، أم المجتمع، أم النظام التعليمي، أم وسائل الإعلام؟ من يعيش في خطر الآن : اللغة العربية أم الناطقون بها؟ وهل يصبح لسان الحاضر عبئاً على لغة الحضارة؟ حول هذه التساؤلات كان هذا الاستطلاع· يقول أستاذ اللغة العربية في إحدى مدارس أبوظبي النموذجية صالح الجرمي: شيء جيد أن يجيد شبابنا اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات فهي لغات العصر ولكن من دون أن ننسى ونتجاهل اللغة الأم فهي لغة القرآن الكريم· ويحمل الجرمي الأهل مسؤولية توجيه أبنائهم للاهتمام باللغة العربية والإنجليزية أيضا· فاللغة العربية وجه للهوية ومن لاهوية له فلا وجود له· ويضيف: هناك مقولة تعتبر أن ''اللغة الأم هي التي تساعدنا على اكتساب لغات أخرى''، فقد يؤثر ذلك على انتماء الشباب ولا ننكر أن لغتنا العربية تقتل حاليا ولكني ألقي باللوم أولا على الأسرة فيجب الاهتمام بالعربية والأجنبية لأنه من دون اللغة الأم لن نستطيع بناء أسس ثابتة· هناك توجهات حاليا من وزارة التربية والتعليم تدعم وتهتم باللغة العربية مثل الجوائز التقديرية وهذا يمثل حفظ لغة القرآن وبرامجها ومشاريعها· ويقول إبراهيم عبد وهو طالب جامعي يجيد الإنجليزية: أنا اجيد لغتي العربية كذلك فهي لغة مهمة لأنها تعد لغة الإسلام ولا أؤيد شبابنا الذين لا يجيدون لغتهم الأم، برأيي أن المصطلحات الأجنبية المتداولة بين الشباب ذات أثر سلبي فمن الممكن أن ينسى هذا الجيل الجديد لغته بتعوده على هذه المصطلحات· وتقع على الأهل مسؤولية تعليم أبنائهم لغتهم الأم بالشكل السليم، وعندما يكون أحد الأبوين يتحدث بلغة أخرى فمن الطبيعي أن تكون اللغة العربية ضعيفة بالنسبة لهم· الفخر والتهميش أما محمد إبراهيم طالب إدارة الأعمال فيقول: اللغة العربية هي لغتنا وهي ماضينا وتراثنا وحاضرنا فيها عزتنا وكرامتنا· وهي التي تشكل دوراً هاماً في ثقافة الفرد وفي صناعة الحضارة، تساهم بشكل فعلي في تحقيق أهداف الأمة السامية وذلك بالتمتع بالعزة والفخر والإعتزاز بالتاريخ الذي رسخه الدين والقرآن الكريم ببصمة نبي الأمة خير المرسلين محمد (ص)، أشعر بالخجل من الشباب العربي الذي لايجيد لغته الأم فمن باع لغته فقد باع نفسه في مزاد علني بنصف درهم لا أكثر، فالمصطلحات الأجنبية لها دور سلبي في اندثار اللغة العربيةئوفي تهميش الحضارة العربية بصورة عامة فهي من الأمور السلبية التي تواجهنا الآن في مجتمعاتنا العربية· ويضيف محمد إبراهيم: كم يعجبني الشعب الفرنسي والإيطالي فهما ابسط مثالين للتمسك باللغة والجذور الأصيلة التي لا يمكن لها أن تتلون بألوان أخرى، فهم يقدسون لغتهم بشكل غير طبيعي! والطامة الكبرىئتكمن في الطبقة البرجوازية التي تساهم بشكل فعلي في انحطاط الأمة وذلك بالتخلي عن اللغة والمبادئ وتسعى إلى التقليد الأعمى بمحاولة التباهي والتفاخر بالعادات الغربية سواء أكانت سلبية أو إيجابية· برأيي أن هذه المسؤولية تقع على الآباء ثم المدرسة ثم الأصدقاء والمجتمع فهذا يعتمد على وعي وثقافة الأسرة، لغتنا هي المهمة وستبقى مهمة دائما بالنسبة لنا كعرب وكمسلمين، حتى لو تم تهميشها عالمياً ودولياً، إلا اننا لا بد أن نتمسك بلغتنا وبماضينا وبحاضرنا ومستقبلنا· وكل ذلك لا يعني أننا لا نتعلم اللغات الأخرى ، على العكس، يجب علينا أن نتعلم الإنجليزية وغيرها من اللغات وذلك للتواصل في المجال العملي وللتواصل الإنساني الدولي بين كل