الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المالكي يحذر من حرب طائفية عراقية ويدعو للحوار

المالكي يحذر من حرب طائفية عراقية ويدعو للحوار
26 ابريل 2013 03:18
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس مما وصفه بالفتنة في بلاده ومحاولة إعادتها إلى مرحلة “الحرب الأهلية الطائفية”، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه أعمال العنف لليوم الثالث عقب أحداث الحويجة بمحافظة التأميم. وتبادل الجيش العراقي والعشائر جولات الكر والفر في مناطق سليمان بك بصلاح الدين التي سيطرت عليها العشائر بعد معارك، وعززت قوات الأمن حولها قدراتها لما سمي بمعركة “التطهير”. واستمرت المواجهات في قضاء بلد بصلاح الدين، وقرة تبة في ديالى، ونينوى، والأنبار التي أطلقت “عملية إسقاط المالكي”. وأسفرت المواجهات في مدن العراق عن مقتل 57 قتيلا ووجرح 83، فيما حرر الجيش 17 شرطيا احتجزهم مسلحون. ودعا المالكي في كلمة بثتها قناة “العراقية” الحكومية، العراقيين من رجال عشائر وإعلاميين ورجال دين إلى “ألا يسكتوا على الذين يريدون إعادة البلد إلى ما كان عليه في الحرب الأهلية والطائفية”. وقال إن ما حدث في الحويجة، وناحية سليمان بيك “كلها تدعونا للتوقف وتحمل المسؤولية، ولو اشتعلت الفتنة لن يكون هناك رابح أو خاسر”. وأضاف “من الخطر أن ندع الأمور بيد المتطرفين والجهلة، وأن ساحات المطالب المشروعة مخترقة ممن يريدون إثارة الفتنة”. وأضاف” ليس لدينا عدو من الشعب العراقي من جميع الطوائف وعدونا هو القاعدة والإرهاب والبعث”. ودعا “الجميع للحوار والتفاهم لمناقشة القضايا وفق الدستور ووحدة البلاد، لحرصنا على عراق موحد بلا طائفية وبلا تهميش”. في هذه الأثناء، قال الفريق الركن مهدي الغراوي قائد الشرطة في الموصل بمحافظة نينوى إن قوات من الجيش والشرطة والتدخل السريع حررت أمس مركزا للشرطة وقتلت 31 مسلحا وحررت 17 شرطيا في معركة بينها ومسلحين اندلعت منذ الأربعاء في حي الرفاعي واستمرت حتى عصر أمس. وأضاف أن “عناصر مسلحة من الطريقة النقشبندية سيطرت على مركز للشرطة وسط الموصل وأسرت 17 من الشرطة وجرى تحريرهم وتمت السيطرة على الموقف، والآن الحياة طبيعية ولا وجود لحظر التجوال”. وقالت مصادر أمنية إن مسلحين شنوا هجوما في الموصل ليل أمس الأول وسيطروا على مناطق غرب المدينة، واستخدموا مكبرات الصوت لحشد السكان للانضمام للقتال، الذي اندلع بعد حادثة الحويجة. وفي صلاح الدين أعلن أبناء العشائر سيطرتهم الكاملة على ناحية سليمان بيك شرق المحافظة وإنهاء الوجود العسكري فيها حقنا للدماء وحفاظا على السلم الأهلي. ونصب أبناء العشائر سيطرات ونقاط تفتيش على الطريق الدولي الرابط بين بغداد وكركوك لمنع مرور القطعات العسكرية إلى مناطق العشائر الأخرى في الحويجة وناحيتي الرياض والرشاد. وذكر السكان أن قوات الجيش التي خاضت يوم أمس الأول معارك ضارية مع العشائر في سليمان بيك واستخدمت المروحيات والدبابات في قصف المدينة، ترابط في مواقع خارج الناحية. وأفادوا أن قوات (سوات) الموجودة في أجزاء من التأميم حاولت التقدم نحو سليمان بيك وجوبهت بمقاومة شديدة من العشائر. وفي قرية بسطاملي القريبة أعلنت الشرطة انسحابها وتسليم مقرها إلى العشائر. وفجر أبناء العشائر مركز شرطة بسطاملي التابع لسليمان بيك بعد انسحاب قوات الشرطة. وفي وقت لاحق عزز الجيش العراقي قواته المحيطة بسليمان بيك التي يسيطر عليها أبناء العشائر تمهيدا لاقتحامها. وقال ضابط رفيع المستوى إن الجيش انسحب تكتيكيا كي يعمل على ما وصفه بتطهير المنطقة بشكل كامل. وقال شلال عبدول بابان قائم مقام قضاء طوزخرماتو القريب من سليمان بيك، إن “الوضع في نواحي ينكجه وبسطملي ومفتول القريبة مستقر، وهي ما زالت تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية، لكن تم نقل المقرات الأمنية إلى أماكن أكثر أمانا، والأسلحة والآليات أيضا خوفا من هجوم يؤدي إلى الاستيلاء عليها”. وأمهل الجيش العشائر 48 ساعة للانسحاب من الناحية قبل تطهيرها. وفي قضاء بلد بصلاح الدين تعرضت مواقع الجيش في ناحية يثرب إلى هجمات متنوعة شملت قصفا بقذائف الهاون وتفجير العبوات الناسفة على الآليات العسكرية، أعقبتها مواجهات مسلحة. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن قوات الجيش انسحبت من نقاط التفتيش والربايا بعد مقتل العديد منهم. وفي تطور لاحق تعرض موقع عسكري إلى قصف بقذائف الهاون مما أدى إلى إصابة اثنين من الجنود. كما تعرض رتل عسكري وصل لتعزيز الوجود في الناحية، إلى انفجار عبوتين ناسفتين من دون حدوث إصابات. وأكدت مصادر أمنية وشهود عيان أن طائرتين مروحيتين قادمتين من بغداد يرافقهما رتل عسكري كبير قصفت صباح أمس قرى ناحية قره تبه في ديالى المحاصرة عسكريا منذ أمس الأول. وأكد مصدر في الناحية أن جنودا آخرين سلموا أنفسهم وأسلحتهم وعجلاتهم من نوع همر إلى الأهالي. وأكد مصدر مطلع أن قوة عسكرية إضافية يرافقها مسلحون يرتدون الزي الأسود، توجهوا من ناحية العظيم إلى ناحية قره تبه لإسناد القوات العسكرية التي تحاصر الناحية. فيما ذكرت مصادر أمنية أن زعيم “الطريقة النقشبندية” قتل في بعقوبة بقصف نفذته مروحية عسكرية تابعة للجيش العراقي في ناحية قره تبة، بعد اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش العراقي وجيش الطريقة النقشبندية. وأضافت المصادر أن شرطيين قتلا بهجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة تفتيش تابعة للشرطة في ناحية كنعان جنوب بعقوبة، فيما قتل شرطي ومدني بهجوم مسلح على نقطة تفتيش تابعة للشرطة في قرية العظيم شمال بعقوبة. وفي الأنبار أعلن المتحدث الرسمي للمعتصمين في الأنبار أمس أن جميع العشائر وفصائل المقاومة اتحدت ووجهت لقواتها بضرورة الانتشار الشامل في مدن الأنبار لإسقاط المالكي وحماية أهل السنة والجماعة من بطشه. وقال الشيخ درع عبيد الدليمي إن”جميع فصائل المقاومة اتحدت مع العشائر وقواتها المسلحة لحماية أهالي الأنبار وساحات الاعتصام من خطر المالكي ومليشياته ولإسقاط نظامه وتدمير آلته العسكرية التي يستأسد بها على الشعب الأعزل”. وأضاف أن”العشائر جهزت بكافة الأسلحة والمعدات مع نشر قوات خاصة تعمل على إسقاط الطائرات المروحية في حال وصولها إلى أسوار مدن الأنبار”. وفي السياق هاجم مسلحون يحملون أسلحة ثقيلة مقرا للشرطة وسط الفلوجة مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة وإصابة اثنين آخرين. وفي حادث منفصل آخر قتل اثنان من عناصر الصحوة في هجوم مسلح غرب الفلوجة في نقطة تفتيش أنشأت حديثا قرب منزل أحد شيوخ العشائر. إلى ذلك أعلن ضابط رفيع المستوى في الفرقة 12 في الجيش العراقي أن حظر التجول المفروض على الحويجة رفع صباح أمس، على أن يعاد فرضه عند الساعة السابعة مساء. في موازاة ذلك قال حامد الجبوري المتحدث باسم متظاهري الحويجة “نحن في انتفاضة أحرار العراق أعلنا مبايعتنا الكاملة لجيش الطريقة النقشبندية”. وأفرج الجيش عن 93 شخصاً ممن اعتقلهم في الحويجة. وأضاف “سنكون جناحا مسلحا تابعا له لنعمل على تطهير العراق من الميليشيات الصفوية وسننتقم من المجزرة في الحويجة”. بدوره، قال منسق الحراك في كركوك عبد الملك الجبوري إنه “بعد حرق خيمنا واقتحام الساحة قررنا الانضمام كجناح مسلح لجيش الطريقة النقشبندية”. وفي شأن أمني أيضا انفجرت عبوة ناسفة في محافظة بابل مستهدفة دورية للجيش العراقي في منطقة جرف الصخر، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وجرح ستة آخرين. كما قتل جنديان بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة جرف الصخر شمال الحلة. وفي النجف أسفر انفجار سيارة مفخخة عن مقتل شخص واصابة 10 آخرين. وقتل في وقت سابق من أمس خمسة عسكريين عراقيين وأصيب 20 شخصا بجروح خلال المواجهات، كما قتل سبعة مسلحين وأصيب أكثر من 43 آخرين بحسب ما أفادت مصادر عسكرية. وقالت المصادر إن الجيش استخدم المروحيات خلال المواجهات، وإن الاشتباكات تدور مع جماعة “رجال جيش الطريقة النقشبندية”. كما أكدت المصادر أن هذه الأحداث تشكل “امتدادا لاقتحام اعتصام الحويجة” الذي قتل فيه الثلاثاء 50 مدنيا وثلاثة عسكريين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©