الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من حلبجة إلى تورا بورا

من حلبجة إلى تورا بورا
26 ابريل 2012
رغم مرور خمس سنوات فقط على انطلاق مهرجان الخليج السينمائي الذي اختتمت فعالياته قبل أيام في دبي، إلا أنه استطاع في هذه الفترة الوجيزة والمكثفة أن يختصر تراكم الخبرات التنظيمية، وطول المسافة الزمنية المرهقة التي قطعتها مهرجانات أخرى عريقة في الوطن العربي، ومن خلال نظرة بانورامية لأرقام وإحصائيات الدورة الأخيرة من المهرجان، يمكن للمتتبع أن يكتشف وبسهولة وجود وعي فني مختلف بدأ يتشكل حول قيمة وأهمية إنتاج الفيلم السينمائي في المنطقة، وعي وانتباه ساهما بدورهما في صياغة حالة فنية وتفاعلية جديدة في المكان، وتهيئة جيل سينمائي واعد قوامه صناع الأفلام أنفسهم سواء أكانوا طلبة أو هواة أو محترفين، والذين وجدوا في هذا العرس السنوي مناخا إبداعيا مشجعا ومشمولا أيضا بالمنافسة وإثبات الموهبة الذاتية وتطويرها وتعزيز إمكانات هذه الموهبة في الدورات القادمة من عمر المهرجان. شهدت الدورة الحالية عرض 155 فيلما منها 102 فيلما من إنتاج دول منطقة الخليج، حيث أن تسعين بالمائة من هذه الأفلام كانت على موعد مع عرضها العالمي أو الدولي الأول. وكما يشير عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان فإن هذا التجمع السينمائي الحاشد تحول إلى منصة فريدة للاكتشاف، وتفجير الطاقات والإبداعات، وبات حاضنا للمواهب الخليجية ومظلة تأخذها من الحيز الجغرافي الواحد إلى مهرجانات ومحافل أكبر وأوسع. ويقول جمعة: “مهرجان الخليج كان ولا يزال الأخ الأكبر والراعي الأول لسينمائيي المنطقة فكانت لهم المسابقة الخليجية ومبادرة إنتاج وتمويل الأفلام القصيرة بالتعاون مع سوق دبي السينمائي، وسوق السيناريو، بالإضافة إلى العديد من الندوات وورش العمل والدورات التخصصية” ويضيف: “خلال الخمس سنوات الماضية من عمر المهرجان، خطونا خطوات جريئة، ووضعنا سينما الخليج نصب أعيننا، فكرمنا مخضرميها، واحتضنا شبابها، تحاورنا معهم، سمعناهم، رأينا أعمالهم، وتعلمنا منهم”. الهوى والهوية أما مسعود أمرالله عبدالحميد المدير الفني للمهرجان فوصف الدورة الخامسة للمهرجان بأنها دورة استثنائية واعتبرها دورة: “الوفاء” إيمانا وحبا لكل من صنع وساهم بشكل حقيقي في رفد الحركة السينمائية الخليجية، وقال أمرالله: “إن هذا التجمع السنوي هو أشبه ببوابة ومنفذ للرؤى والأفكار والصور والإرث والكثير من الهموم الإنسانية المشتركة، وبات هذا التجمع أكثر التصاقا اليوم بمبدعي الخليج وأكثر قربا منهم”. إن هذه التوصيفات المقرونة بالأمل والصادرة عن القيمين على المهرجان، تدلل دون شك على وجود هذا الحماس والإيمان الفني المشترك لتقديم الأفضل واستشراف القادم من عمر المهرجان والذي يتمنى الجميع أن يكون أكثر بهاء وتوهجا وتحفيزا للمفاجآت والوعود السينمائية المبشرة. ويلاحظ المتتبع للخط التصاعدي الذي يسلكه المهرجان منذ دورته الأولى وجود هذا الهوى المستقل والهوية الخاصة التي امتلكها المهرجان وأصر عليها رغم بعض الإشارات المعاكسة والانتقادات القليلة التي وجهها المشاركون والمتعلقة بخيارات تنظيمية معينة، وانصبت معظم هذه الانتقادات على المغزى والهدف من تنظيم مسابقة دولية للأفلام القصيرة وسط مهرجان مختص بالأفلام الخليجية وحدها، وهناك انتقادات أخرى تتعلق بغياب مسابقة مستقلة للأفلام التسجيلية، والتي أخذت تتداخل مع الأفلام الروائية وتزاحمها في مسابقة مشتركة رغم الاختلاف الواضح في طبيعة وهوية ومنهجية هذين النوعين من الأفلام. وهذه الملاحظات النقدية تبدو منفصلة قليلا عن واقع السينما في المنطقة ولا تنتبه