الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخوف على المرأة.. ومنها

الخوف على المرأة.. ومنها
26 ابريل 2012
ضمن منشورات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ـ أكاديمية الشعر، ثمة كتاب طريف ولافت في عنوانه ومحتواه، والطبعة الاولى منه تحمل عنوان “الطلاق والخلع شعرا ـ قراءة لوضع المرأة في المجتمع القبلي ـ الشعر النبطي شاهدا”، للمؤلفة حصة هلال الملقبة بـ”ريمية”، والتي استهلت كتابها بتوضيح طريف المعنى والهدف: “ما أود توضيحه هنا، هو أن الرجل بلا شك راعي الأسرة وحاميها، بل هو حامي المرأة نفسها، فذئب البيت يحميه من الذئاب الغريبة، والمرأة في طبيعتها وبشكل عام تجد نفسها مع الرجل، بل إن حياتها بلا قيمة دونه، تماما كما هي حياته بدونها. وفي هذا الكتاب نطرح قضايا نساء كانت لديهن معاناة، فهنّ على الأغلب نساء مررن بمشاكل في حياتهن ولسن نساء سعيدات، ونطرح أسلوبهن في التعبير عن قضاياهن وكيفية تعامل المجتمع والرجل مع طرحهن من خلال الشعر النبطي على وجه الخصوص، فالكتاب كتاب شعر قبل كل شيء. فأرجو ألا تختلط الأمور على القوم ويأتيني من يتعجّب من دراستي ويسألني ماذا تريدين؟”. في تقديري ربما يكون أجمل ما في هذا الكتاب هو الحوار الداخلي الذي تعبر فيه المرأة شعرا عن انكسارها وأحلامها ومرارة عيشها واستلابها بالمفردة الجميلة القائمة على صورة نبيلة من الحياة. كما أن هذا الكتاب يكشف النّقاب عن شاعرات فريدات في طريقة تعبيرهن ربما يتعرف عليهن القارئ لأول مرة، شاعرات عربيات قديمات قدمن صورة جميلة من صور تراث الشعر العربي، الى جانب تلك اللغة الانثوية الجميلة التي تتداخل في معانيها مع حواف بديعة من الرومانسية من خلال الجمع ما بين الشعر والنثر. لم تكتف مؤلفة الكتاب بهذا التوضيح بل أتبعته بمقدمة تلقي الضوء من خلالها على علاقتها بالشعر، وأيضا المختارات الشعرية التي ضمنتها كتابها وتصل الى 85 قصيدة. تقول: “وقد توافرت لي نصوص شعرية كثيرة لشاعرات قبليات بدويات كنت قد نشرتها في دراسة بعنوان “الطلاق والنشوز شعرا”، في مجلة “الغدير” الكويتية، لإحساسي الشديد بالانتكاسة التي تعرض لها المجتمع القبلي بشكل خاص والعربي بشكل عام في فكره وسيكولوجيته من أولئك الذين هيمنوا وسيطروا وزادوا الضعيف ضعفا والقوي قوة”. وتختتم حصة هلال هذه المقدمة بتوضيح لافت للانتباه بقولها: “وكان أحد الاخوان قد علّق على دراستي قائلا: إن المرأة الشاعرة تحصل على حقّها بسبب الخوف من لسانها، أما المرأة العادية فتظل حالها كما هي”، وترد على الاتهام بقولها: “وفي رأيي أن الشعر الذي تعبّر به امرأة عن مشكلتها الخاصة، يمكن أن يكون سنة اجتماعية في حياة أمة تعشق الشعر حتى تكاد تقدّسه، وما يعبر عن حال امرأة شاعرة تقاس به الحالات المشابهة ويستخدم كإسقاط أو كمقارنة”. أهمية هذا الكتاب تكمن في أنك لا تستطيع أن تحذف منه حرفا أو معلومة، وذلك لما حققته مؤلفته له من تكامل في الشكل والمضمون والمقاربة، على نحو التهميد أو الاستهلال للموضوع وتتناول فيه وضع المرأة عبر التاريخ العربي من حيث المواقف، حتى ان صوتها في بعض المراحل كان قويا وعاليا: “وقديما كان صوت المرأة الشعبية/ القبلية عاليا وأصيلا وصادقا في شجاعها في المجتمع، كانت تقول ما