يشكل الرئيس الفرنسي وزوجته المغنية وقصر الإليزيه الرئاسي محور مسرحية هزلية تعرض على مسرح “الأمبرا” في باريس، تتضح فيها أوجه الشبه مع شخصيات فعلية ليست وليدة صدفة أبداً.
ويشكل هذا العرض سابقة، إذ إن أي رئيس جمهورية وزوجته لم يشكلا حتى الآن موضوع مسرحية فودفيل في فرنسا. في مسرحية “الرئيس وزوجته وأنا” التي كتب نصها برنار أوزان؛ يؤدي ممثل الشانسونييه الفرنسي ميشال جيدوني وهو مقلد شهير لنيكولا ساركوزي ويشبهه بشكل لافت، دور الرئيس توماس باروفسكي. وتجسد الكسندرا فاندرنوت السيدة الأولى إيزابيل مارتيني- باروفسكي التي تلازم غيتارها في هذه المسرحية الكوميدية المضحكة جداً والتي تحمل عنواناً فرعياً “خلافات وقهقهات في الأليزيه”.
ويشدد كاتب المسرحية برنار أوزان على أن الشخصية وهمية “إلا أنها مستوحاة بقوة لكن بشكل مبالغ جداً، من خلال اعتماد عدسة مكبرة ومشوهة”. ويوضح أوزان أن “العرض المضحك الذي يقدمه الأليزيه أوحى بهذه المسرحية الهزلية التي لا تشكل أبداً هجاء للسلطة أو هجوماً سياسياً. إنها عرض فودفيل حديث ومضحك وشعبي”؛ مشيراً إلى أن السيناريو الذي كان موجهاً أصلاً للتفلزيون “اعتبر حساساً جداً” ورفض.
ويتحدث الرئيس باروفسكي في المسرحية منتحلاً صوت نيكولا ساركوزي وهو ملقب بـ “سبيدي جونزاليس” شخصية رسوم متحركة معروفة بحركتها السريعة، ويضع في حذائه قطعة إضافية ليبدو أطول قامة. ويضطر الرئيس إلى الاستعانة بخدمات شبيه له ليكون حاضراً في كل مكان.
وترصد أجهزة الاستخبارات بائعاً متواضعاً يشبه الرئيس كثيراً فتتم “مصادرته” لأسباب “تتعلق بمصالح الدولة” ليحول إلى نسخة طبق الأصل عن الرئيس. وتزخر المسرحية بحوادث سوء فهم مع إشارات كثيرة كاريكاتورية إلى النهج الرئاسي المعتمد وإلى الأحداث الراهنة على الساحة الفرنسية. ميشال جيدوني الذي يعمل على مدار السنة مع المسرح الهزلي “لي دو زان”، يبرع في تقليد حركات جسم الرئيس فيما تجسد الكسندرا فاندرنوت السيدة الفرنسية الأولى بشكل مقنع.
وكما في كل قصة تعتمد على شخصية أصلية وشبه لها، فإن الشبه هو الذي يحل في النهاية مكان الشخص الأصلي. وتتبع ذلك زيادة في الحد الأدنى للأجور بنسبة 30% فيما تأخذ حفلة الاستقبال بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو في حدائق قصر الأليزيه، شكل مأدبة طعام ريفية مفتوحة أمام الجميع. يستمر عرض المسرحية في مسرح الأمبرا في باريس حتى 25 سبتمبر المقبل.
عدد اليوم