لقلة الرصيد الإنتاجي فيها خصوصا فيما يتعلق بالأفلام التسجيلية، أما وجود مسابقة دولية في مهرجان خليجي فهو أمر يبرره غياب الحوار والنقاش والتواصل الحيوي والمباشر مع صناع الأفلام المحترفين والقادمين من خارج المنظومة المكانية. إن وجود صناع أفلام من دول أوروبية وآسيوية وآخرين من أمريكا الجنوبية على سبيل المثال سوف يساهم بلا شك في خلق حوار بصري صرف لا يحتاج إلى شرح أو ترجمان، بينما يساهم وجود المخرجين الدوليين أنفسهم داخل فضاء المهرجان في خلق فرصة لتبادل الأفكار والرؤى والمواضيع والانشغالات الأخرى المتعلقة بالكتابة السينمائية والإنتاج وتقنيات الإخراج وغيرها، والتي تظل في أحيان كثيرة مجهولة ومغيبة بالنسبة لصناع الفيلم من الشبان والهواة والطلبة في منطقة الخليج. إن الخط الذي انتهجه مهرجان الخليج السينمائي جعله يكتسب صفة حميمية وصبغة شعبية متخلصة من النمط الرسمي والصارم للمهرجانات السينمائية الكبرى في المنطقة، ويستشعر المرء وهو يجول في ردهات المهرجان أو يشاهد عروض الأفلام في الصالات أو عندما يحضر الندوات المسائية المتأخرة، أن ثمة صحبة وصداقة تراكمت بين السينمائيين المشاركين في الحدث خلال السنوات الخمس الماضية، وأن هذه الصحبة والشفافية في التواصل تمكنت من تذويب العوائق الثقافية والاختلافات الفكرية الفنية التي باتت تعزل صناع الأفلام عن بعضهم في المهرجانات الكبيرة والمزدحمة ببرامج متشعبة لا يمكن ملاحقتها كلها أو الاستفادة الكاملة من مزاياها. اتبع مهرجان الخليج السينمائي في دورته الخامسة سياسة الخروج من المكان الواحد أي من مقر الفيستفال سيتي بدبي الذي اعتاد احتضان فعاليات المهرجان في دوراته السابقة، فكان الخيار هو توسيع خارطة التواجد والتواصل مع الجمهور في الإمارات من خلال عرض مجموعة منتقاة من أفلام المهرجان ولمدة ثلاثة أيام في إمارة أبوظبي بالتعاون مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، وهو قرار سوف يساهم دون شك في إضافة شريحة جماهيرية وإعلامية جديدة يمكن لها أن تتزايد وتستمر وتتناوب في الدورات القادمة بالذهاب إلى مدن وإمارات أخرى مثل الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وغيرها. طموح المهرجان راهن مهرجان الخليج في بداية انطلاقته على الفيلم الروائي القصير، لأنه من نوعية الأفلام التي يمكن أن تتكيف مع الظروف الإنتاجية المتاحة وقتها، والتي كانت تفتقر لعنصرين مهمين وهما الخبرة والتمويل، حيث كان معظم صناع الأفلام الخليجيين في طور اكتشاف أدواتهم السينمائية، والبحث عن هوية وأسلوب يميزهم عن أقرانهم، ومع وجود هامش من الحرية والمرونة في التعاطي مع الأفكار والمواضيع المكثفة التي يعالجها الفيلم القصير في زمن قد يتراوح بين الخمس دقائق إلى عشرين دقيقة أو أكثر قليلا فإن مخرج هذا النوع من الأفلام كان باستطاعته استثمار الإمكانات المادية القليلة بالوجه الأكمل والمتناسب مع زمن وموضوع وطبيعة الفيلم القصير سواء أكان فيلم تحريك أو فيلما تجريبيا أو مجرد سرد بصري لقصة ذات حبكة مركزة ومنقولة إلى الشاشة بشكل ناجح. ورغم وفرة الأفلام الروائية القصيرة في الدورة الحالية وفي الدورات السابقة للمهرجان، ورغم توافر فرص تمويلية أكثر وظهور أفلام كثيرة ناضجة ومتماسكة وقوية في طرحها ومعالجتها الفنية، إلا أن طموح المهرجان ورغبته ستظل مفتوحة ومشرعة لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الأفلام الروائية الطويلة والأخرى التسجيلية في المستقبل، حيث مازال هذين النمطين الفيلميين يعانيان من قلة المتعاملين معهما وندرة المخرجين القادرين على تقديمهما بالشكل الأمثل، هذا بالإضافة إلى الغياب الكبير