الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحالف مرتقب بين «العراقية» و «دولة القانون» و «الكردستاني»

تحالف مرتقب بين «العراقية» و «دولة القانون» و «الكردستاني»
4 يوليو 2010 23:55
أكدت مصادر سياسية عراقية أمس أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يحمل للقادة العراقيين مقترحات حول التحالف الذي سينبثق خلال أيام بين القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي، وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي والتحالف الكردستاني. وألمح المالكي لحليفه الائتلاف الوطني العراقي بإمكانية الانسحاب من التحالف الذي تشكل قبل شهر، وسط ظهور مؤشرات لاستبعاد التيار الصدري والمجلس الأعلى من المباحثات الجارية وتشكيلة الحكومة الجديدة، مما دفعهما إلى التنديد بالضغوط الأميركية. وقالت مصادر سياسة من داخل المفاوضات الجارية لـ”الاتحاد” إن بايدن الذي وصل العراق عصر أمس الأول، جاء من أجل التسريع في المفاوضات الجارية بين دولة القانون والعراقية، مزمعا إشراك التحالف الكردستاني في هذه المفاوضات، وصولا إلى تشكيل حكومة عراقية جديدة. وأكدت المصادر أن بايدن يحمل للقادة السياسيين مقترحات حول التحالف الذي من المؤمل أن ينبثق خلال أيام بين الائتلافين. وقالت إن بايدن توجه إلى مقر كبير المفاوضين للقائمة العراقية رافع العيساوي، وعقد اجتماعا حضره رئيس القائمة أياد علاوي. وصرح علاوي للصحفيين عقب الاجتماع قائلا “تم التركيز خلال اللقاء على الأوضاع القائمة في العراق والمنطقة وضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة”. وأضاف “لقد أبدى بايدن اهتماما باستقرار العراق وألا تطول مسألة تشكيل الحكومة من أجل ألا يتم استغلالها من قبل الأوساط التي تحاول إلحاق الضرر بالعراق”.وركز علاوي على مسألة احترام الاستحقاق الدستوري للقائمة العراقية مؤكدا في الوقت ذاته أن العراقية تحرص على إشراك الجميع في التشكيل الحكومي المرتقب. ثم توجه بايدن إلى مقر المالكي حيث عقد معه لقاءا بحث الأزمة السياسية. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ عقب اللقاء أن بايدن أكد أن الإدارة الأميركية لا تنوي التدخل أبدا بالشأن العراقي الداخلي.بدوره أكد بايدن التزام بلاده بسحب القوات الأميركية من العراق في أواخر أغسطس، وفقا للاتفاقية الأمنية. وحث العراقيين على انهاء خلافاتهم التي اوصلت البلاد الى المأزق السياسي. وقال ان القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني سيلعبون دورا مهما في الحكومة العراقية الجديدة. و دعا بايدن القادة العراقيين الى التعجيل بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا ان واشنطن لا تعتزم الضغط على السياسيين العراقيين من اجل تشكيل الحكومة الجديدة. وأشارت مصادر إلى أن اللقاء الذي جمع بايدن بالمالكي بعد لقائه علاوي في مقر العيساوي، تمخضت عن مفاوضات جدية نحو تشكيل حكومة المستقبل بدعم أميركي في التحالف بين العراقية ودولة القانون وضرورة تقريب التحالف الكردستاني. واستبعدت مصادر أخرى أن يرضخ ائتلاف الحكيم لهذا السيناريو الجديد وأن الأخير ربما سيتجه نحو معارضة هذا المشروع. من جانبه قال العيساوي إن لقاء ثالثا بين وفد العراقية المفاوض ودولة القانون عقد أمس، مع استمرار المفاوضات مع بقية الكتل السياسية. في غضون ذلك أكدت مصادر مطلعة لـ”الاتحاد” أن المالكي أبلغ وزير تخطيطه علي بابان أنه متجه نحو التحالف مع القائمة العراقية وسينسحب من التحالف الوطني. مضيفة أن المالكي ألمح لحليفه في التحالف الوطني الذي شكله قبل شهر مع الائتلاف الوطني، إلى إمكانية انسحابه، خاصة أن تحالفه ذاك لم يتم تسجيله رسميا. وأشارت المصادر إلى أن قضية استبعاد التيار الصدري من المباحثات الجارية وتشكيلة الحكومة الجديدة أمر وارد جدا باعتبار أن الصدريين كانوا وراء عدم حصول المالكي على الدعم اللازم ليكون مرشح التحالف الوطني لشغل منصب رئاسة الوزراء. وذكرت المصادر لـ”الاتحاد” أن السيناريو الأقرب الآن إلى التنفيذ هو تقاسم المناصب بين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية على أن يمنح منصب رئاسة البرلمان للجانب الكردي، بعدما يتم التوافق على منصبي رئاسة الجمهورية والوزراء بين علاوي والمالكي. وفي رد فعل على مؤشرات استبعاد الصدريين ندد مقتدى الصدر وصدر الدين القبانجي القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي أمس بالضغوط الأميركية. وقال الصدر في بيان “أنصح المالكي وعلاوي بعدم السماح للمحتل بالتدخل في تشكيل الحكومة، يجب أن كون اجتماعهم من أجل تطبيق الأجندة العراقية لا الأميركية”. وأضاف الصدر “أدعو المرشحين لرئاسة الوزراء ممن تمسكوا بهذا المنصب أو الترشيح لأن يقدموا مصلحة العراق ويتنازلوا لمن هو الصالح أو الأصلح، فإن إطالة تنصيب هذا المركز فيه مفسده”، في إشارة إلى رفضه تولي المالكي المنصب مرة ثانية. من جهته قال القبانجي إن حضور بايدن إلى العراق “يجب ألا يشكل أي مساس بالإرادة العراقية بشأن تشكيل الحكومة وعبور الأزمة”. وأضاف أن “تشكيل الحكومة يجب أن يكون بعيدا عن الضغوط الأجنبية الدولية والإقليمية”. على الصعيد نفسه اعتبر القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك زعيم جبهة الحوار الوطني أن تحالف العراقية مع دولة القانون والتحالف الكردستاني هو الأنجح لتشكيل حكومة عراقية قادرة على إعادة نوع من الاستقرار والرفاهية إلى البلاد. وشدد على ضرورة احترام “استحقاق العراقية الانتخابي”، مشيرا إلى أن كل الأطراف لا تزال تناور للحصول على مكاسب سياسية جدية في الحكومة المقبلة. وأكد على “ضرورة أن يحترم أي تحالف يتشكل، الاستحقاق الانتخابي للقائمة العراقية في تشكيل الحكومة”. وفي نفس الشأن وصف النائب في العراقية حسين الشعلان زيارة بايدن بأنها “تدفع بعملية تشكيل الحكومة العراقية بخطوات متقدمة”. وقال “على الإدارة الأميركية التزامات قانونية وأخلاقية لمتابعة مايجري في العراق منها أن العراق مازال خاضع للقرارات الدولية وهناك اتفاقية أمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، بالتالي فإن هذه الزيارة ستدفع بعملية تشكيل الحكومة المقبلة”. وأوضح الشعلان أن “بايدن سيلتقي السياسيين العراقيين لمناقشة أزمة تشكيل الحكومة وأمور أخرى تتعلق بواقع القوات الأميركية في البلاد”. وأضاف أن “العراقية متمسكة بخياراتها بتشكيل الحكومة المقبلة بزعامة علاوي وهذا يؤكد احترامنا للخيار الديمقراطي ولنتائج الانتخابات التشريعية”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©