انخفض سعر الخام الأميركي الخفيف أكثر من ثلاثة دولارات أمس لاستمرار ارتفاع الدولار وخاصة أمام اليورو الاوروبي وسط مخاوف من تراجع الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي·
وغلب الحذر المستثمرين بشأن مصير خطة لإنقاذ القطاع المالي تكلفتها 700 مليار دولار قبل تصويت مجلس النواب عليها بعد أن أقرها مجلس الشيوخ، كما تكررت تساؤلات حول إمكانية نجاحها في تفادي ركود اقتصادي عالمي·
وانخفض مزيج برنت أيضا ثلاثة دولارات، وفي الساعة 13:00 بتوقيت جرينتش انخفض سعر الخام الاميركي الخفيف لشهر نوفمبر المقبل في تعاملات نايمكس 2,56 دولار أي بنسبة 2,6 في المئة إلى 95,97 دولار للبرميل·
وبلغ أعلى مستوى للخام 100,37 دولار وأدنى مستوى 95,42 دولار للبرميل·
وفي لندن انخفض سعر مزيج برنت 2,61 دولار أي بنسبة 2,74 في المئة إلى 92,72 دولار للبرميل، وبلغ أعلى سعر لمزيج برنت ·97 3 دولار وأدنى سعر ·92 4 دولار للبرميل·
كما واصلت أسعار سلة خامات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تراجعها خلال تعاملات أمس الاول، وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة في فيينا أمس أن سعر البرميل الخام (159 لترا) سجل أمس الاربعاء 99ر89 دولار بتراجع مقداره 33 سنتا عن أمس الأول، ويشكل النفط من إنتاج دول أوبك نحو 40% من إجمالي إمدادات النفط في الأسواق العالمية·
وقال إدوارد ماير من مؤسسة ام·اف جلوبال للسمسرة: ''توقعوا أن يحذوا النفط حذو أسواق الاسهم صعودا لبعض الوقت· لكننا نتوقع أن ينفصل مسار الاثنين في نهاية الأمر''، وأضاف قائلاً: ''نعتقد أن النفط بمفرده لن يحقق أداءً طيباً مثل أسواق الأسهم وسيكون في وضع ضعيف بشكل خاص مع اقتراب الربع الأخير من العام·· لن نندهش إذا ما رأينا خام غرب تكساس الوسيط (الخام الاميركي) يتحرك في نطاق بين 75 و 80 دولارا للبرميل بنهاية العام''·
وقد هبطت أسعار النفط من مستوياتها القياسية فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو الماضي وسط بوادر على تباطؤ الطلب على النفط في الاقتصادات الصناعية·
وفي سياق متصل قال بنك الاستثمار ميريل لينش في مذكرة بحثية وزعها على عملائه واطلعت عليها رويترز أمس: إنه خفض توقعاته لسعر خام غرب تكساس الوسيط الاميركي ومزيج برنت إلى 90 دولارا للبرميل من 107 دولارات·
وقالت المذكرة: ''نتيجة للتباطؤ الاقتصادي المستمر فإننا سنخفض تقديراتنا لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2009 إلى 400 ألف برميل يوميا كما سنخفض توقعاتنا لمتوسط أسعار خام غرب تكساس الوسيط ومزيج برنت في 2009 إلى 90 دولارا للبرميل من 107 دولارات''·
إلى ذلك قالت إدارة معلومات الطاقة الاميركية مساء أمس الأول: إن المخزونات التجارية من النفط الخام في أميركا زادت بمقدار 4,3 مليون برميل إلى 294,5 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 26 سبتمبر الماضي متجاوزة توقعات المحللين التي كانت تشير الى زيادة قدرها 2,4 مليون برميل·
وسجلت مخزونات البنزين زيادة بلغت 900 ألف برميل إلى 179,6 مليون برميل الاسبوع الماضي في حين كان المحللون قد توقعوا إنخفاضا قدره 1,6 مليون برميل·
وقال محللون إن بيانات إدارة معلومات الطاقة تظهر العلامات الاولى على تعافي صناعة النفط في منطقة ساحل الخليج الاميركي بعد الاعصار آيك وهذا من شأنه أن يضع مزيدا من الضغوط النزولية على الأسواق·
ويراقب المتعاملون عن كثب التعافي البطيء للبنية التحتية النفطية الاميركية بعد أن ضرب الاعصار آيك خليج المكسيك الغني بالنفط·
ورغم مخاوف الطلب تواصل كميات إضافية من النفط التدفق على الأسواق مما قد يشكل ضغطاً إضافياً على الأسعار، حيث أظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أمس أن انتاج النفط الروسي سجل ارتفاعا متواضعا في سبتمبر الماضي لكنه ظل منخفضاً عما كان عليه قبل عام بينما ارتفعت الصادرات بعد هبوطها في الشهر السابق·
وأوضحت البيانات أن انتاج النفط في سبتمبر بلغ 9,83 مليون برميل يوميا (40,248 مليون طن) ليسجل أعلى مستوى له هذا العام بالمقارنة مع 9,82 مليون برميل في اليوم في شهر أغسطس الماضي الذي كان أطول يوما واحدا من شهر سبتمبر·
وكان انتاج النفط الروسي تأرجح بين الانخفاض والركود في النصف الاول ثم بدأ يرتفع قليلا في الشهور القليلة الماضية مما أثار الآمال أن تتفادى الحكومة تسجيل أول تراجع سنوي في الانتاج منذ عشر سنوات·
وارتفع انتاج النفط في روسيا ثاني أكبر دول العالم تصديرا للنفط بنسبة 2,3 في المئة العام الماضي وبسرعة أكبر كثيرا في السنوات السابقة من العقد الحالي·
وانخفض الانتاج في سبتمبر 0,4 في المئة عن الفترة المقابلة من العام الماضي· وأظهرت البيانات ايضا أن الصادرات عن طريق شركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط الانابيب ارتفعت إلى 4,13 مليون برميل في اليوم في سبتمبر الماضي من 3,96 مليون برميل يوميا في أغسطس الذي تراجعت فيه الصادرات لأقل مستوى منذ أواخر عام 2004 بسبب ارتفاع رسوم التصدير·
عدد اليوم
