فَقَدَت شركة إنفوسيس أكثر من 20 ? من قيمتها السوقية بعد أن قضت نتائج الفترة الربعية المخيبة للآمال وعائداتها الواهنة على طموحات تعافي ثاني أكبر شركة تعهيد برمجيات هندية من حيث العائدات.
وبعد فترة من الأداء المتواضع خلال عام 2012 كانت شركة إنفوسيس قد حققت بعض التحسن في نتائجها في الفترة الربعية الرابعة، الأمر الذي كان قد زاد توقعات تمكنها من استعادة الشركة مكانتها واسترداد ما فَقَدَته من حصة بالسوق لصالح منافسيها الأكثر نجاحاً مثل شركة تاتا للخدمات الاستشارية، أكبر شركة في السوق الهندية من حيث المبيعات.
غير أن إنفوسيس لم تحقق سوى 23,9 مليار روبية هندية (437 مليون دولار) كصافي ربح في الفترة الربعية الأولى لهذا العام، بزيادة نسبتها 3 ? فقط مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، الأمر الذي أثر سلباً على أسهمها بنسبة 21 ?.
وكانت إنفوسيس قد أصدرت تقريراً تتوقع فيه ألا تحقق سوى 6 إلى 10? نمواً في السنة المالية المقبلة وهو أقل كثيراً من توقعات نمو صناعة تكنولوجيا المعلومات الهندية ككل المتراوحة نسبته بين 12 و14 ? حسب جمعية ناسكوم المهنية.
وبلغت عائدات إنفوسيس 104 مليارات روبية هندية، ولكنها فاجأت المستثمرين حين رفضت إصدار تقريرها المعتاد عن الأرباح المنتظرة للسهم، محتجة بأن أحوال التقلبات الخارجية حالت دون إصدارها توقعات دقيقة.
وتعتبر هذه النتائج نكسة كبرى لشركة إنفوسيس التي تعد رائدة تكنولوجيا المعلومات في الهند والتي سعت إدارتها خلال العامين السابقين إلى إعادة صياغة استراتيجية الشركة عن طريق تنمية منتجات خدماتها المعلوماتية لتشمل مجالات أكثر ربحاً منها على سبيل المثال مجال تقديم الاستشارات الإدارية.
وأرجع اس دي شيبولال رئيس تنفيذي إنفوسيس نتائج الشركة المتواضعة إلى الأحوال الاقتصادية الصعبة التي تواجه كبريات الشركات العالمية التي تصدر إنفوسيس إليها الغالبية العظمى من خدماتها.
وقال شيبولال في مؤتمر صحفي «ستظل البيئة متقلبة وهناك تحديات في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، مضيفاً لا تزال أسعارنا تتعرض لضغوط بسبب مساعي عملائنا إلى خفض الأسعار وتأجيل اتخاذ القرارات.
غير أن كثيراً من المحللين في مجال المعلوماتية يرى أن الإدارة الضعيفة أيضاً تكمن وراء مصاعب شركة إنفوسيس، خصوصاً قرار الشركة بالسعي إلى جذب المستهلكين ذوي الدخل المرتفع في وقت يكثف منافسوها جهودهم على الفوز بعقود أساسية في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وقال جاجانادام ثونوجونتلا الخبير في إس إم سي جلوبال سيكوريتيز شركة الوساطة في نيودلهي «من الواضح أن أداء إنفوسيس في تراجع مستمر»، وأضاف كانت إنفوسيس مرادفاً للثقة في أسواق المال الهندية طوال جيل من الزمن، وأما الآن يتقلب أداؤها وقد يتراجع بنسب تصل إلى 10 ? في كل فترة ربعية، وهذا ما يقلق كثيراً من المعنيين.
وأثارت نتائج إنفوسيس الشكوك في مدى سلامة شركات تعهيد معلوماتية هندية أخرى بما يشمل تي سي إس ووايبرو المنتظر قريباً أن يعلنا عن نتائجهما، كما تلقى نتائج إنفوسيس بظلالها على موسم الأرباح الذي يتصور بعض المحللين أنه ربما يكون الأضعف منذ نهاية الأزمة المالية العالمية في عام 2009.
وقال سانجيف براساد رئيس البحوث في مؤسسة كوتاك لإدارة الصناديق المؤسساتية «من المنتظر لقطاعات أخرى بالهند بما يشمل السيارات والمعادن والصناعات أن تحقق أرقاماً شديدة التدني ما يعود جزئياً إلى تضاؤل الاستهلاك في الاقتصاد عموماً».
وأضاف يبدو واضحاً أنها لن تكون فترة ربعية جيدة للجميع.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
عدد اليوم
