الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركون في قمة أبوظبي للقاحات يشيدون بجهود الإمارات في القضاء على الأمراض

مشاركون في قمة أبوظبي للقاحات يشيدون بجهود الإمارات في القضاء على الأمراض
26 ابريل 2013 02:47
إبراهيم سليم (أبوظبي) - أشاد المشاركون في قمة أبوظبي للقاحات بدعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بـ 440 مليون درهم، (120 مليون دولار) للمبادرة العالمية لبلوغ عالم خالٍ من شلل الأطفال بحلول عام 2018، كما أشادوا بجهود دولة الإمارات في تنظيم هذا الملتقى الضخم من أجل إنقاذ أطفال العالم، مثمنين دعم الإمارات المستمر للجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الأمراض المستوطنة، والعمل الدائم على تحسين وتطوير نظام الرعاية الصحية. المرحلة النهائية وقالت الدكتورة مارغريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “بعد فترة طويلة من مكافحة شلل الأطفال، تضعنا هذه الخطة في مشهد المرحلة النهائية، فلدينا الآن معارف جديــدة حول فيروسات شلل الأطفال، وتكنولوجيــات جديدة، وأساليب جديدة تمكننا من الوصـول إلى أكثر المجتمعات تعرضــاً للمخاطر، بل إن الخبرات واسعة النطاق، والبنية التحتية والمعارف التي اكتسبناها من التخلص من شلل الأطفال، يمكن أن تساعــدنا في الوصول إلى جميع الأطفـــال، وجميع المجتمعات من أجل تقديم الخدمات الصحية الأساسية”. وأشار الدكتور أنطوني ليك المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف، إلى أن الخطة الاستراتيجية لاستئصال شلل الأطفال، وفي المرحلة النهائية، تتصدى للتحديات الميدانية التي تواجه تطعيم الأطفال باللقاحات التي تشمل المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، والمناطق التي يصعب الوصول إليها، والمناطق التي يفتقد فيها الأمن، لافتاً إلى أن الخطة تتضمن الاستفادة من الخبرات والموارد المستفادة من استئصال شلل الأطفال، من أجل تقوية نظم المناعة في البلدان ذات الأولوية المرتفعة. وأوضح أن هذه الخطة ترسم ملامح إجراءات التخطيط لكيفية الانتقال بالموارد وبالدروس المستفادة من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال؛ لا سيما في الوصول إلى أكثر الأطفال والمجتمعات حرماناً وتعرُّضاً للمخاطر، ما يدعم مواصلة الاستفادة من تلك الموارد والدروس لخدمة الجهود الأخرى التي تبذل في الصحة العمومية. ولفت إلى أن التقديرات تشير إلى أن الجهود التي بذلتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ستعود بمنافع إجمالية تتراوح بين 40 و50 مليار دولار بحلول عام 2035 جراء انخفاض تكاليف العلاج، والمكاسب المتأتية من زيادة الإنتاج للطاقات. وأشار المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف إلى مصادقة ما يزيد على 400 عالم وخبير في الصحة العالمية من شتى أرجاء العالم في مطلع شهر أبريل الجاري على الخطة التي وضعتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وأصدروا الإعلان العلمي حول استئصال شلل الأطفال، وأكدوا مجدداً إيمانهم الراسخ بإمكانية الوصول إلى عالم خالٍ من شلل الأطفال بحلول عام 2018. وقال الدكتور ليك: “إن التخلص من شلل الأطفال لن يقتصر على كونه عملاً فذاً في خدمة الإنسانية، بل إنه جزء ضخم من جهودنا التي نبذلها للوصول إلى كل طفل يصعب الوصول إليه وإعطائه مختلف اللقاحات المنقذة للأرواح”. دروس مستفادة أعدت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال خطتها الاستراتيجية لاستئصال شلل الأطفال للمرحلة النهائية 2013 – 2018، استناداً إلى مشاورات مستفيضة مع طيف واسع من الأطراف المعنية، واستمدت الخطة من الدروس المستفادة من النجاحات التي حققتها الهند في الوصول إلى حالة الخلو من شلل الأطفال في مطلع عام 2012، كما تستمد الخطة أيضاً مضمونها من آخر المستجدات الحديثة في المعارف حول خطر فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح التي تدور في المجتمعات. تقوية أنظمة التحصين وأكدت مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ضرورة الحفاظ على المنافع التي تم تحقيقها لإنقاذ الأرواح من خلال اللقاحات، وتقوية أنظمة التحصين للتأكد من الحصول على التغطية الشاملة، وذلك خلال الجلسة الثالثة من أعمال القمة التي أدارتها المذيعة ميسون عزام بعنوان “تقوية آليات التحصين الروتينية”، تم خلالها تسليط الضوء على العلاقة بين القضاء على مرض شلل الأطفال وآليات العمل الروتينية القوية وأثرها على المدى الطويل. ولفتت تشان خلال الجلسة إلى أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة لديها التزام سياسي لاعتماد السياسات الصحيحة وإيصال اللقاحات بطريقة منسقة. وقال خوسيه فييرا وزير الصحة في أنجولا، إن دولته أطلقت نحو 50 حملة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال خلال 12 عاماً، لافتاً إلى أن خطة عملهم تمتد على مدار 5 سنوات لمواجهة الأمراض الفيروسية وتوفير التحصين اللازم للأطفال عبر الوحدات الصحية العامة والخاصة، فيما أكد اندريس بيبالغس، المفوض الأوروبي للتطوير لدى المفوضية الأوروبية، ضرورة العمل على توفير اللقاحات وتوصيلها إلى الأطفال دون 5 سنوات، مع التركيز على التأكد من توفير اللقاحات وتوصليها لجميع الأطفال. وأشار ذو الفقار بوتا، مؤسس مركز التميز في صحة المرأة والطفل بباكستان، خلال الجلسة، إلى أهمية تطوير استراتيجيات وأنظمة التطعيم الروتيني والاستفادة من التجارب، وما تم إنجازه في مكافحة مرض شلل الأطفال خلال السنوات العشر الماضية، فيما استعرضت لي شياو لين رئيس جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية، جهود الصين في تعزيز برامج التحصين التي نجحت في استئصال مرض شلل الأطفال في الصين عام 1995. مؤسسات جديدة تدعم الخطة وانضمت مجموعة جديدة من الأفراد الخيرين وأعلنوا دعمهم التنفيذ الكامل للخطة بمبلغ وصل إلى 335 مليون دولار أميركي، أضيف إلى ميزانية الخطة ذات السنوات الست. وأثنى المانحون على التقدم الهائل الذي تم إحرازه نحو استئصال شلل الأطفال خلال العام الماضي، كما أبدوا رغبتهم في المساعدة على تغيير التاريخ والتخلص من شلل الأطفال، باغتنام الفرصة السانحة الآن، ومن هذه المؤسسات “ألبرت يولتشي” و”الوليد بن طلال الخيرية – العالمية”، بالإضافة إلى مؤسسات بلومبيرغ الخيرية، و”كارلوس سليم”، و”داليو الخيرية”، كما ضمت القائمة مؤسستي، “جريتر أبرتونيتي” التي أسسها كارل إيكاهن، و”الطاهر الخيرية”. 4 أهداف للمبادرة العالمية أربعة أهداف رئيسية في الخطة الاستراتيجية لاستئصال شلل الأطفال تشمل الكشف عن فيروسات المرض وتقوية نظم المناعة، بالإضافة إلى سحب اللقاح الفموي لشلل الأطفال والاحتواء والإشهاد وتخطيط الموروث. وتستفيد الخطة الجديدة من أحدث المعلومات العلمية حول الفيروسات والأساليب الجديدة لرفع مستوى المناعة، ومنها إدخـال اللـقاح المعطَّل لشلل الأطفال، والتخلص التدريجي من استخدام المكون الذي يزيد من فيروس شلل الأطفال الساري المشتق من اللقــاح عــن طريق الفم. وانطلقت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال عام 1988، والدور الرئيسي فيها للحكومات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية والروتاري الدولي ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية ومنظمة اليونيسيف، وتتلقى المبادرة دعماً من شركاء، منهم مؤسسة بيل وميلندا جيتس. ومنذ إطلاق هذه المبادرة انخفضت معدلات وقوع شلل الأطفال بما يزيد على 99%، ففي عام 1988 كان أكثر من 350 ألف طفل يصابون بالشلل كل عام في أكثر من 125 بلداً مستوطناً بالمرض، أما اليوم، فإن هناك ثلاثة بلدان فقط لا يزال شلل الأطفال مستوطناً فيها، وهي نيجيريا وباكستان وأفغانستان. وتراجعت حالات شلل الأطفال العام الماضي من 650 حالة عام 2011 إلى 223 حالة عام 2012، مسجلة الانخفاض الأكبر خلال عقد كامل، فيما بلغ عدد الحالات بحلول 17 أبريل الجاري 19 حالة، بانخفاض بلغ 60% عن العام الماضي. وتمكنت المبادرة العالمية ?ستئصال شلل ا?طفال (GPEI) منذ إط?قها عام 1988 من تقليل انتشار شلل ا?طفال على الصعيد العالمي بنسبة تزيد على 99?، وخفض عدد البلدان التي ينتشر فيها شلل الأطفال إلى ث?ثة بلدان فحسب، بالإضافة الى تمتع ما يزيد على 10 م?يين نسمة اليوم بالقدرة على المشي بفضل هذه المبادرة التي لو?ها لكانوا مشلولين. وأضحى شلل ا?طفال، مجرد ذكرى بعيدة في معظم أرجاء العالم في مطلع عام 2013. وشهدت خواتيم عام 2012 انحسار هذا المرض إلى أدنى مستوى له في التاريخ من حيث عدد الحا?ت والبلدان التي يتفشى فيها؛ وهكذا، فإن الفرصة المثلى متاحة ا?ن لتسديد الضربة القاضية إلى هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه رغم فظاعته. جيتس: الخطة مكسب للأجيال المقبلة أشار بيل جيتس، خلال القمة، إلى أهمية المنافع المتعددة للتخلص من شلل الأطفال، وإلى الحاجة لتقديم التدخلات الصحية والتنموية للأطفال الذين يصعب الوصول إليهم، داعياً الأطراف والوكالات المانحة الأخرى إلى الالتحاق بالالتزامات طويلة الأمد من أجل ضمان التمويل الكامل لخطة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. وقال جيتس: “إن هذه الخطة لا تقتصر على كونها خطة لاستئصال شلل الأطفال، بل هي خطة عالمية لتحسين الجهود المبذولة لحماية جميع الأطفال، بمن فيهم الأطفال الأكثر تعرُّضاً للمخاطر، وتقديم اللقاحات المنقذة لأرواحهم”، مضيفاً أن التنفيذ الناجح لهذه الخطة يتطلب استثماراً ضخماً في وقت قصير من أجل بلوغ عالم خالٍ من شلل الأطفال، ودفع الأرباح والمكاسب للأجيال المقبلة. علماء دين: الحفاظ على الصحة من مقاصد الشريعة أبرز علماء دين استضافتهم القمة، أهمية الحفاظ على صحة الإنسان، وأنها من مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن آراء بعض الجهلاء بتحريم التطعيم تنم عن عدم وعي بأحكام الشريعة الإسلامية، مؤكدين أن جميع الأمصال “حلال” وأن رجال الدين يلعبون دوراً مهماً في التوعية بعدم حرمة مثل هذه الأمور. وكان المشاركون بالقمة قد شكوا من قيام بعض رجال الدين بمحاربة جهودهم في القيام باللقاحات أو تحصين الأطفال، وتعرض البعض في بعض المناطق إلى الضرب ووصلت إلى القتل، معتبرين أن ذلك حرام ولا بد من محاربته. وتحدث مشاركون من نيجيريا والهند وباكستان عن مواجهات بين رجال الدين ومنظمي الحملات، وأن هناك جهوداً بذلت لإقناع الأهالي بالتطعيم وتحصين الأطفال، من خلال استغلال الثقة في رجال الدين. وأكد المشاركون أهمية الاستعانة برجال الدين والمتخصصين منهم في دعم الحملات. وأكد الدكتور محمد وسام خضر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المؤسسة الدينية بمصر، وعلى رأسها الأزهر الشريف وعلماؤه، قامت بحملات توعية في ربوع مصر للتأكيد على أهمية التحصينات ولقاحات الأطفال، حيث إن الإسلام أقر الحفاظ على صحة الإنسان وحياته، وأوجب على المسلمين ذلك، وأنه يجب شرعاً الوصول إلى الآليات التي تكفل لأطفال العالم السلامة، مسلمين وغير مسلمين. وأكد في كلمته أن مثل هذه الجهود تعتبر نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله، وأن القائمين عليها والمساهمين فيها أجرهم على الله وحده، وانتقد قيام بعض المتشددين بالإساءة إلى الإسلام، من خلال فتاوى تشوه الشريعة السمحة التي تدعو إعطاء الأطفال الفرصة الكافية للعيش بصحة والعناية بهم. عبدالله بن بيه المحاضر بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، أكد عدم حرمة اللقاحات، وأنه دعا الناس إلى ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©