الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صقارة الإمارات يستعدون لموسم القنص

صقارة الإمارات يستعدون لموسم القنص
3 أكتوبر 2008 02:08
ينطلق بطي سالم القبيسي عصر كل يوم إلى الصحراء في منطقة بدع زايد حاملاً معه ''لاهوب'' و''عقاب'' وغيرهما من الصقور التي يمتلكها، ليدربها على ''القنص''، فموسم الصيد بالصقور يبدأ في أكتوبر، وعلى بطي أن يكون حاضراً للتحدي· وقال القبيسي وهو مشغول بتحضير الصقور لعملية التدريب ''الشيب في العمر والشباب في القلب''· وأضاف صقار المنطقة الغربية: ''أشعر أنني في السجن وأنا في المدينة، أفضل حياتي هنا· أقتني أيضاً الإبل التي أرعاها وأسرح بها من منطقة إلى أخرى''· ورياضة ''القنص'' بالصقور تعتبر من أشهر الرياضات التي عرفها الأجداد في الإمارات· وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' يقول: ''إن هواية الصيد بالصقور من أهم الرياضات العربية الأصيلة في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية''· وقد برع أهل أبوظبي منذ قديم الزمان وحتى الآن في معرفة حسن آداب وتدريب الصقر ومعاملته· وأهم ميزة في هذه الرياضة أنها مفيدة نفسياً وجسدياً، وهي رياضة اجتماعية تجمع بين رفاق الرحلة سواء بسواء· والقبيسي ''صقار'' منذ ستينات القرن الماضي، رافق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في معظم رحلات ''القنص'' في المنطقة الغربية وباكستان، كما يقول· وقال ''إن رحلة القنص في باكستان كانت تستغرق شهراً أو شهرين، أما في المنطقة الغربية فتستغرق أسبوعاً أو اثنين''· ويضيف: ''كنا نسرح في الصباح الباكر ونعود في العصر· أما في المساء، فكنا نضع الحظيرة، وهي أغصان أشجار طبيعية من الصحراء، لتكسر الرياح، ونشعل النار ونسهر ونتسامر سوياً''· ويحمل القبيسي طيوره يومياً إلى الصحراء مع بدء موسم تدريب الصقور، ويستعد للمنافسة كونه مشهوراً بحبه للتحدي· ويضع البرقع على عيني الصقر، ويوقفه على ''المنقلة'' المنصوبة في الأرض، وهو المقعد الذي يقف عليه الصقر· يربط ''السبق''، وهو الخيط، بقدمي الطائر وبـ''المرسل''، الذي يجمع ''السبق'' بـ''المنقلة'' عبر ''دوار'' كي لا يعلق الطير إذا ''افتر'' أو ''انحاس''· ويحمل سالم المزروعي وهو صقار شاب، ''لاهوب''، وينتقل إلى منطقة تبعد حوالي كيلومتر، لكنه يبقى على مرأى من بطي الذي يحمل الفريسة المربوطة بحبل أمام ''لاهوب'' ويلوح بها، عندها يحلق ''لاهوب'' مسرعاً تجاهها· ويبدأ بطي بالتلويح للفريسة يميناً ويساراً وإلى الأعلى ليدرب ''لاهوب'' على الطير والتحليق و''لتنبت عضلاته''، بحسب المزروعي· بعد دقائق قليلة من ''المطاردة'' ما بين الفريسة و''لاهوب''، يلتقط ''لاهوب'' الفريسة ويأكلها· ويكرر بطي العملية مع بقية الصقور كي تتعلم ''القنص'' جيداً· وأكثر الطيور المستخدمة اليوم في عملية ''القنص'' هي ''الجير الحر'' و''جير شاهين'' و''البريرة'' وهو الأكثر طلباً· وهناك ''الطير الوحش'' المرغوب، لكن القانون لا يسمح بتداوله بسبب الحاجة إلى الاهتمام به· وتُشترى الصقور التي تستخدم في ''الصقارة''، أي الصيد بالصقور، من باكستان وسوريا· وبعض الصقور عندما تشعر بأنها وقعت في شباك الصياد تموت بسبب الخوف· وتستغرق عملية ترويض الطير، في حال كان الصقار ممتازاً و''راعي طير''، أسبوعاً أو ثمانية أيام· وفي حال كان الطير ''خفاقاً'' أي متوحشاً ''لا نسمح له بالنوم في الليل إلى أن يتروض''، بحسب المزروعي· ويضيف: عندما أتأكد من أن الطير قد روض، أحمله إلى الصحراء وأربطه بحبل مثقل بحجر في الأرض، كي لا يتمكن من الهرب، وأضع الطير على ''المنقلة''، وأبتعد عنه عدة أمتار، وفي يدي طير ''الحبارى'' أو ''أرنب'' أو ''حمام''، ومن المستحسن أن تكون الفريسة حية، ''لأنها تحركه أكثر''·
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©