الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نشأة متحف اللوفر» يعزز الحراك الثقافي في أبوظبي

«نشأة متحف اللوفر» يعزز الحراك الثقافي في أبوظبي
26 ابريل 2013 22:12
نسرين درزي (أبوظبي) - من جديد تضيء منارة السعديات بفعالياتها على أحد أهم الأحداث الثقافية في البلاد، وهذه المرة مع معرض «نشأة متحف»، الذي يكشف للمرة الأولى عن مجموعة من مقتنيات «اللوفر - أبوظبي» الدائمة. ويعرض لـ «المفهوم السردي» الذي سيكون عليه المتحف عند افتتاحه عام 2015، عبر 130 عملاً فنياً، تقدم فكرة موجزة عن هذا المعلم المحفز للحركة الثقافية في البلاد. الإبهار الهندسي لـ «متحف اللوفر - أبوظبي» يطغى بلا أدنى شك على أي تفصيل آخر فيه، مع أن عناصره الجمالية من الداخل لا تقل قيمة وإنما تكمل المشهد الإبداعي المنتظر، وهذا ما اتضح من خلال جولة استطلاعية على جمهور المعرض المستمر حتى يوليو المقبل. والذي يتردد على منارة السعديات هذه الأيام، بهدف الاطلاع على الحدث الأبرز فيها «نشأة متحف». والتعرف إلى الملامح المشتركة للتجربة الإنسانية الموغلة في أعماق التاريخ والخارجة عن حدود الجغرافيا. عالم المقتنيات وتتحدث الفرنسية كاترين بابولان التي كانت تتأمل إحدى اللوحات المرسومة على الحرير من الحضارة اليابانية أواخر القرن 17، عن اهتمامها بالمجيء باستمرار إلى منارة السعديات، وتقول إنها من عشاق القطع الأثرية ولاسيما تلك التي توثق لأحداث معينة قد لا يكون من السهل تكرارها في عصرنا الحالي، وتذكر أنها منبهرة بفكرة المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، والتي تجمع ما بين أهم المتاحف المتخصصة على مستوى العالم. وتعتبر أن «اللوفر - أبوظبي» بحسب ما قرأت عنه في الصحف سيشكل حالة استثنائية في عالم المقتنيات. وهذا ما تأكدت منه عند اطلاعها على هامش المعرض المقام في المنارة، من خلال السرد المعلوماتي لأهم الأرقام والحقائق التي سيقوم عليها المتحف، وأكثر ما لفتها تقسيم المعروضات بشكل فني تتداخل عنده الأحداث، بحسب العناصر الفنية ذات العنوان نفسه. وتقول السويسرية بولا هارت، إنها بحكم عملها في مجال الفنون التشكيلية، تهوى متابعة المعارض على أشكالها، وأكثر من ذلك فهي أينما سافرت تحرص على زيارة المتاحف التي تعتبرها تلخص القيمة المعنوية لأي مكان. وهذا ما ينطبق على رأيها بـ «نشأة متحف» الذي يقدم نفسه على خلفية «اللوفر - أبوظبي». وتتحدث عن زوايا كثيرة لافتة في صالة العرض، ومنها القطع الأثرية من دول عدة، مثل مصر، وتركيا، واليونان، ومالي. وترى أن عشاق التحف الفنية لا شك سيجدون في «نشأة متحف» ما يشبع رغبتهم في استكشاف المزيد من ألوان الحضارات التي تركت بصماتها في الثقافة الإنسانية لأجيال مضت ولم يمض أثرها، إذ إن الأعمال الجيدة على اختلافها، سواء فنية أو مجرد قطع للاستعمال متقنة الصنع والابتكار، لا بد وأن تتحول مع الوقت إلى نماذج قيمة تحفظ للتاريخ وتتوارثها المجتمعات. حضارات ويذكر الفرنسي آلان دوبو، أن ما شاهده من معروضات فريدة في «نشأة متحف» يدل على القيمة الحقيقية لما ستكون عليه المقتنيات عند افتتاح «متحف اللوفر». ويقول: إن جودة الأعمال واستثنائيتها من ناحية المعنى والتأريخ الحقيقي، هما الكفيلان في جعل أي معلم أثري غاية في الأهمية وواجهة لاستقطاب متذوقي خيوط الثقافة على أنواعها. ويعتبر أن هذا الحدث المهم في تاريخ أبوظبي ليس جديداً على هذه الإمارة الماضية منذ أعوام في رصد أهم الإنجازات المعمارية والمرافق الحيوية التي من شأنها أن تؤسس إلى منارة معنوية يتفاخر بها العالم. وهو ينوي اصطحاب ولديه إلى المعرض خصوصاً أنهما في المرحلة الثانوية وبحسب المنهج التعليمي يحتاجان إلى مثل هذه المعلومات في بعض الأبحاث الأكاديمية. الأمر نفسه بالنسبة للهولندي ريتشار آغري الذي يذكر أن أكثر ما يعجبه في الفعاليات التي تطلقها منارة السعديات، أنها لا تغفل فئة الطلبة، بحيث يتم تخصيص جزئية تتناسب مع مختلف الأعمار، كالأنشطة الفنية والترفيهية المصاحبة، والتي من شأنها أن تشجع الجيل الجديد على استكشاف الثقافة من منظور آخر. ويقول إنه اطلع على برنامج العروض للكبار والصغار، وينوي المشاركة في الورش الإبداعية التي تضيء على مراحل تشكيل «اللوفر - أبوظبي». أما اللبناني جان أشقر، فكان يتصفح من داخل «نشأة متحف» الكتاب التعريفي الذي يرصد مجموعة الأعمال التي يضيفها المتحف بالتدريج إلى مقتنياته الدائمة. ويقول إنه أعجب بطريقة عرض الكتاب كوثيقة جيدة تروي قصة «اللوفر - أبوظبي»، والجهود المبذولة لجعله أحد أهم المتاحف على مستوى العالم. من الناحية المعمارية، ومن خلال القطع الفنية النادرة التي يستقدمها من مختلف الحضارات الإنسانية التي تركت عظمتها على البشرية. نقوش الأرابيسك تختزل كل قطعة أثرية في «نشأة متحف» لحظة فارقة في مسيرة البشرية كالصورة الفوتوغرافية «عيوشة» التي تعود إلى القاهرة عام 1843، ويعتقد أنها الأقدم على الإطلاق لامرأة محجبة، وهي للمصور الفرنسي جوزيف فيليبيرت غيرو دو برونجي (1804-1892)، وتحفة أخرى مزخرفة بنقوش الأرابيسك من الإمبراطورية العثمانية عام 1570. وصفحات من القرآن الكريم يعتقد أنها تعود إلى سوريا أواخر القرن الثالث عشر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©