تريده أو ترفضه بكل حرية، لا أحد يعضلها أو يحبسها او يقهرها أو يفقدها أهليتها الا فيما ندر، بمعنى أن حرية المرأة كانت هي القاعدة والتسلّط عليها كان استثناء”. وتقارب المؤلفة معنى الحرية مع ظروف المرأة في زمن ثورة المعلومات فترى أنها من أسف صارت ضعيفة اجتماعيا، بل أضعفت لسببين مهمين الاول: الخوف عليها، فلقد حبست بحجة الخوف عليها وحجر على عقلها بحجة الحرص على نقائها وبياضها. والثاني فهو الخوف منها، إذ عاملتها بعض القوانين على أنها مشكوك في أمرها ومن الممكن ان تكون مصدر شرّ ومصدر خراب. الشاعرة والسلطة في هذا الاستهلال الموثق تعرض المؤلفة لنماذج من التراث الشعري للمرأة العربية تظهر من خلاله مدى الحرية التي تمتعت بها، فالشاعرة كانت تفد على الحكام وتقول رأيها في كل قضية، مثل الشاعرة مرسا العطاوية ومويضي البرازية وهيا الحارثية وغيرهن كثيرات، ومن تلك النماذج الشاعرة ظاهرة الشرارية ووفودها الدائم على عبيد الرشيد وطرح رأيها أمامه شعرا في العديد من القضايا، بما يؤكد على علاقة الشاعرة بالسلطة، ومن ذلك ما طرحته من رأي حول قضية سياسية حربية كان لها أثر اجتماعي اقتصادي على الناس في تلك الفترة، وهي قيام عبيد الرشيد بتجنيد أهل الجوف ليحاربوا معه وهم مزارعون فقالت تحذره من تجنيد المزارعين وتحويلهم الى فرسان بلا خبرة: يا عبيد يا راعي الجوف سوّي الاشدّه وآقرد حظه وين ودّك تودّيه يا عبيد راعي الجوف راعي مكدّه وان حارب العربان ضاعت سوانيه وفي موضع ثان تخاطب ظاهرة الشرارية عبيد الرشيد تشكو له ابنتها واجدة الشرارية التي برعت في نظم وقول الشعر حتى صارت محل تقدير الشيوخ وكبار القبائل لذكائها وشاعريتها الفياضة وتفرد شخصيتها، حتى تفوقت على أمها، فقالت: يا عبيد وحده من بناتي كوتني كي المريض اللي تجدد مكاويه علّمتها الحكّام لين إغلبتني العفو كيف الكلب ياكل مربيه وفي الاستهلال أيضا تعرّج المؤلفة على قضية الطلاق في الأدب العربي، حيث تعيدنا الى حكاية ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة الكلبية مع الخليفة الأموي مؤسس الدولة الاموية وواحد من دهاة العرب الاربعة معاوية بن أبي سفيان، عندما تزوجها ووضع لها قصرا فخما، ولكنها مع ذلك لم تألف عيش الحضارة ولا أحبّت المدنية فقالت قصيدتها المشهورة التي كانت سببا في طلاقها: لبيت تخفق الارواح فيه أحبّ اليّ من قصر منيف وأصوات الرياح بكل فجّ أحبّ اليّ من نقر الدفوف وكلب ينبح الطرّاق حولي أحبّ اليّ من قط ألوف خشونة عيشي في البدو أشهى الى نفسي من العيش الطريف فما أبغي سوى وطني بديلا فحسبي ذاك من وطن شريف طلاق عاتكة ومن شعر الطلاق تورد المؤلفة قصة عبد الله بن أبي بكر في طلاق عاتكة بنت زيد، عندما شعر والده أن ابنه قد شغل بحب زوجته عن أعماله وشؤون حياته وصلاته، وكان ذلك سببا يجعله يأمره بطلاقها، فطلّقها طلقة واحدة وهو حزين متألم، وظل يقضي أيامه بعدها في الانشغال بالبكاء عليها مرددا هذه الابيات: ولم أر مثلي طلّق اليوم مثلها ولا مثلها في غير جرم يطلق لها خلق سمح ورأي ومنطق وطبع سوي في الحياء مصدّق أعاتك لا أنساك ما هبّت الصبا وما ناح قمري الحمام المطوّق أعاتك لا أنساك ما حجّ راكب وما لاح نجم في اسماء محلّق ولولا اتقاء الله في حق والد وطاعته ما كان