الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النشاطات اللاصفيّة حجر الزاوية الأهم في العملية التعليمية

النشاطات اللاصفيّة حجر الزاوية الأهم في العملية التعليمية
20 ديسمبر 2009 22:15
تعد الأنشطة اللامنهجية جزءاً أساسياً وفعالاً في العملية التعليمية والتربوية، وتسعى الاتجاهات الحديثة في التعليم إلى اعتمادها وتوظيفها كوسيلة رئيسية مؤثرة في شتى المراحل الدراسية، لكونها تحقق العديد من الفوائد على صعيد الفرد”المتلقي”، وعلى صعيد المدرسة أو المجتمع، فضلاً عن كونها وسيلة مؤثرة في بناء شخصية الطالب، وتزوده بالبرامج النافعة، وتساهم في تدريبه على القيادة والتعاون، وتبث فيه روح الفريق والمنافسة، وتزوده بالمعرفة حيث تدربه على تطبيق ما تعلمه منها في حياته العملية والعلمية. كما أن لها وظيفة ترويحية بتجديد الحيوية لدى الطالب نفسه، إلى جانب وظيفتها النفسية في التخلص من مظاهر الخجل والانطواء وضعف الثقة بالنفس والخوف والسلبية. ومن شأنها أن تساعد على خلق روح الإبداع، وخلق جيل واعٍ قادر على اكتساب المهارات التعليمية المختلفة، وخدمة المجتمع المحلي. ومن هذه النماذج الإيجابية الطفل حذيفة تيسير جمعة، ابن العام التاسع، بالصف الثالث الابتدائي لديه موهبة متميزة في الإلقاء، ولاسيما إلقاء الشعر، والقصائد الوطنية والدينية التي يحفظها ويؤديها بشكل حماسي وتمثيلي يتفق مع معاني الأبيات والقصائد التي يلقيها. وهو فضلاً عن ذلك يتمتع بالشجاعة، والقدرة على الخطابة ومواجهة أعداد كبيرة من الطلاب في أي تجمع احتفالي. وهو يمارس هذه الهواية في مدرسته بتشجيع أساتذته، ويشركونه في كافة الاحتفالات التي تقام بالمدرسة. وهو تلميذ متميز دراسياً، ويقول إن والدته هي التي شجعته على ذلك، وكثيراً ما درّبته في المنزل على إلقاء الشعر بعد حفظ القصائد التي تؤلفها. وحذيفة يهوى إلى جانب مهارة الإلقاء الكاراتيه وكرة القدم والقراءة، ويطمح أن يكون مهندساً في المستقبل والطريف أنه يتخذ من توماس أدسون، مخترع المصباح الكهربائي مثلاً أعلى له، وهو يحب مدرسته ويُقبل على الأنشطة بحماس كبير. التصاميم التراثية ومن النماذج المشرقة أيضاً لهواة الأنشطة اللامنهجية الطالبة سارة زيد علي الجنيبي، ابنة الأعوام الثمانية، والطالبة بالصف الثالث بمدرسة النهضة الوطنية للبنات، فهي تهوى ممارسة الرسم وتصاميم الأشياء التراثية والاعتماد على المواد التراثية الموجودة في البيئة كالخوص ومنتجات النخيل والأدوات المنزلية القديمة والفخار وغير ذلك، وتشكل منها بيئة خصبة تستمد منها أفكارها وخيالها، وكثيراً ما تشارك في المعارض الفنية التي تنظمها المدرسة. وتقول سارة: “إن ممارسة هواياتي التي أحبها لا تشغلني عن أداء واجباتي اليومية والانتهاء من مذاكرة دروسي، وفي وقت الفراغ أستثمر هذه الهوايات، ولا يمكن أن تشغلني عن دروسي، فإنني أمارسها في حصص التربية الفنية وأوقات الفراغ فقط، وأتمنى أن أصبح طبيبة في المستقبل”. كذلك تهوى تالا سهيل عادل ابنة السنوات السبع الإلقاء، والتقليد، وتحظى بتشجيع أسرتها ومدرساتها، فهي طفلة تتمتع بالجرأة والذكاء والقدرة على التقمص والإلقاء الجيد، فوالدها مهندس، ووالدتها أيضاً مهندسة كيمياء، ويشجعانها على التميز والنبوغ وممارسة هواياتها من خلال الأنشطة المدرسية اللامنهجية، وهي إلى جانب الإلقاء تهوى القراءة والسباحة وإعداد الوسائل التعليمية والرحلات المدرسية، وأنها ستشارك هذا العام في جائزة حمدان للتميز الدراسي. اكتشاف الذات أما فاطمة عبدالرضا شبيب، الطالبة بالصف الثاني الثانوي، فهي إلى جانب تميزها الدراسي وتفوقها تعشق الفنون التشكيلية إلى درجة كبيرة، وتقول: “إنني لا أجد أي تعارض في ممارسة هواية أحبها من خلال الأنشطة اللامنهجية في مدرستي كالرسم أو ممارسة الرياضة كالسباحة، فإنني أحب المواد العلمية، وأتمنى أن أكون طبيبة في المستقبل، ورغم ذلك لا أنصرف عن ممارسة هواياتي، فأنا أكتشف ذاتي من