«الهمبة» تنتعش صيفاً وتقي من أمراض القلب

المانجو، أو كما تسمى بالعامية «الهمبة»، فاكهة صيفية متميزة لها عشاقها الكُثر من كل الأوساط والشرائح الاجتماعية. أصبحت لها أسواق كبيرة تباع فيها بالمزاد، ثم أسواق ومحال تبيعها بالمفرق، إلى جانب البائعين الذين يطوفون بسيارات النقل الصغيرة، وآخرون يبيعونها على العربات، وهناك أيضاً من يحملونها في سلال فوق رؤوسهم، وينادون عليها مابين المزارع والأحياء السكنية الشعبية الموجودة في القرى. فاكهة الهمبة هي هدية حلوة المذاق يتهادى بها الأهل والأصدقاء، معلنين تباشير قدوم تلك الفاكهة. مع حلول موسم القيظ»الصيف»ينتظر الكثير من محبي هذه الفاكهة أكلها، فهي تزدان برائحتها الحلوة ومذاقها الطيب. وكل من يقبل على سوق الخضار والفواكه سوف يرى الكثير من «صناديق تلك الفاكهة» تصطف كالطابور تنتظر من يشتريها. هذه الفاكهة الاستوائية، ذات الأصل الهندي تحمل الكثير من الفوائد والأسرار، فهي ليست مجرد فاكهة لذيذة، بل أصبحت الآن تزرع في كل القارات، ورغم أنها من أكثر الفواكه شعبية في المناطق الاستوائية، فقد بدأت زراعتها منذ نحو ستة آلاف سنة، وكان الاعتقاد السائد أن موطن المانجو الأصلي هو الهند. من أهم ما يميز تلك الفاكهة انها صيفية لذيذة وحلوة المذاق، ذات قشرة سميكة وألوان جميلة وجذابة، تحتوي على عدد كبير جداً من الفوائد الغذائية القيمة، فهي تحتوي على مادة ملينة للمعدة بحيث تساعد على الهضم، ولا تقتصر فوائدها على ذلك، بل إن حبة واحدة من المانجا تحتوي على الكمية اليومية من فيتامين (C) للنساء، كما إن حبة المانجا العادية تحتوي على نحو أربعة جرامات من الألياف، وهو ربع حاجة الشخص من هذه المادة المهمة جداً في الوقاية من أمراض القلب وبعض أنواع السرطان، وهكذا فإنَّ المانجو بجميع أنواعها تحتوي على نسبة كبيرة من المواد الغذائية اللازمة للجسم، التي تستطيع تخفيف ألم الأسنان والزكام والتهاب الشعب، والوقاية من عدوى الجراثيم في قصبة التنفس والمساعدة على خفض حرارة الجسم. من جانب آخر تنوعت أنواع فاكهة المانجا في الصيف، فهناك المانجا الهندي والباكستاني والعماني والمحلي، ومانجا الفونسو والمانجا السكري الذي يزرع في مصر وغيرها من الأنواع المختلفة، ويختلف طعم كل منها عن الآخر، حيث يمتاز الهندي بحلاوته، والسكري كطعم السكر. أما عن أحجامها فهناك المانجا ذات الحبة الصغيرة، وتميل إلى الاخضرار، ويزداد الطلب على شرائها، فالكثير من النساء الحوامل في فترة الوحام يأكلنه بشراهة لحموضته ولذته، أما المانجا الهندية فهي مستطيلة الشكل وكبيرة الحجم، وأسعارها في متناول اليد، ويحب الكثير من الناس شراء المانجا من المزارع المحلية التي يمتلكها الكثير من المزارعين الإماراتيين. هكذا يبقى الهمبة في كل موسم الصيف متربعاً في الأسواق والجمعيات، معلناً قدومه، أما في سوق »دفتا» المشهور ببيع كل أنواع الفواكه والسجاد والأشياء القديمة، نراه يملأ المكان بأنواعة المختلفة ليشتريه المارة والسياح الأجانب من المتسوقين، ويلتهمه الصغار بشهية مفتوحة.