منّا التفرّق ولشعراء العرب أيضا حكايات مع الطلاق ومنهم الفرزدق الذي طلق زوجته نوار وندم على ذلك ندما شديدا تمثل فيما قاله شعرا: ندمت ندامة الكسعـيّ لمّا غدت مني مطلقـة نـوار وكانت جنتي فخرجت منها كآدم حين أخرجه الضـرار فكنت كفاقئ عينيه عمدا فأصبح ما يضئ له النهار وطلّق قيس بن ذريح لبنى بسبب الحاح أمه في طلاقها، فندم كثيرا على ذلك وأنشد يقول: فواكبدي على تسريح لبنى فكان فراق لبنى كالخداع تكنّفني الوشاة فأزعجوني فيا للناس والواشي المطاع فأصبحت الغداة الوم نفسي على أمر وليس بمستطاع كمغبون يعضّ على يديه تبيّن غبنه على يديه عرض شعري يتضمن الفصل الأول من الدراسة الذي جاء تحت عنوان “حق الاختيار” نحو 17 قصيدة، ومن أشهر من عرض على ابنته الخطاب طالبي الزواج منها وترك لها حرية الاختيار عتبة بن ربيعة، حينما عرض على ابنته هند اسماء المتقدمين للزواج منها ومنهم: أبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، فقدم لها عرضه شعرا بقوله: أتاك سهيل وابن حرب وفيهما رضى لك يا هند الهنود ومقنع فدونك فاختاري فأنت بصيرة ولا تخدعي إن المخادع يخدع فاختارت أبا سفيان بن حرب وتزوجته، وقيل لها: تنجبين ولدا يسود قومه، فقالت: ثكلته أمه إن لم يسد العرب كلهم، وفعلا ساد معاوية بن أبي سفيان العرب والعجم أيضا. وأفضت الشاعرة جوزا المنور الشمرية لصديقتها بمشاعرها في حق اختيارها للزوج فقالت في قصيدة لها بعنوان “ودي برفع الشوف”: يا بنت ودّي برفع الشوف من متعبيـن المحاميس واللي مهو خيّر وبه نـوف جيزتــه جيــزة لواليـس وبحسب تفسير المؤلفة فان المحاميس هي الأدوات التي تحمّس فيها القهوة ومفردها محماس، ولواليس جمع لولاس وهي الشريكة وتعقيد الحال كما تعقد أو تلولس الحبال أو الخيوط فيصبح صعبا أو مستحيلا تخليصها، أما معنى الأبيات الشعرية فهو اذا لم يكن الرجل خيّرا طيبا في أخلاقه وطباعه فالزواج منه لا يجرّ الا المتاعب واللواليس التي هي المحاكم. أما الشاعرة رقية بنت سراي بن زويمل السنجارية التي عاشت ثمانين عاما تقريبا في حدود 1920 ميلادية، قالت تحث النساء على عدم قبول الرجل الجبان زوجا، وهنا توجّه الكلام الى رجل اسمه ساير: سلّم على (البيض) يا ساير اللي شرد لا يعشقنه بمقابل ذلك نرى الشاعرة دغيما بنت بن مرهي بن عبد الله الخطيب السردي التي عاشت في القرن الثامن عشر الميلادي تقريبا تفاخر بأنها وبنات قومها لا يقبلن الزواج الا بالرجل الشجاع المقدام ذي النخوة فتقول: مـا نآخــــذ الا المنتخــي ولـد الــردي ما نآخـذه نشره على القوم السخي وان حاف حيف نواخذه وتورد المؤلفة قصة الشاعرة عيده صوير الصلعاء الشمرية التي عاشت في النصف الاول من القرن العشرين، حينما رفض والدها تزويجها بمن تريد، فقالت موجهة الكلام شعرا الى أخيها عضيب تحثه على التدخل لمنع هذا الزواج ومؤازرتها في هذه القصيدة بعنوان “لا تردوني”: لا يا شريدة هلـي يا عضيـب ن صاحبــي لا تردونـي يا عضيب لو تعلمون الغيب تظهر من العقل مجنون وهنا نجد الشاعرة الدهماء النماصية الشمرية التي عاشت في نواحي حائل في القرن التاسع عشر، توبّخ ابن عمها عندما اعترض على خطبتها ممن اختارته زوجا، وتستغرب تدخله في شؤونها بعد أن وافقت وتمت الخطبة فقالت في قصيدة بعنوان “اخطيت