الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإخوان» والتخبط السياسي

«الإخوان» والتخبط السياسي
26 ابريل 2013 19:19
«الإخوان» والتخبط السياسي استنتج د. عبدالله جمعة الحاج أن «الإخوان المسلمون» الذين وصلوا إلى السلطة مؤخراً في بعض دول الثورات العربية، يحاولون تصوير الأمر بأن الدول المعنية أصبحت مسيطراً عليها من قبل نظم حاكمة تمسك بزمام الأمور جيداً، وبأن الجماهير أصبحت عاكساً لتلك النظم الجديدة. لكن ذلك القول شبيه بأن تمثيلاً سياسياً خاطئاً تم إحلاله من قبل تمثيل سياسي خاطئ آخر، فالدول المعنية، خاصة مصر وتونس، أصبحت غارقة في فوضى سياسية واقتصادية واجتماعية لا تعلم نهايتها المحتومة بعد. وهنا يمكن طرح تساؤل: هل أن ردة الفعل على الفوضى التي تتفاعل أحداثها حالياً تصطبغ بحساسية إيجابية تمكن في خضمها "الإخوان المسلمون" من استغلال الأوضاع لكي يدفعوا بأجندتهم السياسية إلى الأمام؟ هذا السؤال محير تتطلب الإجابة عليه دراسة مستفيضة قبل الجزم بالقول إنه لا يعكس المنظومة المعقدة من العناصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تصقل ردود الأفعال المختلفة للشعوب العربية والدول التي تعيش فيها. الشعارات الأصولية يرى د. حسن حنفي أنه لما كان للدولة المصرية الحديثة خصمان: الحركة الإسلاموية والحركة العلمانية، ليبرالية أو اشتراكية أو ماركسية، فقد اعتمدت على ضرب الفريقين بعضهما ببعض لنفي أحدهما بالآخر، والاعتماد مرة على كل فريق لتصفية الفريق الآخر حتى يبقى الحكم للدولة، بعد إضعاف الجناحين الرئيسيين في المعارضة. فقد اعتمد الحكم في مصر في السبعينيات على الجماعات الإسلاموية، سلحها وشجعها من أجل تطهير الجامعات المصرية من الاشتراكيين والتقدميين الممثلين في "نادي الفكر الناصري". وتم لها ما أرادت. ثم بدأت الدولة تسير أكثر مما يجب في التحالف مع الاستعمار والاعتراف بالصهيونية. فانقلبت عليها الجماعات الإسلاموية. واغتالت رمز الدولة في 1981. وفي أواخر الثمانينيات، عندما اشتدت وطأة الجماعات بدأت الدولة في الانفتاح على بعض كتاب اليسار العلماني من أجل مصلحة مشتركة وهو الوقوف أمام الجماعات الإسلاموية، باعتبارها خطراً مشتركاً يهدد الجميع. فهي العدو الذي يعمل ضد مصلحة الوطن! والآن، الدولة في تقهقر، وتتحسر الدولة على الديمقراطية وهي أول من يقضي عليها. وتندد باستعمال العنف من الخصوم وهي أول من يستعمله. والمثقفون يسيرون مع الدولة طمعاً في منصب. وهم أول الضحايا بعد أن تلفظهم الدولة إذا ما تغيرت موازين القوى، وأعادت الحساب، من أين يأتي الخطر. والكل حريص على السلطة، من بيده السلطة يضحي بالوطن والمواطنين في سبيلها كما تفعل الدولة، ومن هو خارج السلطة وينازع الدولة سلطانها لأنه يرى نفسه أحق منها بها، ومن يخدم الفريقين، الدولة أو خصومها من جماهير المثقفين لعلهم يحصلون على شيء من السلطة، في العاجل من الدولة أو في الآجل من خصومها. مسألة باكستان لا مسألة مشرّف يقول حازم صاغيّة: ما حصل مع الرئيس الباكستانيّ السابق برويز مشرّف أصبح معروفاً جيّداً: الرجل حزم أخيراً حقائبه عائداً من منفاه، من أجل أن يقود حزبه "العصبة الإسلاميّة لعموم باكستان" إلى الانتخابات العامة المقررة في الشهر المقبل. لكنّ برويز ما لبث أن اعتقل بُعيد وصوله بحجة أنه في الفصل الأخير من عهده، وفي 2007 تحديداً، أعلن حالة الطوارئ كما وضع القضاة، بمن فيهم كبيرهم محمّد افتخار شودري، في الإقامة الجبرية لستة أشهر. وهكذا قُبض على مشرّف عقاباً على عمل يرقى إلى إرهاب، بحسب التأويل الرسميّ المعتمد في باكستان. صحيح أنّ الرئيس السابق اعتبر أن الحافز الفعلي لاعتقاله سياسيّ وليس قانونياً، لكنْ في الحالتين يبقى أنّ باكستان تشهد اليوم، وللمرّة الأولى في تاريخها، إيداع قائد عسكري كبير في زنزانة السجن. فهل راهن برويز على أن موقعه التقليدي في المؤسّسة العسكريّة يضمن له عودته واستئنافه العمل السياسي، لكي تبيّن بعد ذاك أن الجيش الباكستاني لم يعد قادراً على حماية قائده السابق وعلى ضمان عودته؟ على العموم تلقي محنة مشرّف، الشخصية والسياسية، الضوء على محنة أكبر تطال باكستان واحتمالات تطوّرها المتاحة راهناً. فهذا البلد الذي انبثق في 1947 لم يتمكن، حتى يومنا هذا، من أن يستقرّ على وضع سياسي ديموقراطي كالذي استقرّت عليه الهند. ذاك أن الأخيرة، وعلى رغم تناقضاتها الدينية والطائفية والقومية الضخمة، بل على رغم مقتل معظم قادتها التاريخيّين وخوضها عدداً من الحروب مع باكستان والصين، نجحت في الحفاظ على حياتها البرلمانية بوصفها القناة الأولى لامتصاص نزاعاتها. لكنْ يجوز القول في المقابل، إنّ معظم التاريخ الباكستانيّ الحديث هو مراوحة وتقلب بين استبداد الأنظمة العسكرية وبين فساد الطبقة السياسية ورموزها. الهند... ومعضلة العدالة البطيئة حسب د.ذِكْرُ الرحمن، خسر الممثل السينمائي الهندي المشهور "سانجاي دات" استئنافاً في المحكمة العليا الهندية هذا الشهر في قضية تتعلق بالتفجيرات، التي وقعت في مومباي في 1993 عقب هدم مسجد بابري. وهي قضية كان الممثل قد اتُّهم فيها بالحصول على أسلحة، ومن ذلك بندقية كلاشينكوف "إيه. كي. 47"، من الرجال الذين أدينوا في تفجيرات 1993 التي قُتل فيها 257 شخصاً. وكان النجم السينمائي، الذي أمضى 18 شهراً في السجن في ذلك الوقت، مُنح كفالة من قبل المحكمة في انتظار محاكمته. والآن، سيتعين عليه قضاء ثلاث سنوات أخرى ونصف السنة في السجن بتهمة حيازة أسلحة بشكل غير قانوني قبل أكثر من عشرين عاماً. لكن خلال عقدين من الزمان، لم يحقق "سانجاي دات" مشواراً فنياً ناجحاً فحسب، من خلال أفلام ناجحة في السينما الهندية، ولكنه تزوج ورزق طفلين أيضاً. والممثل، الذي كان الوجه الأبرز من بين 100 شخص يحاكَمون على خلفية قضية تفجيرات مومباي، لديه أربعة مشاريع أفلام يشتغل عليها حالياً، وكان يخطط للعب دور البطولة في فيلم كبير آخر لسلسلة "مونا بهاي"، وهو فيلم ذو شعبية واسعة جداً. ويُعتبر قرار المحكمة الهندية صادماً بالخصوص، لأن الرجل الذي كفَّر عن ذنبه وغيَّر مجرى حياته عليه أن يذهب للسجن الآن لأكثر من ثلاث سنوات. وخلال المحاكمة الطويلة التي دامت 20 عاماً، بُرئ الممثل في 2007 من تهمة التآمر لمهاجمة مومباي، ولكنه وُجد مذنباً بحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية. ورغم أنه بندقية الكلاشنيكوف، لم يعثر لها على أثر لأنها دُمرت وألقيت في البحر من قبل أصدقائه، إلا أن "سانجاي دات" اعترف بشكل طوعي بأنه اشترى البندقية لحماية نفسه وعائلته خلال الاشتباكات الطائفية في مومباي في وقت كانت تروج فيه إشاعات قوية بأن منزله سيُستهدف لأن والدته مسلمة. صحيح أن الممثل ينبغي أن يدفع ثمن جريمته، إلا أن الصحيح أيضاً أن تأخير العدالة هو إنكار لها. أفريقيا... بوادر طفرة اقتصادية أشار "لي روي شيتي" إلى أنه من المحتمل أن يصل النمو الاقتصادي في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء إلى أكثر من 5 في المئة كمتوسط بين 2013 و2015 نتيجة لارتفاع أسعار السلع والإنفاق الاستهلاكي القوي في القارة، وهو ما يضمن بقاء المنطقة من بين أسرع المناطق نمواً في