يحتدم الجدل بحلول كل صيف في أوروبا وما حولها، بشأن القوانين المفروضة على الشواطئ والحظر الذي يسن في المسابح الأوروبية خاصة في ألمانيا والنمسا وأستراليا وفرنسا.
واشتعلت الأحداث مؤخراً في فرنسا، التي تحظر رداء البحر المحتشم "البوركيني" في 20 بلدة ساحلية، بعد الحادثة التي شهدتها مدينة نيس والتي أجبر فيها عدد من رجال الشرطة امرأة مسلمة على خلع "البوركيني".
وفي حادثة مشابهة، ولكن في بريطانيا هذه المرة، التي لا توجد بها قوانين متشددة حيال لباس البحر الذي ترتديه السيدات، وفي مظهر لم يألفه المصطافون، حاول أحد رجال الشرطة إجبار سيدة مسلمة ترتدي "البوركيني" على خلعه بالإكراه. وعندما لم ترضخ لمطلبه وحاولت إقناعه بأن أي أحد على الشاطئ يمكنه ارتداء ما يشاء، تجرأ وحاول خلع لباسها بالقوة.
ورفضت السيدة ما كان يتحدث به الشرطي الذي قال للسيدة: "عليك خلع الرداء، لا يمكن ارتداؤه على الشاطئ. أنت تبدين كالإرهابيين"، فردت عليه بحدة: "هذه حرية شخصية. أرتدي ما أريده، الجميع على الشاطئ يرتدي ما يريده، كل ما أرغب فيه هو قضاء لحظات ممتعة على الشاطئ كالآخرين".
وتفاعل رواد شاطئ "ساوث إند" بمنطقة أسيكس" مع الواقعة الغريبة بنظرهم، وحاولت سيدتان التدخل في الأمر لمنع رجل الأمن من مضايقة المرأة المسلمة التي تدعى أمينة ماز، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل".
واحتجت سيدتان من رواد الشاطئ على رجل الأمن، بعد تجرؤه على إطلاق العنان ليده ومحاولته خلع الرداء بنفسه بالقوة، لتبدأ إحدى السيدتين بالصراخ عليه ونهره ليتوقف عما يرتكبه، فيما تجمهر أكثر من 20 شخصاً لمشاهدة الموقف بعضهم يدافع عن زي المرأة وحريتها في اختيار ما تشاء وبعضهم كان يعنف الشرطي لما بدر منه تجاه المرأة المسلمة.
المشهد برمته كان لقطات تمثيلية، نفذها ممثلون بالفعل. وبقدر ما عكس ذلك المشهد من فداحة العنصرية والتمييز والاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون، كما هو الحال في فرنسا، إلا أنه أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعب البريطاني مثقف ومنفتح ويقبل التعايش مع الآخرين ولا يعترف بالتمييز ضد الآخرين، على عكس ما حدث في فرنسا.
عدد اليوم
