القدس المحتلة (وكالات) - أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أمس، أنه اعترض وأسقط طائرة دون طيار قادمة من لبنان حاولت اختراق المجال الجوي الإسرائيلي على بعد أميال من شواطئ مدينة حيفا. في حين أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه ينظر «ببالغ الخطورة» إلى قضية الطائرة دون طيار، قائلاً في بيان قصير «انظر ببالغ الخطورة إلى هذه المحاولة لاختراق حدودنا. سنواصل العمل من أجل الدفاع عن مواطني إسرائيل».
واتهمت إسرائيل على لسان نائب وزير الدفاع داني دانون، طهران بالوقوف وراء اختراق الطائرة لمجالها الجوي، قائلة «عن طريق (حزب الله) يقوم الإيرانيون باختبار قدراتنا» بحسب ما نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» في موقعها الالكتروني، وأدت أنه سيكون هناك «رد في الوقت الذي تراه مناسباً».
ومساء أمس، نفى «حزب الله» إرسال أي طائرة دون طيار باتجاه إسرائيل، وذلك بحسب ما أعلنت قناة «المنار» التابعة له والتي أوردت في شريط إخباري «حزب الله ينفي أن يكون قد أرسل أي طائرة دون طيار باتجاه فلسطين المحتلة».
وأفاد بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أنه «تم رصد طائرة غير معرفة تقترب من سواحل إسرائيل وتم اعتراضها بنجاح من قبل سلاح الجو على بعد 5 أميال بحرية عن شاطئ حيفا حوالي الساعة الثانية بعد الظهر (11 تغ) الخميس». وتابع البيان «هذه المرة الثانية التي يتم فيها اعتراض طائرة غير معرفة في الأجواء الإسرائيلية في الأشهر السبعة الأخيرة». وقال بيان الجيش إن هذه الطائرة بدون طيار تم رصدها في سماء لبنان واعترضتها طائرة اف-16 ناحية مدينة حيفا.
وذكر أن البحرية الإسرائيلية تبحث عن الحطام في البحر. وفي أكتوبر الماضي، أسقط صاروخ إسرائيلي طائرة بدون طيار أرسلها «حزب الله» بعد أن حلقت لنحو 55 كيلومتراً فوق جنوب إسرائيل. وكان الأمين العام للحزب اللبناني حسن نصر الله أعلن العام الماضي مسؤولية الحزب عن إرسال طائرة بدون طيار إلى منطقة ديمونا جنوب إسرائيل.
وفي البيان الذي وزع على وسائل الإعلام ، قال الجيش إنه يعتقد أن الطائرة التي تم اعتراضها تابعة لـ«حزب الله». وأوضح أن «الطائرة كانت تحلق من الشمال باتجاه الجنوب محاولة اختراق الأجواء الإسرائيلية»، لافتاً إلى أنه تم رصدها الساعة 13:00 (10 تغ) من بعد ظهر أمس، أثناء انطلاقها من السواحل اللبنانية باتجاه الأجواء الإسرائيلية جنوباً. وذكر البيان أن سلاح الجو الإسرائيلي رصد الطائرة بعد فترة قصيرة من تحليقها داخل الأجواء اللبنانية، حيث تمت متابعتها حتى لحظة إسقاطها عبر طائرات مقاتلة طراز أف-16.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن مقاتلة اف 16 أطلقت صاروخ جو-جو على الطائرة المعادية التي هوت في البحر على بعد حوالي 6 أميال بحرية من سواحل حيفا من ارتفاع حوالي 6000 قدم. وقالت إن قائد سلاح الجو الميجور جنرال أمير ايشل أصدر التعليمات بإسقاط الطائرة بعد التأكد من أنها لم تعد لسلاح الجو الإسرائيلي أو لأي جهة صديقة.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن مصادر عسكرية إن الطائرة «تعد صغيرة نسبياً ولم يعرف بعد تفاصيل إضافية عنها». وأضافت المصادر ذاتها أن البحرية الإسرائيلية تقوم حالياً بالبحث عن حطام الطائرة.
من ناحيتها، قالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن نتنياهو كان على متن مروحية متجهة إلى الشمال ليشارك في احتفال وقت رصد الطائرة، وقامت مروحيته بهبوط اضطراري لحين اعتراض الطائرة دون طيار بطلب من الأجهزة الأمنية. ولم يتضح ما إذا كانت الطائرة بدون طيار مسلحة. وقال نتنياهو في قرية جولس الدرزية التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية «في طريقي إلى هنا بطائرة هليكوبتر، رأيت محاولة للتسلل للمجال الجوي الإسرائيلي بطائرة بلا طيار..اعترض طيارون إسرائيليون في فترة وجيزة هذه الطائرة وأسقطوها في عرض البحر». وتقوم وحدات البحرية الإسرائيلية بمسح المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة في محاولة للعثور على حطامها الذي قد يلقى الضوء على مهمة الطائرة.
ولم يكن هناك أي إعلان فوري بالمسؤولية عن اختراق الطائرة للمجال الجوي الإسرائيلي. ولم يصدر عن «حزب الله» تعليق بشأن حادث إسقاط الطائرة، لكن العميد المتقاعد أمين حطيط وهو خبير عسكري مقرب من الحزب شدد على وجوب «انتظار رد حزب الله على اتهامات إسرائيل باعتبار أنه لا يمكن التعليق على إدعاءات إسرائيل دون التأكد منها من الجهات اللبنانية المعنية». وذكر حطيط وفي اتصال مع مراسلة وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن الهدف من إرسال طائرات دون طيار «عادة يكون جمع معلومات أمنية، ورصد مسرح العمليات بشكل آني وواقعي، أو حتى حمل متفجرات».
عدد اليوم
