مشروع جديد لإفراغ الإرث الموسيقي العالمي على الشبكة العنكبوتية

بعد سلسلة التطورات التي سجّلتها شركة “آبل” في تصميم وتشغيل الأجهزة اليدوية الموسيقية وخاصة “اي- بود”، تتجه الآن لتنفيذ خطّة طموحترمي لاحتكار المكتبة الموسيقية العالمية من خلال إفراغها في محتوى رقمي هائل لتتولى بعد ذلك تشغيلها على أجهزتها الرقمية. ويقول تقرير بقلم براد ستون نشرته صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون”، إن الصفقة التي تعمل “آبل” على إبرامها خلال شهر ديسمبر الجاري لشراء موقع الخدمات الموسيقية “لالا” Lala على الإنترنت يدل على أنها تشق طريقها بثقة باتجاه السيطرة على سوق خدمات الاستماع الموسيقي. وينطوي المشروع على تحميل الملفات الموسيقية الرقمية المخزونة على الكمبيوترات الشخصية والأقراص المدمجة للمشتركين على مواقع اجتماعية خاصة بالشركة، بحيث يمكن تبادلها مع الأصدقاء. ولن يكون ثمة من داع بعد ذلك بالنسبة للمشتركين في هذه الخدمات، لاستخدام الأقراص المدمجة أو تنزيل القطع الموسيقية على الكمبيوتر الشخصي أو ذاكرة الهاتف الموبايل لأن في وسعهم الدخول إليها من مواقع مكتبة آبل. وتتميز هذه المواقع بأنها تحتوي على مكتبة تضم الإرث الموسيقي منذ مئات السنين وحتى الآن، وكلها متيسرة لمن يرغب في الدخول إليها. وقبل تحقيق هذا الهدف الذي تسعى إليه “آبل”، كانت الأمور بالنسبة لمحبي الموسيقى أكثر تعقيداً وتكلفة. ومن ذلك مثلاً أن المشترك في موقع “سبوتيفاي” Spotify الموسيقي الأوروبي، يتعين عليه أن يدفع 16 دولاراً كل شهر مقابل الاشتراك فيه والاستماع إلى المختارات المطلوبة من قطعه الموسيقية. وكانت هناك الكثير من العوامل التي شجعت “آبل” على العمل في هذا الاتجاه ومنها مثلاً أن هواة الموسيقى يفضلون الاستماع إلى المحتويات الموسيقية الرقمية لمواقع الإنترنت أكثر مما يفضلون الاستماع إلى محتوياتهم الشخصية المسجّلة على الأقراص المدمجة أو الكمبيوتر الشخصي. ومن هؤلاء شخص يدعى نيومن يمتلك 35 ألف أغنية مسجّلة على الأقراص الصلبة المنزلية ولكنّه يفضل الاشتراك في موقع “سبوتيفاي” لأنه يقدم المحتويات الموسيقية الخاصة التي يمكن تشغيلها على جهاز الموبايل “آبل آي فون”. ويقول نيومن في تفسيره لهذا التوجّه: “لو أردت البحث عن أغنية لمطرب ما ضمن مكتبة الأقراص المدمجة التي أمتلكها، فسوف يقتضي مني ذلك البحث في المئات منها. ويكون الأفضل لي أن أبحث عما أريد في موقع سبوتيفاي”. ولا شك أن صناعة التسجيل الموسيقي على الأقراص المدمجة والتي تبلغ القيمة الإجمالية لسوقها في العالم أجمع أكثر من 40 مليار دولار سنوياً، هي الخاسر الأكبر من هذا التطور. ولقد فقدت نصف مدخولها خلال السنة الجارية بسبب الإقبال الكبير الذي تشهده مواقع المكتبات الموسيقية على الإنترنت. وبالرغم من أن موقع “لالا” يعدّ صغيراً نسبياً في نظر شركة “آبل” وخاصة من حيث حجم محتوى مكتبته الموسيقية وعدد المشتركين فيه وثمن الاستحواذ عليه الذي يقارب 80 مليون دولار، إلا أنه يمثل خطوة على الطريق الذي رسمته “آبل” للاستحواذ على معظم المواقع الموسيقية الشهيرة. عن صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون”