الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طلاب الجولان يبدأون رحلة النفي الدراسي إلى دمشق

2 أكتوبر 2008 00:04
تجمع عشرات الأشخاص حول إحدى الحافلات في المحطة التي ليست سوى ساحة رملية تحيطها بساتين التفاح في الجولان المحتل· ووقف طليع (24 عاما) يعانق أبويه للمرة الأخيرة قبل أن يستقل الحافلة التي ستعبر به الحدود إلى سوريا في دقائق معدودات حيث سينهي دراسته للطب في دمشق، لكنه لن يتمكن من العودة إلى بلدته حتى بداية العطلة الصيفية العام المقبل· ومنذ احتلت مرتفعات الجولان عام 1967 تسمح اسرائيل لأبناء المنطقة بعبور الحدود إلى سوريا بشرط عدم العودة مطلقا باستثناء الطلبة فقط الذين يقصــــدون العاصمة السورية بغرض الدراسة الجامعية دون أن يضطروا للتخلي عن بلدهم· ولابد لكل تصريح من موافقة السلطات الاسرائيلية والسورية· وتنظم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات عبور بالتعاون مع الأمم المتحدة التي تتحكم في المنطقة المنزوعة السلاح حول الحدود السورية الإسرائيلية منذ عام ·1974 وقال مارك لينينج من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ''نقيم جسرا للتغلب على الانقسام بين البلدين جراء الحرب··إنه أمر فريد على مستوى العالم''· وقالت ميسان (19 عاما) وهي طالبة بين من عبرن الحدود في القنيطرة خلال شهر سبتمبر الماضي إنها لم تتمكن أبدا من دراسة الصيدلة داخل إسرائيل، وذلك في إشارة إلى التمييز الملحوظ في التعليم ضد الطلبة العرب· واضافت ان الدراسة في إسرائيل أيضا مكلفة للغاية بالنسبة لأغلب الطلبة من مرتفعات الجولان وانه ليست هناك فرصة للحصول على منح دراسية حيث غالبا ما تمنح المساعدات المالية لهؤلاء الذين استكملوا خدمتهم العسكرية''· وفي دمشق لا تحتاج ميسان إلى أن تدفع تكاليف دراستها أو الإقامة، كما يتلقى طلبة الجولان أيضا راتبا شهريا قدره 100 دولار· وقالت الفتاة ''يمكننا تسجيل أسمائنا لدراسة أي مادة··علينا فقط خلال الدورات الدراسية إظهار أن لدينا المؤهلات المطلوبة''· لكن حماس الطلبة يتلاشى بمجرد سؤالهم عن صعوبات السفر التي يواجهونها· فهم ممنوعون من العودة إلى مرتفعات الجولان إلا خلال العطلة الصيفية· وقال أحد الطلبة ''انه منذ ثلاثة أشهر توفي والد صديق له ولم يسمح له بحضور مراسم الجنازة''· واضاف ''أنه علاوة على ذلك واجه الطلبة الاختيار الصعب··إما الحياة في سوريا أو في الجولان بعد نهاية دراستهم''· وقالت ميسان ''إذا عدنا إلى الجولان نكون قد اخترنا الحياة في ظل الاحتلال··وإذا بقينا في سوريا فلن نرى أسرنا ولا بلداتنا أبدا''· وعندما فرقت الحدود بين الأسرة أصبح الانترنت وسيلة الاتصال الاساسية· وقالت أم أحد الطلبة أنها تستطيع التعامل مع برامج الدردشة عبر الانترنت وكأن ابنها معها طوال الوقت· وعبر عقود تلتقي الأسر والأصدقاء على جانب تل خارج بلدة مجد الشمس الدرزية ليجروا أحاديثهم عبر الحدود وحقول الألغام باستخدام الأبواق
المصدر: القنيطرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©