خلال اللوحات والرسوم التي أنفذها، وفي إيجاد علاقة الألوان ببعضها، وربما كانت البداية شخبطات هنا أو هناك، لكن بتشجيع من حولي، وبتشجيع مدرسات التربية الفنية أتقنت الرسم، وأحب كثيراً الرسم بقلم الرصاص أو ألوان الفحم، وربما كان إعجابي بأعمال الفنان العالمي الشهير لوناردو دافنشي أثّر في حبي للرسم، وبلا شك أنه يعطيني طاقة إضافية للجد والمثابرة والاجتهاد. تنمية المهارات هبة محب إسماعيل، مدرسة الموسيقى بمدرسة الريم النموذجية في أبوظبي والحاصلة على العديد من الجوائز التربوية أهمها جائزة الشيخ خليفة، والشيخ حمدان بن راشد وجائزة الشارقة للتميز التربوي، وجائزة وزير التربية والتعليم في الجودة الشاملة، تمارس عملها من خلال حصص التربية الموسيقية، ومن خلال الأنشطة اللامنهجية، وتحرص على الابتكار دائماً في أداء عملها. وتقول: “إن الأنشطة اللامنهجية لا تنفصل عن المقرر الدراسي، بل هي عنصر مكمل أساسي له، ومن خلال النشاط الذي تمارسه الطالبات في تعلم مهارة العزف الموسيقي تركز على الأساليب التي تنمي مهارة كل طالبة على حدة، والاعتماد على التفكير الابتكاري أو غير ذلك من مهارات حسية وذهنية كمهارة التركيب والتجميع أثناء سماع وعزف لحن من الألحان ومن ثم تجمع بين الاستمتاع باللعب والاستمتاع باللحن الموسيقي داخل الحصة، وكذلك الاستعانة بالوسائل التكنولوجية. إسهامات وأهداف وأبعاد تؤكد مديحة مصطفى عزمي المشرفة العامة على مدارس النهضة الوطنية على أهمية الأنشطة اللامنهجية باعتبارها عنصراً رئيسياً وأساسياً في العملية التعليمية، ولا تعد بأي حال نوعاً من الترف، وتقول: “إن الأنشطة اللامنهجية التي تطبق في المدارس لا يمكن أن نفصلها أو نقلل من أهميتها بالنسبة للعملية التعليمية أو التربوية، بل إن الاتجاه الحديث في العالم كله يسير نحو الاعتماد عليها لتفعيل وتحسين وتطوير الأداء التعليمي، فمن أهم أهدافها أولاً إبراز واكتشاف المواهب بتعددها وتنوعها منذ وقت مبكر ومن ثم رعايتها وتشجيعها وتحفيزها. فضلاً عن كونها أداة فعالة وتربوية في تعديل وتصويب سلوكيات الطلاب. وبالتالي يمكن توظيفها في تحريك اتجاهات الطالب أو الطالبة إلى الوجهة المناسبة لميوله وقدراته وموهبته وبما يتناسب مع مقوماته الشخصية إلى جانب كونها أداة تربوية تسهم بشكل مباشر في تكوين شخصية الطالب في الاتجاه الإيجابي من خلال إشباع هواياته واكتشاف ذاته وقدراته بشكل صحيح قبل أن تكون وسيلة من وسائل ملء الفراغ، رغم أن ملء الفراغ ينبغي أن يكون بوسيلة إيجابية ونافعة ومفيدة، ومن ثم الابتعاد عن ملء الفراغ بصورة سلبية”. وتضيف: “إن الأنشطة اللامنهجية تصقل وتنمي المواهب سواء في مجالات الفن أو الرسم أو الموسيقى أو الرياضة أو النواحي الأدبية أو غير ذلك من مجالات متعددة. لكننا نحرص دائماً أن تلامس هذه الأنشطة بشكل مباشر المناهج ومحتواها وأهدافها التعليمية والتربوية، ومن ثم تصبح هذه الأنشطة وسيلة فعالة تساعد الطالب على استيعاب وفهم المنهج سواء كان الموضوع علمياً أو تاريخياً أو أدبياً أو جغرافياً أو غير ذلك، ومن ثم يستطيع الطالب إبراز إمكاناته وقدراته بشكل متميز، كما أن الأنشطة اللامنهجية تسهم بشكل مباشر في تنمية الحس الوطني والقومي لدى الطلاب من خلال المشاركات في المناسبات الوطنية المتعددة، وهي فرصة لتعزيز روح الانتماء والولاء وفهم القيم الإيجابية فهماً صحيحاً، كذلك يمكن توظيفها في الحملات الوطنية أو الثقافية أو الصحية أو البيئية أو الاجتماعية التي تقام في أكثر من مناسبة كاحتفالات اليوم الوطني، أو يوم البيئة، أو في الأعياد والمناسبات الدينية، أو في أي حملة توعوية إزاء قضية صحية كمرض السكري أو غير ذلك، ومن خلالها يستطيع الطفل أو الطالب أن يشعر بقيمته ومكانته ودوره الفعال في المدرسة ومن ثم المجتمع، كعنصر إيجابي مؤثر، ومن ثم نكون قد حققنا هدفنا من الأنشطة اللامنهجية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©