مقناصي”: وش نوحك اخطيت مقناصي لعل تخطيك وتصيبك مقناص ما يكسر السبـاس يا العفن يا اللاش ما لي بك هرجك نهج ما هزع راسـي مــع الهبايــب تومّــي بــك ضيعت هدفي وملماسي أريـــد حامــــي محاليبـــك صور مركبة ثمة شعر يحمل بين دفتيه صورا مركبة وخيالا جميلا، ومن ذلك ما أوردته الشاعرة عجايب بنت الخريشا من بني صخر من القبائل الشمالية، عاشت تقريبا في القرن الثامن عشر الميلادي، وقالت حينما عرضوا عليها مشاهير الرجال يخطبونها في قصيدة بعنوان “ولد الخريشا”: ما اريد انا باشة حلب وابن شعلان ماني حليلتهم ولا هم رجالي ولا اريد انا الجربا ولو ساق الاظعان لو جاب لي غرس الحسا للشمالي اريد انا ولد الخريشا سليمان ذابح طوابير العساكر قبالي وكما نشهد اليوم من صور قاتمة لزواج الإجبار من أجل المال، نجد ذلك في حكاية الشاعرة ترفه السردي من قبيلة السردية حينما حاول والدها اجبارها على الزواج من رجل ثري لقاء النياق التي وعده بها، فقالت تشكو من ظلم يتشكل في صورة شكوى ومرارة بيعها لرجل لا تودّه زوجا لها جاء في قصيدة بعنوان “ما خذت انا ولد الردي”: واللـه لو راسـي يطيـر يا ابوي بالسيف الشطير يطيـر من بين الكتـوف شـي ما اريـده ما يصيـر ما خذت انا ولد الردي لـو يتبـــع نياقـــه بعيــر معهن ولو ساق الفرص والمــال والــوان الحريـر تضمن الكاتبة في هذا الفصل جملة من القصص والحكايات للشاعرات: كنّة الشمرية، مويضي بنت ابو الحنايا البرازية، سعدى الجبهان من آل عذبة، بنت أبي رخيص من شمر، وعاشت في القرن 18 الميلادي، توفي والدها وتولاها عمّها واسمه شفافة، ولما جاءها خاطب لا ترضاه زوجا قالت موجهة الكلام لعمّها شاكية بقصيدة بعنوان حلفت اما ما آخذ العاقة (عديم الجدوى الذي لا ينفع اهله بشيء بل هو عالة عليهم): يـا راكــب فــوق لحّاقــه حمـرا تقـل واشعـه دم اسلم وسلّم على شفاقه النــذل لا يرسلــه يمّـي حلفت انا ما آخذ اعاقة لو آكـل العمر عند أمـي الا لمن يحتمي الساقة لا درهـم الجيـش والتــّم الرفض والمقاومة الفصل الثاني من الكتاب جاء تحت عنوان “الرفض والمقاومة” وقدمت المؤلفه تحت ظلاله حكايات لنحو 77 شاعرة عربية كان لهن عديد القصص والروايات مع الزواج والطلاق وفي مقدمتهن الشاعرة كلثم المهيري من شاعرات امارة ابوظبي، عاشت ما بين النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن العشرين، قالت للزوج رافضة وطالبة الفراق من خلال قصيدة نبطية بعنوان من “قلبي نكرتك”، وتمتاز هذا القصيدة بجمال المفردة والصورة الفنية ذات المشاعر المليئة بالصدق واللوعة والايقاع الروحي الديني وقوة التعبير: يا زين من قلبـي نكرتـك وغيرك سطا في القلب ميراك يو يدّي اليمنى قطعتك بعيـــش باليســـــرى بليـّـــاك ولو كنت كعبه ما قبلتك فـي طاعـة المولى عصينــاك وفي هذا الفصل ثمة العديد من الشاعرات القديرات ومنهن: مرسا العطاوية العتيبية وقصيدتها “عسى شوقي يوافيه منديل”، والشاعرة عليا الهلالية وقصيدة “لقيت البدايل”، وايضا الشاعرة عميرة بنت راشد بن ضيغم وقصة طلاقها من ابن عمها عرار بن شهوان بن ضيغم كما ورد في قصيدة بعنوان “ما جابت البيض مثله”، والشاعرة طفلة بنت اسماعيل الدويش المطيرية، والشاعرة عمشاء القحطانية، ومنيفة بنت صعافيق من أهل الجوف، وسليمى بنت