الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالله العتيب: أسباب كثيرة وراء تواضع

عبدالله العتيب: أسباب كثيرة وراء تواضع
3 يناير 2008 03:07
مع انتهاء عروض الدورة الثالثة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل التي استمرت خلال الفترة من 23 إلى 31 من ديسمر الماضي في الشارقة، كشفت مستويات الأعمال المقدمة عن عدم تهيؤ واستعداد معظم الفرق المسرحية لهذا الحدث المسرحي والثقافي المهم، وتبعاً لذلك تحول المهرجان إلى منصة اختبار وبروفة أولى لهذه الأعمال، وكان واضحاً النقص الكبير في اللياقة الإخراجية والتقنية والأدائية للعروض، أما الأعمال المميزة والتي تعد على أصابع اليد الواحدة فكانت محصنة بالتدريبات والاستعدادات المبكرة، فكان التفاوت في المستوى الأدائي والنضج الفني واضحاً بينها وبين الأعمال الأخرى التي احتضنها المهرجان كنوع من الترضية والتشجيع، وهي ظاهرة لا نجد أي مسوغات أو تبريرات لاستمرارها في الدورات القادمة، فمرور ثلاث سنوات من عمر المهرجان يعتبر كافياً لفرز التجارب القوية عن تلك التي لا يمكن لها أن تلحق بالتطور الملحوظ الذي لامس الفعل المسرحي في الدولة، خصوصا مع تميز عروض مسرح الكبار في أيام الشارقة المسرحية· ومن العروض التي جوبهت بملاحظات وانتقادات عديدة، عرض ''الساحر مرجان'' لفرقة جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، وهي المسرحية التي أبانت عن الكثير من الطموح الفني والذي لم يترجم للأسف على واقع الخشبة، ورغم أن المشاهد الحيادي لا علاقة له بالمشاكل والمعوقات التي تحدث وراء الكواليس، إلا أننا فتحنا المجال للفنان عبدالله العتيب الذي قام بدور البطولة في المسرحية وهو الساحر مرجان ليوضح بعض الحقائق المتعلقة ببروفات عرض الساحر مرجان، خصوصا تلك التي أثرت وبشكل قوي على أداء الممثلين، وساهمت في التشتت الذي رافق تحويل النص من الورق إلى الخشبة· يقول الفنان عبدالله العتيب إن الخلل الذي أثر على مستوى المسرحية تمثل في الاستعدادات والبروفات والتي لم تبشر منذ البداية بخروج عمل مميز يناسب مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، فالبروفات الأولية لم تمض بالشكل التدريجي الذي يركز على الفقرات المستقلة والمنفصلة للعرض، حيث كنا نتمرن على العرض كاملا وبكل تفاصيله وتنويعاته، دون أن تكون هناك وقفات ومحطات يتم التركيز عليها خلال زمن البروفة· ويضيف عبدالله إن معظم الممثلين المشاركين في العمل كانوا يأتون من مدينة العين إلى أبوظبي في رحلة يومية مرهقة أثرت على أدائنا وتركيزنا، بالإضافة إلى ذلك فإن معظم الممثلين كانوا مشتتين من ناحية توزيع الزمن ومساحة الدور في العرض، مما اضطرهم للاجتهاد الذاتي والقيام بجهد فردي مضاعف لمواكبة حجم ونوعية الدور· وقال عبدالله: افتقدنا في العرض ولظروف خاصة جهود المخرج الإماراتي المميز مبارك ماشي الذي كنا نتمنى وجوده معنا، ولكنه اتجه لإخراج مسرحية ''مدنية السندباد'' التي عرضت ضمن فعاليات المهرجان، وكنا نتمنى -ومع كامل احترامنا وتقديرنا لجهود الفنان المخضرم جاسم عبيد- أن يساهم معنا مخرجون آخرون في العمل مثل الأستاذ محمود أبوالعباس، أو مرعي الحليان· وعن التعديلات التي أثرت على النص الأصلي بعد تخليجه وتغيير تفاصيله قال عبدالله: إن الممثل عادة يستقبل النص النهائي ولا علاقة له بالتعديلات، وهنا يأتي دور المخرج في توظيف هذه التعديلات لصالح العمل والإشارة إليها حتى ينتبه لها الممثل ويطوع أداءه من أجل التركيز عليها وإعطائها المساحة المناسبة والمكثفة في العرض· أما عن تأثير ردات الفعل السلبية حول العمل على الممثلين الجدد الذين يمكن أن يصابوا بالإحباط وهم في بداية اقتحامهم لهذا الحقل الفني الصعب، يشير عبدالله إلى أن هؤلاء الممثلين بحاجة للدعم المعنوي من الجميع، وذلك تقديرا وتثمينا لحماسهم وانخراطهم في هذه الساحة الإبداعية المليئة بالتحديات، ولذلك فإن الإعلام بكافة أشكاله المرئية والمسموعة والمكتوبة عليه أن يشجع هذه الطاقات وأن يتجاوز عن أخطائها المبكرة، خصوصا وأن عودهم ما زال طريا في المجال، ومساندتهم المعنوية على الأقل ستكون كفيلة بتقوية عودهم وبث روح الحماس والتجديد والابتكار في أعمالهم القادمة، وبالتالي عدم إصابتهم بالإحباط وهم في طور الولادة الفنية الصاعدة والمبشرة والمتوهجة· وعن اقتراحاته لتطوير مسرح الطفل في الإمارات، يرى الفنان عبدالله العتيب أن الورش التدريبية والتخصصية وجلب العروض الخارجية سيساهم دون شك في تطوير مهارات المشتغلين بمسرح الطفل، كما أن مشاهدتهم للعروض الخارجية المتكاملة من ناحية التقنية الإخراجية والنصية، ستفتح أمامهم آفاقا جديدة للتواصل مع التجارب العريقة والواعية لأهمية وخطورة وقيمة مسرح الطفل في التأثير الجمالي والمعرفي على هذه الفئة المهمة في المجتمع·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©