السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السجائر الإلكترونية تتسلل إلى دبي وتُطرح كبديل صحي للتدخين

السجائر الإلكترونية تتسلل إلى دبي وتُطرح كبديل صحي للتدخين
31 يناير 2009 03:43
لا شيء يضاهي بالنسبة لأحمد متعة ان يحيط نفسه بتلك الشرنقة الساحرة من الدخان الأبيض، وفي كل مرة يحاول احمد الإقلاع عن تدخين السجائر، تتبعثر إرادته خلال أيام أمام إغرائها· الأمر لم يعد مقتصراً على مادة النيكوتين الذي تمتصها شرايينه· السر يكمن في ''لذة ممارسة فعل التدخين بحدّ ذاته'' التي تعيده في كل مرة متلهفاً، مشتاقاً، وخاضعاً لتلك السيجارة· لكن بعد 17 سنة من تمركز النيكوتين داخل جسد أحمد، لم تعد صمامات قلبه قادرة على احتمال تلك المادة والسموم التي ترافقها· ''عليك الإقلاع عن التدخين''، قال له الطبيب الإنجليزي ببرودة وجفاء بعد اطلاعه على نتائج فحوصات دمه والصور الإشعاعية التي أجراها إثر آلام حادة في صدره تصيبه بين فترة وأخرى، لابد من إيجاد بديل ينقذ به ما استطاع من سنوات عمره التي لم تتعد الـ·35 جرّب عشرات من لصقات وعلكة النيكوتين التي لم يجد لها مصير آخر سوى أقرب سلة مهملات، الى ان فاجأه زميله الصيني في العمل بـ''علاج ثوري'' يحوّله الى خانة ''المدخنين الصحيين'' عبر ما يسمى السيجارة الالكترونية· وتتخذ السيجارة الإلكترونية شكل السيجارة التقليدية، لكنها عبارة عن اسطوانة مصنوعة من الستانلس ستيل المقاوم للصدأ، ولها حجرة لتخزين النيكوتين السائل بدرجة كثافة مختلفة يتم استبداله عند الحاجة· وتعمل السيجارة الالكترونية على بطارية ليثيوم تركب بسهولة داخل الهيكل المعدني وقابلة للشحن· ويمكن لمستخدميها تدخينها كسيجارة حقيقية من دون إشعالها ومن دون أن تصدر أيّ دخان، كل ما في الأمر أن البطارية تعمل على تسخين سائل النيكوتين الممزوج بالماء والنكهات الاصطناعية ما يسمح بانبعاث بخار مائي يتم استنشاقه وتمتصه الرئتان· وقد استُحدثت السيجارة الإلكترونية في الصين وهي تُباع هناك وفي العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك البرازيل وكندا وفنلندا ولبنان وهولندا والسويد وتركيا والمملكة المتحدة، كما انها تلقى رواجاً كبيراً على عدد من المواقع الالكترونية· أما في دبي، فيتداول بعض الأشخاص السجائر الالكترونية في عدد من المناطق في دبي، وذلك عبر الاتجار بها وبيعها لأفراد مثل أحمد بعد ان يتم تهريبها بشكل فردي من الصين· كما شهد معرض جايتكس 2008 في دبي عرضاً للسجائر الالكترونية في اثنين من الاقسام التابعة لشركتين صينيتين، إلا ان إدارة المعرض صادرت هذه المنتجات كونها لم يتم تسجيلها والموافقة عليها قبل إدراجها ضمن المعروضات المخصصة للبيع· وتصف الجهات المسوّقة للسيجارة الإلكترونية ان هذا المنتج يعدّ وسيلة لمساعدة المدخنين على التخلّص من اعتمادهم على التبغ والاقلاع لاحقاً عن تدخين السجائر، مثله مثل العلكة أو الأقراص أو اللصقات النيكوتينية· وتعتمد بعض المواقع الالكترونية في تسويق السجائر الالكترونية على فكرة ان المدخن يمكنه ان يستمر في ممارسة ''فعل التدخين الصحي'' في الوقت الذي يحاول فيه الاقلاع عنه، وبالتالي فلن يُحرم من هذه المتعة ولن يؤثر ذلك على حياته او حياة الآخرين حوله· وبالنسبة لبلدية دبي، فلم يصدر عنها أي تعميم رسمي يمنع الاتجار بالسجائر الالكترونية· ويقول رضا سلمان مدير إدارة الصحة والسلامة في بلدية دبي إنه ليس هناك من حالة عامة تستوجب اتخاذ اي موقف، فالسجائر الالكترونية غير منتشرة في دبي والمحال التجارية او الالكترونية لم تطرحها للبيع، كما ان البلدية لم تتلق أي شكوى بهذا الخصوص· لكن سلمان يؤكد انه في حال بدأت الناس في استعمال السجائر الالكترونية، فإن قانون تنظيم التدخين سيشملها مثل السيجارة العادية وتدخينها في الاماكن المغلقة لن يكون مسموحاً مثلما يحصل في عدد من البلدان· واشار مصدر في بلدية دبي الى ان اثنين من التجار الصينيين طلبا من البلدية اجراء التحاليل اللازمة على السيجارة الالكترونية كونهما يرغبان في طرحها للبيع، الا ان النتائج الاولية اثبتت ان حجم الملوثات والجزيئيات العالقة ومدى تركيزها في وحدة الهواء في المتر المربع الواحد تخطت الحدّ المسموح به بـ200 ضعف· ففي حين ان نسبة الملوثات يجب ان لا تزيد عن 15 مايكرو، بينت اجهزة القياس ان السجائر الالكترونية تصدر ملوثات بلغت 400 مايكرو· واشار المصدر الى ان البلدية ابلغت التاجرين بمنع استعمالها في الاماكن المغلقة· اما منظمة الصحة العالمية، فقد حذرت على موقعها على الانترنت من استخدام السجائر الإلكترونية التي يتم تسويقها على أساس قدرتها على مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين· وتقول المنظمة إن بعض منتجي هذا النوع من السجائر يستخدمون شعار منظمة الصحة العالمية في حملاتهم الدعائية بهدف اعطاء الانطباع بأن السجائر الالكترونية قد حصلت على موافقة المنظمة· ولفتت الى ان أي تأكيد على أن منظمة الصحة العالمية تعتبر السجائر الإلكترونية علاجاً مشروعاً للمدخنين لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين هو خاطئ تماماً· اذ لم يتم إجراء الاختبارات السمية، أو التجارب السريرية على هذا المنتج، ولم يتم التأكد من عدد المواد الكيميائية التي تتم إضافتها إليه، والتي يمكن أن تكون سامة جداً· وأشارت منظمة الصحة العالمية الى أنّ ادّعاء الجهات التجارية بأنّ السيجارة الإلكترونية تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين لا يرتكز على أيّة بيّنات علمية· ولم ترد إلى المنظمة أيّة معلومات تفيد بأنّ دراسات دقيقة أُجريت وأُخضعت لمراجعة جماعية وأظهرت أنّ السيجارة الإلكترونية من المعالجات المأمونة والناجعة للاستعاضة عن النيكوتين· اما أحمد، وبعد أن جرب هذا المنتج ''الثوري'' قرر ان يتحول الى مدخن ''الكتروني''، بالرغم من ان هذا النوع من السجائر الالكترونية لا يمدّه بالمتعة كاملة·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©