حثت أذربيجان الولايات المتحدة أمس على المساعدة في حل النزاع الدائر حول إقليم ناجورنو قرة باغ في الوقت الذي تزور فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون البلاد في محاولة لتهدئة التوتر حول الإقليم.
وأدت حملة دعمتها الولايات المتحدة لتحسين العلاقات بين أرمينيا العدو اللدود لأذربيجان وتركيا إلى الإضرار بعلاقات واشنطن وأذربيجان التي يساورها القلق من احتمال تأثر مصالحها بجهود المصالحة. واتهمت باكو الولايات المتحدة في إبريل بالانحياز إلى أرمينيا فيما يتعلق بقضية ناجورنو قرة باغ الذي يسيطر عليه المنحدرون من أصول أرمينية منذ وقف لإطلاق النار تم التوصل إلى عام 1994 في حرب وهددت بإعادة النظر في علاقاتها مع واشنطن. وقال الرئيس الأذري الهام علييف لكلينتون لدى لقائهما في مقره الصيفي المطل على بحر قزوين “هذه مشكلة كبرى بالنسبة لنا ومصدر خطر كبير على أمن المنطقة”. وأضاف “نريد التوصل إلى حل في أسرع وقت ممكن. مواطنوننا يعانون”.
وانفصل إقليم ناجورنو قرة باغ وهو منطقة جبلية صغيرة يمثل الأرمن المسيحيون أغلب سكانه عن أذربيجان المسلمة وأعلن الاستقلال بعد حرب في التسعينات أسفرت عن سقوط نحو 30 ألف قتيل. ولا تعترف أي دولة باستقلال الإقليم.
وتريد أذربيجان استعادة ناجورنو قرة باغ بالقوة إذا لزم الأمر. ولم تسفر أكثر من 15 عاما من الوساطة عن التوصل إلى اتفاق سلام ولم يتبدد شبح الحرب. وتفاقمت المشكلة لدرجة أن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أرسل خطابا من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى علييف قال فيه أوباما إنه مدرك للمسائل “الخطيرة المتعلقة بعلاقاتنا” لكنه أبدى ثقته في أن البلدين قادران على حلها. ومن المقرر أن تلتقي كلينتون أيضا بممثلي المجتمع المدني في أذربيجان التي واجهت انتقادات واسعة النطاق بسبب وضع حقوق الإنسان فيها.
من جانبها، أعلنت كلينتون أنها انتهزت فرصة محادثاتها في باكو مع المسؤولين الاذربيجانيين لتثير قضية سجن مدونين اثنين. وقالت كلينتون خلال لقاء مع شبان انه رغم “التقدم الملحوظ” في مجال الحريات في اذربيجان، فإن “تحديات عديدة لا تزال” موجودة. وأضافت “تلقينا الرئيس أوباما وأنا رسائل عدة عن شابين مدونين مسجونين, وقد أثرت طبعا القضية خلال اجتماعاتي اليوم”.
وحكم على عدنان حاجي زاده (26 عاما) وأمين ملي (30 عاما) في نوفمبر 2009 على التوالي بالسجن عامين وعامين ونصف عام بتهمة المساس بالنظام العام، وذلك خلال محاكمة اعتبرت تعسفية من جانب مؤيديهما. وعلى غرار موقفها السبت في كراكوفيا (بولندا) التي غادرتها أمس أيضا ، شددت كلينتون على أن “الديموقراطية ليست انتخابات فقط” ، مؤكدة أهمية دور التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعية في “مساعدة الحوار الديموقراطي”.
ورأت ، في كراكوفا ببولندا أمس الأول، أن حرية المجتمع المدني ومنظماته في تراجع ، محذرة من أن ذلك يهدد الحكم الديموقراطي في العالم. وقالت في مؤتمر حضره ممثلو 75 بلدا حول التحديات التي تواجهها الديموقراطية “يجب ان نحذر من القوة التي تقمع بها الحكومات في العالم ببطء المجتمع المدني والروح البشرية”.
ويعد المؤتمر الذي تنظمه بولندا في الفترة من 2-4 يوليو جزءا من مراسم الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس منظمة “مجتمع الديموقراطيات” وهي منظمة للحكومات في العالم تضم اكثر من 100 دولة وتدعو الى نشر الديموقراطية في العالم.
عدد اليوم
