الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جماعة الحماقـة

جماعة الحماقـة
10 يوليو 2017 23:56
جماعة الإخوان وقبل توصيفها بجماعة إرهابية ومن قبل حتى أن تتفرع منها وتتوالد كل التنظيمات المتطرفة بكل مسمياتها، هي حركة أو جماعة تتسم بالكثير من الحماقة والغباء الفكري، وعمى الألوان السياسي. وهذا التوصيف بالحماقة، لمسناه وعلمناه وخبرناه طيلة سنوات طويلة، وتناولته كتب وأسهب فيه كتاب كثيرون عبر كل مراحل تاريخ الجماعة، وهو أيضاً موجود من خلال مراجعهم ومرجعياتهم وحتى مراجعاتهم، وبوضوح وفجاجة تدعو للسخرية قدر ما تدعو للاستغراب. وينسحب هذا الوصف بالحماقة والغباء وقصر النظر على كل الذين يَنضَوون تحت لوائهم وفكرهم اللا إنساني، بالهوى أو الانتساب، سواء كانوا أفراداً أو فئات أو منظمات أو أنظمة أو دولاً، وخير شاهد هو الحدث الأخير والذي يشغل العالم اليوم ألا وهو الأزمة القطرية، ولا يخفى على كل مطَّلع ومتابع أن «القيادة» القطرية (وأقول القيادة وليس الشعب) هي راعية للإخوان وهناك من يؤكد ولائهم وانتمائهم لذلك التنظيم العالمي للإرهاب. حين اشتد الأمر من خلال المقاطعة سياسياً واقتصادياً على «حكام» قطر لجأوا وبكل سهولة ودون تفكير إلى حليفهم «الإخواني» التركي، وهو كحزب حاكم عضو فاعل ومؤسس في نفس ذاك التنظيم. السؤال لِمَ يتم توصيف هذا التنظيم بالحماقة والغباء وقِصَر النظر؟، هذا التوصيف لم يأتِ من فراغ، ومن يقرأ تاريخهم سيعلم ذلك، ولكن لنبتعد قليلاً عن الماضي ونقترب من الحاضر قليلاً، فحين تمكن تنظيمهم من الوصول إلى السلطة في مصر، انكشفت حماقتهم وسطحيتهم وافتقارهم إلى الحكمة، وانشغلوا بالهيمنة والنهب وتحقيق المصالح الشخصية، وأحلام وخيالات تعشش في فكرهم الذي تعفن على مر السنين، ولم يصبه هواء التجديد، حتى أفرغ من محتواه ومضمونه، وكثرت الأزمات الاقتصادية في الداخل والكل يتذكر ذلك، ورغم كل الزيف ولَيّْ وتشويه الحقائق الذي مارسته قناة الجزيرة لصالحهم لتبييض صحفهم ووجوههم السوداء. وخارجياً تكشف لنا على الأقل كدول عربية وخليجية مدى عريهم الفكري والثقافي وأيدلوجيتهم الفارغة حيث كان التخبط والعشوائية والتهور منهجهم في الحكم، حيث بادروا بإدخال آلاف الإرهابيين إلى سيناء بهدف إعلان الدولة الإسلامية، وإعطاء حماس جزءاً من سيناء لغرض إقامة دولة فلسطينية بديلة، وفتحوا الحدود مع ليبيا لدخول الإرهابيين والسلاح، وليكون هذا كله مقدمة ومنطلقاً لإحياء وإقامة دولة الخلافة، التي لاتعترف بالحدود ولا الأوطان، وبالمناسبة ويا للمصادفة فهذا هو نفس طائر العنقاء الخرافي والذي تؤمن به إيران، مُرشِدَّان يتقاسمان الأدوار، واحد هنا والآخر هناك. ولابد أن نتذكر ولو من باب السخرية، خطاب المعزول مرسي إلى بيريز بتاريخ 12/6/2012 حيث بدأه بعبارة «عزيزي وصديقي العظيم»، وختمه المعزول بعبارة صديقكم الوفي محمد مرسي، وفق النسخة المصورة التي نشرتها صحيفة «ذا تايم أوف إسرائيل»، وأعادت نشرها بوابة الأهرام. ولن ننسى دعوتهم للرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر والحفاوة التي قابلوه بها تمهيداً لعودة علاقات استراتيجية، لأنهم يشكلون جناحي بعوضة واحدة من حيث الأهداف، وكل ما رافق فترة حكمهم القصيرة من استقواء لتنظيمات الإخوان في شمال المغرب العربي والعراق والأردن وسوريا واليمن، والتعاون الوثيق مع التنظيم في تركيا، كان الأمر يسير نحو كارثة وبمباركة ودعم غربي كامل، بدأت فصولها في العديد من بلداننا الغالية منذ ذاك الحين. ولكن الله ستر ووقع الإخوان وحكمهم وكل من يقف ورائهم في شر أعمالهم، حين لفظهم الشعب المصري لفظ النواة إلى مزبلة التاريخ، وقضي عليهم في مصر ومعظم العالم العربي، ولن تقوم لهم قائمة ربما لعقود طويلة قادمة. هذا السياق هو مقدمة وتذكير لما حدث ويحدث اليوم من مسارعة «القيادات» القطرية للارتماء في أحضان تركيا، وفي ذات الوقت إشهار علانية قنواة التواصل التي كانت مستترة مع إيران، وأصبحوا يجاهرون ويفاخرون بإقامة علاقات قوية معها، وهو الشيطان الكبير يسيرون إليه بكل حماقة. وها هي «القيادات» القطرية وبكل حماقة أيضاً وبكل عناد، تكرر نفس السيناريو وترتكب نفس الأخطاء التي وقعوا فيها مع إخوان مصر، ولكن بإصرار أحمق وعجيب!، ربما نعلم عذر إيران وأطماعها في الخليج، ولكن حماقة إخوان تركيا تبعث على الضحك والسخرية فهم يضربون عرض الحائط بكل مصالحهم التاريخية والإستراتيجية، سياسياً واقتصادياً بدول المنطقة ودول الخليج، وبكل رعونة سياسية، في مغامرة فاشلة وغير محسوبة ولكن يبدو أن الحماقة داء معدٍ، جمعتهم ولفتهم برداء واحد مُغّبَّرْ. الحمق كما يبدو مرض ليس له دواء، وهو ليس جهلاً يُعالج بالفكر والمطالعة والتنوير، أو بمدرس خصوصي قدير، كلا هو بل عاهةٌ وعَوَق، يصيب العقل ويؤدي لقصور في الفهم والإدراك، وهو ليس عيباً أو سُبَّة، ولكنه عَتَهٌ ليس منه شفاء، إلا من رَحِمَ ربي.. وشكراً. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©