الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفلاج حتا.. شريان حياة يروي عطش المزارع

أفلاج حتا.. شريان حياة يروي عطش المزارع
26 ابريل 2013 23:24
توجد في حتا أفلاج غامضة وغريبة وتقع في منطقة مقفرة، ويكمن الغموض في أن كل فلج يختفي تحت بئر، فإذا مر الناس لا يرون إلا فوهة آبار، لكن عند النزول للبئر يجد الشخص في نهايته تحت الأرض أفلاجا، يستطيع أن يسير فيها وهو واقف، وبالطبع البئر والأفلاج جافان، ولأن قرية حتا تقع بين جبلين، فقد سميت أيضاً بالحجرين نسبة لهما. وكانت منطقة حتا أكثر اخضراراً من وقتها الحالي نظراً لكثرة تعرضها للأمطار وامتلا الأفلاج بالمياه العذبة، حيث اعتمد الناس على الأفلاج في الشرب والزراعة وفي الاستخدامات المعيشية، لكن في الآونة الأخيرة عانت حتا الجفاف، ولذلك ينتظرون الغيث بفارغ الصبر، كما ينتظر الناس العيد في هذا الوقت من السنة، ولحل تلك المشكلة وهي نقص المياه. أحواض الشريعة لأن الأفلاج والشريعة في حتا من المكتسبات التراثية والموروث الشعبي والتاريخي، أوصلت هيئة كهرباء ومياه دبي، المياه إلى الأحواض التي تغذي الأفلاج في حتا، ليعود ري المزارع التراثية بها، حيث أوضح أحد أبناء عبدالله بن سلطان بن ساعد البدواوي، أنه تم ضخ المياه إلى أحواض الشريعة والحيل وجيما وليم وسهيلة، لتغذي هذه الأحواض الأفلاج، وتروي بدورها المزارع التراثية، التي كانت تعتمد في الماضي على مياه الأفلاج في الري، وقد ارتفعت كميات المياه التي تغذي حتا بعد تنفيذ المشروع، فبلغت 4،3 مليون جالون يومياً، بعد أن كانت 4،2 مليون جالون، مشيراً إلى أن الفرق المتخصصة في الهيئة عملت على مدار الساعة لإنجاز هذا المشروع الحيوي، الذي يستفيد منه العديد من المواطنين في المنطقة لري مزارعهم، فتم إنجاز المشروع في وقت قياسي، نظراً لتوافر البنية التحتية الأساسية المتطورة التي شيدتها الهيئة، من خلال تمديد خط نقل مياه إلى حتا بقطر 1200 ملم، وإنشاء محطات ضخ وخزان بسعة 5 ملايين جالون، بتكلفة بلغت نحو 340 مليون درهم. وقال جمعة بن حمد الصلف الكعبي، إن هذا الوريد المائي بدأ في خدمة مزارعي النخيل، وأعاد جداول الماء وكأنها شرايين في الأفلاج لتروي عطش المزارع، وقد كانت ميتة، ولكن بهذه الخطة أعطى الحياة لمزارع كانت مهددة بالجفاف وبموت الأرض، كما أعاد للأهالي ذكريات لا تنسى بعودة هذا المشهد الخاص بأهالي منطقة حتا، حين كانوا يتجمعون مع القوافل بقرب الشريعة، وهي الحوض الذي يصب فيه الفلج، وقد كان مرتعاً جميلاً للتحادث وصنع القهوة وتناولها بقرب الماء. زراعة الغلة وتابع: قديماً عاش أهالي حتا على زراعة الغلة خاصة الذرة والشعير، وكان البعض ينتج التمر ليتم بيعه للسكان في حتا، وبالنسبة للحرف اليدوية فقد اشتهر أهل المنطقة باستغلال سعف النخيل، حيث كان الرجال والنساء أيضاً ينتجون مختلف احتياجاتهم من الأدوات للحياة اليومية من السعف، كما اشتهر بعضهم بتربية الأغنام والمواشي للاستفادة من المنتجات المصنوعة من الألبان، مثل البن والسمن والإقط والكامي واللبن الرائب كما يستفاد من أصواف الغنم، لكن كل تلك الصور لم تكن تتم بشكل مريح كما أصبحت عليه بعد قيام دولة الإمارات، لأن كل الصناعات والمنتجات والزراعة كانت تنجز يدوياً دون آلات كهربائية أو إلكترونية، ولذلك كانت حياة الأهالي شاقة من تلك النواحي، لكن كانت تتصف بالهدوء وراحة البال، خاصة أن المنطقة تنام بعد أداء صلاة العشاء بقليل في الزمن الماضي، وفي النهاية كان الماء ولا يزال هو الذي جعل لكل شيء شيئا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©