من المستفيد من الزواج، الرجل أم المرأة ؟··· الإجابة على هذا السؤال لا تحتمل الشعارات الرنانة والتعبيرات الفضفاضة، المطلوب فائز واحد، والأهم من ذلك علينا ألا نتصور أن السؤال سهل والإجابة ميسورة والنجاح مضمون، وعلينا قبل وبعد كل ذلك ألا نستهين بالسؤال أو نعتبره نوعا من العبث الذي لا يهدف إلى ما هو أكثر من التسلية واستهلاك الوقت، الأمر أهم وأخطر من ذلك بكثير، فالسؤال كان محور دراسات وأبحاث علمية·
الحكاية بدأت قبل أكثر من ثلاثة عقود، عندما خرجت علينا عالمة الاجتماع الشهيرة جيسي برنار، برأي مؤداه أن الرجل وحده هو المستفيد من الزواج، فالزواج بالنسبة للرجل دلع وانبساط، وبالنسبة للمرأة هموم ومتاعب، والطريف أن هذه المقولة تحولت إلى أحد الثوابت الطبية، والأكثر طرافة أن معظم الأبحاث التي تناولت تأثير الزواج على الحالة النفسية والعضوية كانت تدور في فلك هذه المقولة وتؤكدها، مثلا، دراسة تؤكد ارتفاع معدلات الانتحار بين الرجال غير المتزوجين مقارنة بمن يستمتعون بعسل الزواج، ولا تخبرنا عن الموقف الانتحاري للنساء غير المتزوجات، وأخرى تؤكد ارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية بين الذكور غير المتزوجين، ودراسة ثالثة تؤكد أن الزواج يقي الذكور من أزمات القلب ونوباته القاتلة دون أن توضح موقف قلوب الجنس الناعم·
وبما أن دوام الحال محال، فقد اهتزت نظرية جيسي على يد عالم أسترالي شجاع، عبر دراسة أثبتت أن عسل الزواج يوزع مناصفة بين الرجل والمرأة، وأن النكد الزوجي مسؤولية مشتركة·
الدراسة التي أجراها ديفيد دي فوس أستاذ الطب النفسي بجامعة لاتروب في ملبورن بأستراليا أظهرت أن ربع الرجال والنساء من غير المتزوجين يعيشون حياة بائسة، وأن المتزوجات اللائي أنجبن أطفالا أقل إصابة بمشاكل الصحة الذهنية، وأن المتزوجات أكثر سعادة من غير المتزوجات، فالقسمة عادلة وشهد الزواج يكفي الجميع·
أبو أمنية
alhefnawi@yahoo.com
عدد اليوم