للنصوص الطويلة التي تتطلب قدرات كتابية خاصة تضمن التماسك والإيقاع السردي والجمالي المتوازن في بنية الفيلم الطويل، من جهة أخرى فإن التصدي للفيلم التسجيلي يتطلب بدوره وعيا مختلفا وجرأة خاصة في طرح مواضيع حساسة وملحة، وهو أمر يتهرب منه الكثير من المخرجين، ويخشون الدخول في متاهاته وإشكالاته رغم أن الفيلم التسجيلي سيظل على الدوام هو ضمير السينما، والصيغة الأكثر نقاء لتمازج الفن مع الواقع. تسعة أفلام فقط كانت هي رصيد الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام الخليجية الطويلة في مقابل 47 فيلما في مسابقة الفيلم القصير، وهذا التفاوت الكبير في حجم المشاركة له ما يبرره من أسباب فنية وتمويلية كما ذكرنا سابقا، ولكن ما حظيت به هذه الأفلام من جوائز وإنتباهات نقدية وخصوصا في الدورة الحالية من المهرجان، سوف يخلق حالة إغواء فني منتظر، كما سوف يدفع بصناع الأفلام القصيرة إلى خوض هذه المغامرة الفيلمية المرهقة والممتعة أيضا، وهناك مؤشرات وأخبار انتشرت في أروقة المهرجان بأن أكثر من مخرج في فئة الأفلام القصيرة سوف يقدم أفلاما طويلة في الدورة القادمة أو بعدها، ما يمكن له أن ينقل طموح المهرجان من منطقة الحلم والتمني إلى منطقة الفعل والتحقق. أشجار في مقبرة الأفلام التي شاركت في مسابقة الأفلام الطويلة توزعت على حقلي الروائي والتسجيلي وهي: “تورا بورا” للمخرج الكويتي وليد العوضي، و”أنا مرتزق أبيض” للعراقي طه كريمي، و”عالقون” للمخرجين القطريين محمد الإبراهيم وأحمد الباكر، والفيلم التسجيلي الطويل “أمل” للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، و”حلبجة ـ الأطفال المفقودون” للمخرج العراقي أكرم حيدو، و”صمتا كل الطرق تؤدي إلى الموسيقا” للمخرج العراقي حيدر رشيد، و”غبار مشعّ: العثور على الفن في دبي” للمخرجة الصينية المقيمة في الولايات المتحدة كيتي تشانغ، و”قلب أحمر” للمخرج العراقي هلكوت مصطفى وأخيرا فيلم “مسو كافيه” للعراقي جعفر عبدالحميد. ففي فيلم “تورا بورا” ينقلنا المخرج وليد العوضي إلى قلب المشهد المتوتر في أفغانستان من خلال قصة يتصاعد فيها النسق الميلودرامي، والمتمحورة حول أب كويتي مسن ـ الفنان القدير سعد الفرج ـ يذهب إلى أفغانستان بصحبة زوجته المريضة كي يبحثا عن ابنهما المنضم حديثا لإحدى الجهات المتطرفة والذي يتم استدراجه والتلاعب بأفكاره كي يتحول إلى لعبة في يد هذه الجهة التي تخطط لعمليات انتحارية، ولكن الشاب الكويتي المغرر به يرفض في النهاية تفجير نفسه في مدرسة تعج بالأطفال الأبرياء، فتقوم المنظمة المتطرفة بسجنه وتعذيبه على أمل أن يقوم بمهمة أخرى، وفي النهاية يعثر الأب وبمعاونة ابنه الأكبر ـ الفنان خالد أمين ـ على الابن الأصغر وينقذانه من عذاباته النفسية والجسدية الهائلة التي عاناها وسط المتاهات الروحية والجغرافية الوعرة في أفغانستان. فيلم “تورا بورا” ورغم توفره على موضوع شيق وإشكالي، ورغم الجهد الإنتاجي الكبير المبذول فيه، إلا أنه افتقد اللغة السينمائية المستقلة والبعيدة عن الشكل الدرامي والتلفزيوني، وكان التناوب الزمني فيه مهلهلا وضعيفا، كما عانى الفيلم من التفكك وغياب عنصر الإقناع، خصوصا فيما يتعلق بالأداء التمثيلي والمبالغة في تفسير وشرح اللقطات، خصوصا في المشاهد الحزينة والمؤثرة والتي كان يمكن اختصارها وتكثيفها من خلال رموز وإشارات موحية ومقتصدة ومكتفية بحمولاتها البصرية. الفيلم التسجيلي “أمل” للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم ذهب في اتجاه مختلف مقارنة بأفلام المسابقة الأخرى، حيث استلهم موضوعه من حالة فردية ومعاناة وحيرة شخصية عاشتها الفنانة السورية