زيد الرقعاء، ولولوه عبد الرحمن السليمان الفهيد العتيبية من أهل القصيم، والشاعرة مزنة بنت مكاري الأسلمية الشمرية من أهل حايل، والشاعرة بخيتة بنت عايض آل عذبة الشهيرة بـ(بخوت)، والشاعرة هيا بنت عياده السالمي الحربي من نواحي الحجاز، والشاعرة ساره الهليل التي قالت شعرا بقصيدة بعنوان “لا واحسافه حبّتي” وفيها هجرت زوجها بسبب كسله وحبه الشديد للطعام: خطو الولد يزعل إذا ما تعشّى ويضحك ليا منّه ملا بطنه الزاد لا واحسايف جيبي اللي تنشّى وارخصتله فيما مضى كل ما راد وهناك أيضا شاعرات كبيرات ومشهورات مثل: قرينية بنت فاضل الظفيرية التي إحتجت على تزويجها من رجل يدعى (البيبي) وقد أخذ عمها منه المهر، فقالت غير عابئة بهذه الصفقة المشينة ورافضة الزواج بقولها: يا يوه أنا ما أقبل (البيبي) واللي خسر راح من كيسه أبغى (أرجح) كنه الذيب اللي تجينا عواسيسه وهذه هي الشاعرة وضحا بنت عبدالله النتيفيه الدوسرية طقها زوجها الذي لم تكن ترغب فيه وتوافد عليها الخطّاب ونصحتها صديقتها بالزواج من شاب وسيم فقالت: إنها تريد رجلا بالغا حكيما، فبعض الشباب أحمق وطائش ولا تنفع المرأة وسامته فقالت وضحا في قصيدة بعنوان “أحب الّشلي” اي الكهل من الرجال: يا من يعاوني على حب راعي الطيب أحب الشّلي لو كان والله ما يبغيني أحب الشّلي لو كان نصف العوارض شيب ولا اريد اللاّش حتى ايش يا الزين في الواقع هذا كتاب جميل وأنيق وبه محتوى يجعلك تقرأة حتى آخر حرف، فمؤلفته الشاعرة والاديبة السعودية حصة هلال المليحان العنزي الملقبة بـ”ريمية”، صاحبة قلم نظيف يستفيد كثيرا من مسيرته مع الكتابة في الصحافة السعودية والخليجية وبخاصة اشرافها على صفحة الشعر في مجلة “هاجس” السعودية، و”الحياة” اللندنية، وصدر لها ديواني شعر الاول بعنوان “الهيل” والثاني بعنوان “النداوي”. ويعتبر كتابها الذي قدمنا عرضا له دراسة موثقة لموضوع يهمّ الرجال قبل النساء ذات ايقاع انساني لافت للانتباه بما يحويه من موضوعات وحكايات وشاعرات لا نعرف عنهن الكثير فهو بمثابة وثيقة أدبية معاصرة متميزة. اشتياق بعد الطلاق من طرائف ما يروى في تاريخ العرب في هذا الشأن، أن رجلا يدعى الأسود بن عريان طلق زوجته، ومن ثم اشتاق اليها، فأرسل اليها يعرض ردّها اليه، فأرسلت اليه هذا البيت الطريف من الشعر في اطار القصائد الحوارية أو المردات: إن كنت ذا حاجة فاطلب لها بدلا إن الغزال الذي ضيّعت مشغول فأخذته العزّة بنفسه فرد عليها شعرا: إن كان ذا شغل، فالله يكلؤه فقد لهونا به والحبل موصول وقد قضينا مع استظرافة طرفا وفي الليالي وفي أيامها طول ومن القصائد الحوارية في موضوع الطلاق ما أنشده يزيد بن الوليد في زوجته سعدى التي تزوجت غيره، لكنه ظلل يحبها ويشتاق اليها، فقال: أسعدى ما إليك لنا سبيل ولا حتى القيامة من تلاق؟ بي ولعل دهرا أن يؤاتي بموت من خليلك أو فراق فردت عليه مطلقته معاتبة بقولها: أتبكي على سعدى وأنت تركتها لقد ذهبت سعدى فما أنت صانع الكتاب: الطلاق والخلع شعرا ـ قراءة لوضع المرأة في المجتمع القبلي ـ الشعر النبطي شاهدا” المؤلف: حصة هلال الملقبة ـ “ريمية” الناشر: هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ـ أكاديمية الشعر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©