النزاع على السلطة والموارد مستمر

رأت وزارة الدفاع الاميركية في تقرير فصلي قدمته إلى الكونجرس الأميركي مساء أمس الأول ان التحسن الأخـــــير للأوضــــاع الامنية في العراق ''هش وغير متماسك ويمكن ان يتراجع''، موضحة أن هذه البلاد ما زالت عالقة في ''نزاع بين مختلف المكونات على السلطة والموارد''· وذكر التقرير أن العنف في العراق تراجع بنسبة 77%خلال الأشهر الثلاثة الماضية مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي وقد تحقق ذلك على الرغم من انخفاض عديد القوات الاميركية· لكن التقرير قال''رغم ذلك، تبقى الاوضاع الامنية هشة وغير متماسكة وقابلة للتراجع ويحتمل ان تدفع القضايا العالقة باتجاه عرقلة التقدم الامني''· وأبرز تلك المسائل انتخابات مجالس المحافظات ووضع محافظة كركوك الغنية بالنفط واستيعاب قوات ''الصحوة'' السنية قي الجيش والشرطة والخدمة المدنية والدعم الايراني للمجموعات الشيعية المتطرفة· وأضاف ''لم تتغير طبيعة النزاع في العراق في العمق، فهو نزاع بين مختلف المكونات على السلطة والموارد''· وحذر احتمال ارتفاع وتيرة العنف قبل انتخابات مجالس المحافظات ''إذا اعتبر السنة أن الحكومة التي يقودها الشيعة تعرقلها''· وتابع ''ان بطء وتيرة التحاق قوات الصحوة بقوات الأمن والوظائف المدنية تشكل ''تحديا كبيرا ومصدر قلق، لذلك فالمطلوب استمرار التزام حكومة العراق بتسلم أبناء العراق وظائف دائمة وثابتة''· وأكد التقرير ان نفوذ ايران يشكل ''التهديد الاكبر للاستقرار على المدى الطويل في العراق''· وأوضح ان ايران تواصل تمويل وتدريب وتسليح وتوجيه ''مجموعات خاصة'' للعمل على زعزعة الوضع في العراق· وقال''ان الدعم الايراني للمجموعات الشيعية المتطرفة يبقى سببا رئيسيا لاستمرار العنف''· لكنه أكد أن أنشطة ميليشا ''جيش المهدي'' بزعامة مقتدى الصدر ''تراجعت بشكل كبير''· وأوضح ''لقد تخلى مقاتلو جيش المهدي الى حد كبير عن سلاحهم، ليس فقط بدافع خيبة أمل العراقيين من الميليشيات والعنف والإجرام، وإنما أيضا بسبب تكبدهم خسائر جسيمة وتفوق قوات التحالف والجيش العراقي عليهم''· وذكر أيضاً أن تنظيم ''القاعدة'' يواجه ضغوطا إثر تكبده خسائر جسيمة خلال العمليات العسكرية العراقية والأميركية ، لكنه ما زال قادرا على شن هجمات كبيرة في المناطق السكنية كما يحتفظ بحرية محدودة للتحرك في مناطق ريفية· واستبعد تمكنه من إذكاء الصراع الطائفي مجدداً