الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وروسيا... اتفاق نووي في الأفق!

20 ديسمبر 2009 22:34
ماري بيث شريدان واشنطن قال أوباما يوم الجمعة الماضي إن الولايات المتحدة وروسيا باتتا "قريبتين" من التوصل إلى اتفاق حول خفض ترسانتهما النووية، وبما يسمح للعملاقين النوويين العالميين بالاستمرار في مراقبة أسلحة بعضهما بعضاً. إلا أنه من المستبعد أن يحققا هدفهما المتمثل في التوصل إلى اتفاق حاسم بنهاية العام الجاري. ومن المنتظر أن يحل الاتفاق الجديد محل "اتفاقية خفض الأسلحة الاستراتيجية" الأصلية، المعروفة اختصاراً بـ"ستارت"، التي ساعدت على الحفاظ على التهدئة بين البلدين لقرابة عقدين من الزمن، قبل انقضاء أجلها في 5 ديسمبر. ويأمل أوباما أن يُظهر الاتفاق الجديد للعالم أن الولايات المتحدة جادة بخصوص مراقبة التسلح، في وقت ما زالت تدفع فيه في اتجاه اتخاذ تدابير أشد في حق بلدان مثل إيران، يعتقد أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية. وقالت مصادر قريبة من المفاوضات إن البيت الأبيض يشعر بخيبة أمل لأن الاتفاق لم يستكمل بعد؛ حيث لم يتم تحقيق أي اختراق، على ما يبدو، في المحادثات التي أجراها أوباما يوم الجمعة مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف في كوبنهاجن، والتي تعد أحدث اجتماع على مستوى عالٍ يهدف إلى تجاوز العقبات الأخيرة. وفي هذا الإطار، قال أوباما للصحافيين: "إننا قريبون من اتفاق"، مضيفاً أنه سيكتمل "في وقت مناسب" بدون أن يستفيض أكثر في التفاصيل. ومن جانبه قال ميدفيديف إن معظم المواضيع "طرقت تقريباً" وإن بعض "التفاصيل التقنية" ما زال ينبغي تسويتها، مضيفاً: "آمل أن نستطيع إنجاز ذلك في فترة زمنية وجيزة". هذا وقد أفاد مسؤولون من الجانبين بأن المفاوضين سيأخذون استراحة خلال الأيام المقبلة على الأرجح، على أن يستأنفوا المفاوضات في يناير المقبل. ويرى بعض المحللين أن التأخير قد لا يكون مؤثراً إذا تمكن الجانبان من تحقيق اتفاق صلب لدى عودتهما. ولكن البعض لا يخفي قلقه من إمكانية تأخر المفاوضين مجدداً، وهم الذين تجاوزوا من قبل مهلتين سابقتين. وتأمل إدارة أوباما في أن تمنحها اتفاقية جديدة مصداقية أكبر في مؤتمر دولي يعقد في شهر مايو المقبل لمراجعة "اتفاقية حظر الانتشار النووي"، وهي معاهدة 1968 التي اتفقت فيها معظم البلدان على التخلي عن الأسلحة الاستراتيجية مقابل نزع تدريجي للتسلح من قبل القوى العالمية؛ حيث يريد المسؤولون الأميركيون الدعوة لتدابير أشد من أجل احترام الاتفاقية حفاظاً على نظام حظر الانتشار النووي في العالم. بيد أنه من غير الواضح ما إن كان مجلس الشيوخ الأميركي سيصادق على اتفاقية "ستارت" حينها. ذلك أن العملية يمكن أن تستغرق أشهراً، وخاصة أن "الجمهوريين" المتشككين في جدوى مراقبة التسلح يشيرون إلى أنهم يريدون في جلسات الاستماع بحث وتمحيص مخططات الإدارة الحالية للإبقاء على أسلحة ومنشآت البلاد النووية. ومن بين النقاط العالقة في مفاوضات "ستارت" الحالية مسألة التحقق من إنتاج الصواريخ، كما يقول مسؤولون ومحللون قريبون من المفاوضات؛ حيث يرفض الروس، بشكل خاص، الاستمرار في إرسال بيانات منقولة إلكترونياً من اختبارات صواريخهم طويلة المدى إلى نظرائهم الأميركيين. غير أن بعض المحللين يرون أنه سيكون من الصعب أن يتنازل المفاوضون الأميركيون عن هذا المطلب، على اعتبار أن التحقق سيمثل موضوعاً رئيسياً في عملية المصادقة في مجلس الشيوخ. وفي هذا السياق، يقول عضو مجلس الشيوخ جون كايل ("الجمهوري" عن ولاية أريزونا): "مثلما قال رونالد ريجان (ثق ولكن تحقق). إن الروس بالطبع مهتمون ببرنامج تحقق أقل تدخلا". وبالمقابل، يقول مسؤولون روس إن إجراءات التحقق ينبغي ألا تكون مشددة بالضرورة مثلما كانت إبان الحرب الباردة. وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو هذا الأسبوع: "لقد حان الوقت للتخلص من الارتياب المفرط، وخاصة أن الرئيسين قالا مراراً إنهما يريدان رؤية مستوى جديد من العلاقات الأميركية- الروسية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل والمساواة". يذكر أن اتفاقية "ستارت" الجديدة من المتوقع أن تخفض الرؤوس الحربية النووية المستعملة للمهمات طويلة المدى من 2200 إلى 1500. والواقع أن هذه أرقام مهمة جداً، ولكنها ليست سوى جزء من مخزون يقدر بـ 20 ألف قنبلة ورأس نووية تقريباً يُعتقد أن البلدين يمتلكانها. ولذلك، تأمل الولايات المتحدة أن تكون اتفاقية "ستارت" جديدة متبوعة قريباً بمحادثات حول خفض أكبر للأسلحة. كما يتوقع أيضاً أن تقلص اتفاقية "ستارت" جديدة عدد الموصلات طويلة المدى التي تستطيع حمل رؤوس حربية أو قنابل نووية من 1600 إلى نحو 700 أو 800. وتشمل هذه الموصلات الطائرات والغواصات والصواريخ البالستية العابرة للقارات. ويقول محللون إن بعض المسؤولين الأميركيين يحملون مسؤولية التأخير للمفاوضين الروس الذين استمروا في رفض تقديم أية تنازلات على مدى أسابيع، معتقدين أن أوباما قد يقوم بدفعهم إلى إنهاء اتفاقية حول مراقبة التسلح قبل تسلم جائزة نوبل للسلام في 10 ديسمبر. وفي هذا الإطار، قال جو سيرينسيوني، رئيس "صندوق بلاوشيرز" الذي يدعم نزع التسلح: "لقد اعتقدوا أن أوباما سيستسلم.. ولكنهم كانوا مخطئين!". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©