الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم السعدي: «الراديو» كان نافذتنا على العالم

مريم السعدي: «الراديو» كان نافذتنا على العالم
29 مايو 2018 20:59
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تَعتبر مريم بديو خميس السعدي من حاميات التراث بالاتحاد النسائي العام، ذكريات رمضان في السابق من الأيام الجميلة التي ارتبطت في وجدانها بالبهجة والفرح والسعادة، حيث كان بالنسبة لها مناسبة دينية واجتماعية، وفرصة لزيادة التراحم والتكافل والمودة بين جميع الناس، ناهيك على أنه فرصة أيضاً للإبداع في المطبخ وتبادل الأطباق والتعارف، بحيث كان الجيران والأسر يزدادون قرباً من بعضهم بعضاً، فرمضان بالنسبة لها مساحة روحية واجتماعية. حسنات الماضي ومريم السعدي من مركز الصناعات التراثية والحرفية بالاتحاد النسائي العام في مهنة «سف الخوص» تقرأ القرآن خلال شهر رمضان، فقد تعودت ذلك منذ صغرها، إلى جانب أشغال البيت وصناعة التلي وطبخ جميع أنواع المأكولات الشعبية، من هريس وثريد ومكبوس ولقيمات وخبيصة وبلاليط وعرسية، وغيرها من الأصناف الشعبية التي كان إعدادها مهماً ضمن مائدة رمضان التي تعدها الفتاة والمرأة الإماراتية. ومن حسنات الزمن الأول تقول السعدي أن للراديو مكانة عظيمة في نفسها، حيث كان يشكل نافذتها على العالم، ولم يكن هناك صخب من البرامج ما يشتت ذهنها ويجعلها أحياناً تحجم عن متابعة أي برنامج تلفزيوني أو إذاعي. وتذكر أنها كانت تعتبر رمضان فرصة لاختبار مهاراتها في الطبخ، ورغم بساطة الحياة كان يشعرنا بالتلاحم والتراحم فأذكر أن الجارة إذا رزقت بمولود خلال هذا الشهر، فإن الجميع يسهر لخدمتها من إعداد الطعام ورعاية الحلال والأبناء، وتجهيز الحطب وسقي الماء، وقد عرفنا رمضان رحمة وبركة. الجار للجار وتوضح مريم السعدي أن البيوت كانت من سعف النخيل، والجار يحمي جاره ويشد أزره في حال هبوب العواصف والرياح، وكانت للجار أولوية كبرى في حياة الناس، كما كان البيت الواحد يضم العائلة بأكملها، الابن وزوجته وأولاده، يعيشون بمحبة وتعاون، ولا يجور أحدهم على الآخر، وكلمة الأب هي الكلمة العليا في البيت، بينما اليوم أصبح بعض الأولاد المتزوجين يرغبون في العيش بمفردهم والابتعاد عن بيت العائلة الكبيرة، وقد تقتصر الزيارات على بعض المناسبات، بينما تعتمد النساء على الخدم في تربية الأبناء، بعد أن كانت القيم تنقل عن طريق الجدة والجد، ويشكل الأعمام والعمات حماية وسنداً للأطفال، وكان هذا الأمر يزيد العوائل ارتباطاً وحباً لبعضها بعضاً. وعن حرفتها سف الخوص تقول إنها تعلمتها منذ كانت صغيرة، واتخذتها حرفة لتدر عليها دخلاً وتساهم في تحسين مستواها المعيشي، إلى جانب مشاركتها في المعارض ونقل تراثها للعالم، كما تعمل أيضاً على حفظ التراث من الضياع عبر صناعة العديد من المنتجات التراثية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©