الشعوب في كل المجالات الحياتية ولتنمية كل القدرات الفكرية والثقافية لدى الفرد· ولكن يجب أن نغرس في أنفسنا ثقافة التمسك بالأصل وحب الثقافة العربية الأصيلة و غير ذلك من باع لغته فقد باع نفسه وهويته· وتعتبر موزة راشد الغربي (موظفة): أن لغتنا العربية تنبع أهميتها من القرآن الكريم وهذا يمثل أهمية تعلمها في الأوساط الإسلامية غير العربية أيضا فهي تتمتع بمعاني كلماتها الجميلة ومجاز تعبيرها وغير هذا فهي لغتنا التي ننتمي إليها، من المهم تعلم اللغات الأخرى ولكن ليس بإساءة الاستخدام ونسيان اللغة الأم· البيت هو المسؤول الأول فلو أن الأسرة لم تزرع اللغة العربية منذ البداية فسوف يعتبرها الطفل عدوا له ولن يشعر بالإنتماء لها وما أراه حاليا في واقعنا العربي أن اللغة العربية لم تأخذ حقها من الاهتمام فيلجأ الشباب إلى استخدام المصلحات الأجنبية الأخرى ولا ننسى طبعا دور المدارس في تطوير اللغة· ويقول محمد بوعلي وهو محامي: لايمكن مقارنة اللغة العربية بأي شيء آخر ولكن تعتبر من أهم أمور الحياة للإنسان العربي والمسلم، ففي حالة عدم إجادة الشباب العربي في الدول الغربية للغة العربية فهذا يعتمد على واقع حياتهم كشباب عربي، في دول المغرب العربي مثلا تكون اللغة الفرنسية هي اللغة الدارجة هناك ولايتم استعمال اللغة العربية في المجتمع ككل فلا يمكن إلقاء اللوم عليهم ولكن في مجتمع يتكلم العربية ويتكلم شبابه لغة أخرى فلا اعتقد أنهم شباب عربي· فنرى حاليا العديد من المصطلحات الأجنبية المتداولة فهناك منها السلبي في معناها الأخلاقي ومنها الإيجابي المستخدم للحياة العملية فالمدرسة والمجتمع والأسرة هم المسؤولون عن تنمية اللغة عند الأبناء، وبرأيي إذا لم تكن لغتنا مهمة فهويتنا غير مهمة إذا لاوجود لنا· الأهل والمدارس في حين تقول إيمان الحوسني خريجة إتصال جماهيري: أنا من مؤيدي لغتي العربية بشدة فلا بد من ملازمتها لنا في كل خطوة من حياتنا وأنتقد عدم اتقان بعض الشباب العرب للغتهم حيث أصبحنا نرى الكثير منهم يتحدوثون بكلمة واحدة باللغة العربية وباقي الجملة باللغة الإنجليزية، والأغرب من ذلك أنهم يخاطبون عربا ولكن بلغة غير لغتهم العربية التي رفع الله من شأنها وعززها ومن الغريب فعلا أن يخاطب أحدهم الآخر بالعربية ويقوم الآخر بالرد عليه بالإنجليزية أو اللغات الأخرى· من الإيجابي استخدام اللغة والمصطلحات الأجنبية مع غير العرب للتفاهم والتعاون لفهم الثقافات الأخرى ولكن ليس أن يعتادوا عليها، وألقى باللوم هنا على الآباء فللأسف بت أرى أن لغتا العربية لم تعد مهمة حتى في البلاد العربية وهذا شيء محزن· لا ننسى أن للتربية والتنشئة في المدرسة دور مهم لأنها تعمل على تأسيس الطفل، في واقعنا تعلمنا منذ طفولتنا في المدارس أن يقال لنا مثلا ''اركبوا الباص وليس اركبو الحافلة''! ويرى علي أبو كاشف مدير في الأبحاث والدراسات: إن لغتنا العربية من أهم اللغات خصوصا بالنسبة لنا ولهويتنا ولا أؤيد عدم إتقان الشباب العرب للغتهم الأساسية ومع كثرة الاستخدام للمصطلحات الأجنبية قد ينسى الشباب معاني المصطلحات العربية، المسؤول الأول والمباشر عن هذه الظواهر هم الآباء ثم المدارس فهي لها الأثر القوي في تأسيس اللغة السليمة· لقد تدهورت أهمية لغتنا العربية في وطننا العربية ولكن يجب أن لاننسى أنها لغة القرآن الكريم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©