الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسنان المتكسرة تفضح الفاست فود

الأسنان المتكسرة تفضح الفاست فود
3 أكتوبر 2008 00:05
آلات الحفر المزعجة، الأصوات العالية المخيفة، الآلام الصعبة التي لا تحتمل هذه هي صورة عيادة الأسنان في أذهان كل الناس تقريبا، وهنا تكمن المشكلة· أسناننا مظلومة معنا، الخوف من فحصها وعلاجها يجعلنا نهملها حتى تصل إلى نقطة اللا عودة وبالتحديد عندما يصبح الخلع هو الحل· هل مازالت آلات الحفر تعمل في عيادات الأسنان، هل ما يزال صوتها مزعجا مخيفا، هل لا تزال الآلام مستمرة؟، وإذا كان الأمر كذلك، كيف نحمي أسناننا من طبيب الأسنان أو من التوجه إليه، ولماذا لم نعد قادرين على المحافظة على أسناننا سليمة قوية، لماذا أصبحت تتكسر وتتآكل ويتغير لونها ويصيبها الضعف والوهن في مراحل مبكرة من العمر؟· تساؤلات عديدة طرحناها على الدكتور عادل صلاح الدين، أخصائي طب وجراحة الفم والأسنان في أبوظبي، والذي أكد في بداية حديثه أن الصورة في عيادة الأسنان اختلفت تماما والمعالجات المؤلمة المخيفة أصبحت جزءا من الماضي· ونبدأ بمتاعب الأسنان، يقول الدكتور عادل: الأسنان، مثل أي عضو في الجسم، تتأثر بالتقدم في العمر وبكل عوامل اعتلال الصحة، وهي تتأثر بصحة الجسم وتؤثر فيها، بل إن الكثير من أمراض الأسنان تسبب مشاكل صحية عضوية أخرى، العكس صحيح، وبرغم ذلك نستطيع أن نحمي أسناننا وأن نحتفظ بها قوية سليمة حتى مراحل متقدمة جدا من العمر، والطريق إلى ذلك هو الوقاية، والحقيقة المهمة هي أن معظم متاعب الأسنان يمكن الوقاية منها بإتباع نمط حياة صحي· العلماء تمكنوا من التعرف على الأمراض والعوامل الرئيسية التي تضر بالأسنان وفي مقدمتها البكتريا الضارة باللثة والالتهابات المتكررة، والعامل الأخر المهم هو العامل الوراثي، فقد تمكن العلم حديثا عن طريق فحوصات الحمض النووي ''دي إن إيه'' من تحديد عوامل وراثية تؤثر على صحة الأسنان وسلامتها وهو ما يعني إمكانية اكتشاف بعض الأمراض السنية عند بعض العائلات قبل ظهور أعراضها ما يسمح باتخاذ التدابير العلاجية والوقائية المناسبة مبكرا· بداية المتاعب الحقيقة المؤكدة هي أن الغذاء عامل شديد الأهمية في حماية الأسنان والمحافظة على صحتها، وللأسف فإن السلوك الغذائي السائد في العديد من دول العالم يسيئ إلى الأسنان ويهدد سلامتها، ويأتي على قمة أخطاء السلوك الغذائي الاعتماد على ما يعرف بالوجبات السريعة أو الفاست فود· في رأي العلم ـ والكلام لا يزال للدكتور عادل ـ أنه حتى لو استعمل الإنسان فرشاة الأسنان ثلاث مرات يوميا كما يجب، فإن تأثير هذا السلوك الصحي يتلاشي عند تناول وجبات سريعة سواء على شكل حلوى أو الوجبات السريعة التقليدية بين الوجبات التي نغسل بعدها أسناننا، لان هذه النوعية من الأطعمة تساعد على جعل البيئة المحيطة بالأسنان حمضية، وهذه البيئة الحمضية من ألد أعداء الأسنان وسبب معظم متاعبها· الغريب أن صحة الأسنان لم تستفد كثيرا من التطور الهائل الذي حدث في الحياة المعاصرة، زمان كانت الناس لا تأكل كثيرا وفي نفس الوقت لا تعتني بالأسنان، اليوم الناس تعتني بالأسنان ولكن تأكل كثيرا، والنتيجة واحدة في الحالتين، نحن الآن لا نكاد نتوقف عن تناول الطعام، الحلوى والمكسرات والتسالي والوجبات السريعة إلى جانب الوجبات الأساسية تجعل الفم بيئة مناسبة لتآكل الأسنان ونمو البكتريا والكثير من المتاعب الأخرى· صورة مختلفة وكما أشارنا من قبل فإن الصورة تغيرت تماما في عيادات الأسنان، زمان كان الطبيب يعد مريضه بمعالجة غير مؤلمة ولكنه لا يستطيع في الغالب أن يفي بوعده، الآن يستطيع ذلك بكل ثقة بسبب الكثير من التطورات المهمة في المعالجة السنية، والتطور الأول والأكثر أهمية هو التخدير، تطورت عقاقير وأساليب التخدير بحيث تضمن معالجة غير مؤلمة نهائيا، وحتى حقنة المخدر التي كان ينزعج الكثيرون منها رغم أنها تعطي بإبرة رفيعة جدا ولا تكاد تسبب ألما ملحوظا، تم التغلب على هذه المخاوف عن طريق تدليك اللثة باستخدام هلام أو جل مخدر بحيث لا يشعر المريض بشكة الإبرة· ولأن كل محاولات الطمأنة لا تجدي عند بعض المرضى خصوصا هؤلاء الذين يعانون مما يمكن أن نطلق عليه ''فوبيا'' أو رهاب عيادة الأسنان أو الخوف المرضي من زيارة طبيب الأسنان يلجأ الطبيب إلى إعطاء قرص مهدئ يجعل المريض يشعر بالهدوء والراحة الكاملة أثناء المعالجة، وفي بعض الحالات نعطي الدواء المهدئ قبل المعالجة بيوم وقبل ساعة من التوجه إلى العيادة، وهذا أحدث تحولا جذريا في العلاقة بين المرضى وطبيب الأسنان· بريق الماس التطور المهم الثاني في مجال المعالجة السنية هو تطور الحشوات، في السابق كانت مادة الحشو الوحيدة المعروفة هي مادة الأميلجم، وهي مادة يتصدر الزئبق مكوناتها، ولكي نثبت هذه الحشوة الزئبقية كنا نتوسع في الحفر حول التسوس ونملأ الفجوة بالحشوة التي تتميز بالقابلية للتمدد فتثبت دخل التجويف، ولكن لان مادة الزئبق شديدة السمية ونظرا لاحتمال تآكل جزء من الحشوة ووصوله إلى داخل الجسم عبر الجهاز الهضمي، ورغم ندرة ذلك، إلا أن مجرد الاحتمال النظري دفع جهود البحث عن بدائل أخرى لحشوات أكثر آمانا وأيضا أكثر جمالا، فظهرت حشوات الكمبوزيت التي يتم تثبيتها باللصق، وهو عبارة عن مادة على شكل مسحوق يتحول إلى سائل وباستخدام أشعة خاصة يتم لصقه في السن· الآن يوجد تطور أكثر أهمية وهو السيراميك السائل الذي يمكن وضعه في فجوة السن في حالات التسوس الكبير وهذا يغني عن استعمال التيجان·· فحشوة السيراميك السائل يمكن أن تحافظ على السن بمعدل عشر سنوات تقريبا أو أكثر من ذلك·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©