الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الأنظمة الصحية في الدول النامية على وشك الانهيار

3 أكتوبر 2008 02:06
عندما ازرق لون رضيعها سارعت نيفيثا بيجو بنقله إلى غرفة الطوارئ بأحد مستشفيات الهند· ووقفت تراقبه بلا حول ولا قوة وهو يغيب عن الوعي؛ لأن الممرضات الموجودات في الخدمة لم تكن لديهن أي فكرة عما يجب فعله· وفي نهاية المطاف أنقذ أحد الأطباء حياة الرضيع، ولكن الكثير من المرضى ليسوا بمثل حظ هذه الأم في الهند وفي دول نامية أخرى كثيرة تعاني من قلة الأطباء والممرضات المدربات· وقال أزكيل نوكورو المسؤول في منظمة الصحة العالمية ''الأنظمة الصحية في الدول النامية على شفا الانهيار بسبب نقص العاملين المهرة''· وأضاف ''في بعض الدول تتزايد الوفيات بأمراض يمكن الوقاية منها، كما أن متوسط عمر الفرد في انخفاض''· ويرى بعض الخبراء أن الغرب سبب تفاقم الأزمة الصحية في الدول النامية، لأنه يخفف من القواعد الصارمة للهجرة لاستقطاب أطباء وممرضات من دول أقل نمواً لتعزيز أنظمتها الصحية المنهكة· وفي نفس الوقت يوفر الأموال التي ينفقها على التدريب الباهظ التكلفة· وعواقب ''هجرة العقول'' خطيرة؛ لأنها تترك ثغرات في أنظمة الرعاية الصحية للدول النامية، حيث تنتشر أمراض مثل نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والسل والملاريا· ويموت الأطفال يومياً من جراء إصابتهم بالإسهال· وحذرت وكالات إغاثة من أن خطة ''البطاقة الزرقاء'' التي وضعها الاتحاد الأوروبي لاستقطاب مهاجرين مهرة مثل العاملين في المستشفيات، والتي حصلت على دعم مبدئي من الوزراء هذا الشهر، ستفاقم من هجرة العقول التي تستنزف الموارد البشرية بالفعل· وإفريقيا هي أكثر المناطق تضرراً لأنها تتحمل عبء ربع أمراض العالم· ولا يوجد بها إلا ثلاثة في المئة من العاملين في الرعاية الصحية على مستوى العالم· ونادى خبراء دوليون في الأمراض في وقت سابق هذا العام باعتبار إغراء الدول المتقدمة العاملين الأفارقة في هذا المجال للعمل لديها جريمة دولية· وفي شتى أنحاء القارة يترك مرضى الإيدز عادة دون رعاية لعدة أيام في عيادات بدائية بها ممرضة وحيدة تعمل أكثر من طاقتها ومعها بضعة مساعدين غير مدربين· أما الأطباء فيزورونها مرة كل بضعة أسابيع· وقال الدكتور فيلو ليتولا المتخصص في الإيدز والسل في دولة ليسوتو بجنوب القارة الأفريقية، حيث ربع السكان تقريباً مصابون بفيروس الإيدز ''هناك مستوصف تديره ممرضة تجاوزت السبعين من العمر تتذكر بالكاد ما فعلته مع مريض بالأمس· ولكنها ما زالت تدير المستوصف لأنه ما من أحد يريد العمل هناك''· ويتجلى نقص المسعفين في أفريقيا في المناطق التي ينتشر فيها الإيدز حيث قلل هذا المرض من أعداد العاملين في قطاع الرعاية الصحية· ويقول موزيس ماساكوي وهو طبيب يعمل مع منظمة ''أطباء بلا حدود'' في مالاوي ''الممرضة التي تعتني بـ400 مريض تحصل على ثلاثة دولارات في اليوم في مالاوي وهو مبلغ لا يكفي لشراء كيس من الذرة· ولهذا يتجه عمال الرعاية الصحية إلى الخارج او ينتقلون الى شركات خاصة''· وطالب مسؤولون بمنظمة الصحة العالمية في تقرير صدر في يوليو باستخدام المساعدات الدولية لأفريقيا لزيادة رواتب الأطباء وتعزيز التوظيف والتدريب· كما أشار التقرير الى أن جهود ربط المستشفيات الأفريقية بالمعامل والخبراء في الخارج عن طريق شبكة الانترنت والهاتف قد تخفف من ضغوط التكلفة في الدول التي تفتقر إلى عمال مهرة· وفي الهند التي يوجد بها ثالث أعلى عدد لمرضى فيروس (اتش أي في) المسبب لمرض الإيدز قد يصطف المرضى في طوابير لأيام لإجراء تحاليل والحصول على الدواء في مستشفيات نيودلهي، حيث لا يوجد عدد كاف من الأطباء والممرضات لتقديم الرعاية لهم جميعاً· وفي افغانستان لا يستطيع عدد من أكبر المستشفيات العامة تحمل تكلفة مطهر أو قفازات مطاطية· ولا يجني الأطباء والممرضات ما يكفي لإطعام أسرهم· وقال طبيب في مستشفى عام في العاصمة كابول طلب عدم نشر اسمه ''أنا أستاذ مساعد وأجني 100 دولار شهرياً· هذا لا يكفي لشراء القمح لأسرتي''· وأضاف ''رئيس هذا العنبر جاءني وقال لي إن الحياة صعبة وإن عليه الذهاب الى مكان آخر مثل باكستان او ايران· الأطباء يمكثون هنا للتدريب فقط· لو لم يكن هناك تدريب لما بقوا ساعة واحدة''· وتعاني الهند من نقص حاد في العاملين في قطاع الطب الذي يشمل 600 الف طبيب و200 الف جراح اسنان ومليون ممرضة الى جانب فنيي الأشعة السينية وفنيي الاسنان ومتخصصي العلاج الطبيعي وفنيي المعامل· وهناك ممرضة واحدة لكل 100 مريض في الهند، مقابل نحو 11 ممرضة لكل 1000 مريض في أوروبا· وهذا في دولة تفتخر بصناعة ''السياحة الطبية'' المزدهرة، حيث تجتذب جراحات التجميل منخفضة التكلفة والعمليات الأخرى المرضى من أنحاء العالم· غير أن فقراء ومرضى الهند عادة لا يحصلون على مساعدة طبية على الإطلاق·
المصدر: هونج كونج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©