أمل حويجة، كي تقوم نجوم الغانم بتعميم هذا الواقع الوجودي الحائر على معظم المغتربين في الإمارات، والذين وجدوا أنفسهم فجأة وهم محصورون في نقطة داكنة وعميقة وموحشة، تتأرجح بين العودة إلى الوطن الأصلي أو البقاء في الهامش، خصوصا إذا كان هذا المغترب مسكونا بأحلام وطموحات فنية لم يستطع تحقيقها في المكان الجديد، كما هو الحال مع أمل حويجة التي تركت طموحاتها المسرحية الكبيرة في سوريا، وتورطت في مهن ووظائف لا علاقة لها بهذا الطموح، واستطاعت نجوم الغانم من خلال مشاهد شعرية رقيقة من الخارج وأخرى قاسية من الداخل، أن تنقل لنا شكل الصرخة وصوت التمزقات العميقة التي انتشرت في دواخل “أمل” وتحولت إلى مناجاة طويلة ومحاكمة مرهقة للذات، وللظروف والأقدار التي عصفت بهذه الذات الرهيفة والمقاومة والمصرة على مواصلة الحلم، رغم كل الانكسارات المحيطة، ورغم كل الخبرات المؤلمة والمغروسة فيها. ومن الأفلام التي تركت بصمتها الجارحة لدى المتفرج، يأتي الفيلم التسجيلي “حلبجة ـ الأطفال المفقودون” كي ينقل تفاصيل الكارثة الإنسانية المروعة التي ألمت بسكان منطقة حلبجة في كردستان العراق، بعد قصفها بقنابل الغاز الكيميائي في العام 1988 حيث يروي الفيلم قصة الشاب علي الذي يعود إلى حلبجة بعد 21 عاما من الغياب، كي يعود إلى جذوره المبتورة ويتعرف على عائلته وهويته الحقيقية التي ذابت وانسحقت في مدينة الأشباح المصرة على الانبعاث وتخطي آلام الماضي بكل مشاهده الكابوسية الفائحة بالرعب والفجيعة، واستطاع مخرج الفيلم أكرم حيدو أن يغرس شجرة الحياة في مقبرة الموتى الحقيقيين والافتراضيين الذين ما زال البحث عنهم مستمرا، حيث مازال أكثر من 400 طفل مفقود ينتظر أهالي حلبجة عودتهم ولو من خلال الدعاء والأماني والذكريات والصور الفوتوغرافية التي تقتنص البراءة من عمق القسوة ومن قلب الجحيم المعتم للمجازر والإبادات الجماعية. جوائز وتكريمات حصد الفيلم العراقي “حلبجة”، للمخرج أكرم وحيدو، لقب أفضل فيلم روائي أو “الجائزة الكبرى” في مهرجان الخليج السينمائي لعام 2012، فيما حصل الفيلم الكويتي “تورا بورا” للمخرج وليد العوضي على جائزة لجنة التحكيم. ولاقى فيلم “حلبجة”، الذي أنتجه أكرم وحيدو بنفسه، استحسان النقاد في المهرجان وكان حديث الفنانين. وتبدأ أحداث الفيلم بمشهد شاب اسمه “علي” يقوم بزيارة قبر يحل اسمه وسط مدينة حلبجة في كردستان التي تم قصفها عام 1988 بالغاز الكيميائي. من جهة متصلة، وعلى الرغم من مشاركة السعودية بعدد لا بأس به من الأفلام، منها “نافذة ليلى” و”نكرة” و”نعال جدي”، إلا أنها خرجت من المهرجان خالية الوفاض. وحصلت الإمارات على جائزة “أفضل موهبة واعدة” لعايشة عبدالله، وشهادة تقدير للفنانة صوغة عن فيلم “جنة رحمة”. وخرجت الكويت بشهادة تقدير عن “تورا بورا”، بالإضافة الى جائزة لجنة التحكيم، لكن الحدث الأهم هو حصول المخرجة الكويتية الشابة دانة المعجل على جائزة أفضل مخرجة عن فيلم “بلاد العجائب”. كما قامت إدارة المهرجان بتكريم النجم الكويتي سعد الفرج لمسيرته الطويلة في المجال السنيمائي، الذي بدأ بطولاته السينمائية في بداية السبعينيات بمشاركة الفنان خالد الصديق في فيلم “بس يا بحر”. وكان المهرجان قد قدم مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية الخليجية، وجلها كانت لشباب خليجيين أظهروا حرفية كبيرة في هذا الجانب. وتركت العديد من الأفلام السينمائية انطباعاً جميلاً لمن شاهدها، وعلى وجه الخصوص الفيلم الإماراتي “ظل البحر” لمحمد جناحي و”تورا بورا” للمخرج الكويتي وليد العوضي، والعراقي “في أحضان أمي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©