العالم. فقد نما نحو ربع بلدان القارة الأفريقية بـ7 في المئة أو أكثر في 2012؛ كما أن عدداً من البلدان – مثل سيراليون، والنيجر، وساحل العاج، وليبيريا، وإثيوبيا، وبوركينا فاسو، ورواندا- باتت تعد من بين الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم. وتشير المؤشرات إلى أن آفاق النمو على المدى المتوسط ستظل قوية وستستفيد من اقتصاد عالمي آخذ في التحسن تدريجياً، وارتفاع مستمر في أسعار السلع والمواد الأساسية، وزيادة في الاستثمارات في البنى التحتية الإقليمية، والتجارة، ونمو الشركات. لكن الحاجة إلى تقدم أسرع في مجالات، مثل الكهرباء والغذاء في مناطق هشة من الساحل والقرن الأفريقي، وإلى زيادة مهمة في الطاقة والنشاط الزراعي، تزداد بشكل كبير من أجل تحسين جودة الحياة بالنسبة للأفارقة عبر القارة وتقليص الفقر بشكل واضح. وعلى سبيل المثال، فإنه من دون تركيز إضافي على الكهرباء وتوسيع النشاط الزراعي وتحسينه، فإن مستقبل أفريقيا التنموي لا يمكن أن يزدهر بالوتيرة اللازمة والمعدل المطلوب لمعالجة مستويات الفقر والتفاوت، التي مازالت مرتفعة في القارة. ولذلك، يتعين مواصلة الضغط على الحكومات الأفريقية من أجل تحسين قدرات بلدانها الخاصة، وذلك حتى يستطيع مواطنوها قياس تقدم تنميتهم ومراقبته على نحو أفضل، وتحليل أسباب نجاحهم وفشلهم، خاصة في البلدان الغنية بالموارد والدول الهشة. كيري أمام «حائط الشهرة»! يقول آرون ديفيد ميلر إن جورج مارشال، دين آتشيسون، هينري كيسنجر، جيمس بيكر... هذه أسماء قد يجدها المرء منقوشة على «حائط الشهرة» داخل مقر وزارة الخارجية الأميركية، إذا كان ثمة شيء من هذا القبيل موجوداً. لكن «حجز» مكان على مثل هذا الحائط يتوقف على النجاح في التفاوض حول اتفاقية مهمة جداً، أو نزع فتيل أزمة كبيرة، أو التأسيس لعقيدة ناجحة، أو صياغة استراتيجية للسلام، أو الحرب تضعك في قلب السياسة الخارجية الأميركية. والواقع أن هيلاري كلينتون لم تصل إلى هناك، لكن جون كيري قد يصل. هذا ليس انتقاصاً أو تقليلاً من شأن قدرات كلينتون أو سجلها، ولا هو تفاؤل مفرط بشأن ما قد ينجزه كيري كوزير للخارجية، لكنه اعتراف بأن 90 في المئة من النجاح في الحياة لا يعني الوصول فحسب وإنما الوصول في الوقت المناسب. وبوصوله إلى وزارة الخارجية الأميركية خلال ولاية أوباما الثانية، فإن كيري قد يكون فعل ذلك بالضبط. فحاجة الرئيس لتفويض مزيد من ملفاته العالمية فيما هو يركز على القضايا الداخلية؛ ومجرد كمية وحجم المشاكل التي تنبغي إدارتها، وحقيقة أن كيري -خلافاً لكلينتون- تقلد المنصب في نهاية مشواره السياسي، أي في الوقت الذي يملك فيه ترف الإقدام على مجازفات أكبر... كلها عوامل تتضافر لتمنح كيري فرصة للتألق لم تحظ بها كلينتون أبداً. Arab Idol ...والممانعة الحقيقية يرى غازي العريضي أنه رغم تعقيدات الوضع السياسي اللبناني الداخلي، وتداعيات الأحداث السورية عليه، وانغماس فريق لبناني فيها ودعوات من فريق آخر للجهاد على الأرض السورية رداً على الفريق الأول. ورغم التحذيرات من تمدّد النار السورية إلى أكثر من دولة، والألم الكبير من التفجيرات المرعبة في العراق، والشعور بالانزلاق تدريجياً نحو الفتنة السُنية - الشيعية، ورغم التجاهل شبه التام لما يجري في فلسطين من توسع إسرائيلي وقضم أراض وبناء مستوطنات، ورغم كل ذلك تابعت باهتمام برنامج Arab Idol في حلقته الأخيرة. وتوقفت عند الذين تم اختيارهم من الجمهور ومن لجنة التحكيم لينتقلوا إلى مرحلة جديدة من المنافسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©