يوسف العربي (دبي) - وصل حجم الإنفاق على برمجيات أمن وحماية المحتوى الإلكتروني في الإمارات خلال العام الماضي إلى نحو 110 ملايين درهم (30 مليون دولار)، بحسب إحصاءات شركة «كاسبرسكي لاب» العالمية المتخصصة في برمجيات أمن وحماية المعلومات التي توقعت زيادة الإنفاق المحلي على أمن المعلومات بنسبة 20% خلال العام ليصل إلى نحو نحو 132 مليون درهم (36 مليون دولار).
وأشار طارق كازبري المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط في تصريحات خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة في دبي أمس أن المؤسسات الحكومية والشركات استحوذتا على نحو 87% من إجمالي الإنفاق المحلي على برمجيات أمن وحماية المحتوى الإلكتروني خلال العام الماضي، ما يعادل 95,7 مليون درهم (26 مليون دولار)، فيما بلغت حصة الأفراد نحو 13% بما يعادل 14,3 مليون درهم (3,9 مليون درهم).
وأوضح أن حصة الجهات الحكومية والمؤسسات مرشحة للتراجع خلال العام الحالي، في ظل إقبال المستخدمين الأفراد وزيادة وعيهم بمخاطر الفيروسات والاختراقات الأمنية التي شهدت زيادة مضطردة خلال السنوات القليلة الماضية.
وتوقع تقرير كاسبرسكي لاب أن تستمر معدلات الجريمة الإلكترونية والهجمات الموجهة للحواسيب الآلية عند معدلاتها القياسية التي سجلتها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية نتيجة استمرار الاضطرابات السياسية وضغوط الأزمة المالية العالمية التي أسهمت في زيادة معدلات البطالة وانخفاض دخول الأفراد ومن ثم زيادة نسبة محاولات اختراق الأجهزة.
وأرجع كازبري تركز الهجمات الإلكترونية الموجهة على منطقة الشرق الأوسط إلى ضعف أنظمة الحماية الإلكترونية للحواسيب الشخصية مقارنة بما هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، مضيفاً أن أي خلل في أنظمة الحماية في المنطقة يجعل من المنطقة مطمعاً لهجمات القراصنة من جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن معدل النمو المتوقع في سوق برامج الحماية في المنطقة، يقدر بنحو 20%، خلال العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي، معتبرا أنها معدلات جيدة تعكس زيادة الوعي العام للمستخدمين بأهمية تبني حلول أمنية لحماية المحتوى الإلكتروني من محاولات الاختراق.
وأوضح أن حكومة الإمارات قامت بدور محوري في زيادة الوعي من خلال الأهمية التي أولتها الدولة لوضع قطاع حماية البرامج والفيروسات، فضلا عن التقدم الملموس الذي أحرزته الدولة على صعيد مكافحة وضبط الجريمة الإلكترونية.
وحول انتشار عملية قرصنة البرمجيات من خلال النسخ غير المشروعة للبرمجيات، أكد كازبري أن تقليد برمجيات الحماية وبيعها بشكل غير قانوني عبر الإنترنت يمثل أكبر التحديات أمام الشركات الناجحة في هذا المجال، إذ تزيد بنسبة مطردة مع زيادة انتشار منتجات الشركة في السوق.
وقال أنه مع كل مليون مستخدم شرعي لبرامج كاسبرسكي للحماية يوجد 700 ألف مستخدم غير شرعي لتلك البرامج وتتركز أعمال القرصنة وتقليد منتجات البرمجيات بشكل أساسي على منتجات الأفراد فيما تبدي الشركات في منطقة الشرق الأوسط التزاماً واضحاً تجاه الحفاظ على حقوق الملكية الفكرة لمنتجي البرمجيات خاصة في الدول التي تطبق تشريعات صارمة على هذا الصعيد، بحسب كازبري.
وأشار إلى أن الشركة اتخذت العديد من الإجراءات لتقليص نسبة التقليد والنسخ لبرامج الحماية التي تنتهجها من خلال استخدام أكواد التفعيل عبر الإنترنت وتخفيض أسعار المنتجات الجديدة في المناطق التي تنتشر فيها معدلات قرصنة البرمجيات.
ومحلياً، أكد كازبري فعالية الإجراءات الحكومية التي تتخذها الإمارات للتصدي لعمليات قرصنة البرمجيات، إذ تتميز هذه الإجراءات بالصرامة والفعالية، الأمر الذي وضع الإمارات ضمن قائمة أفضل 25 دولة على مستوى العالم في مجال حماية حقوق منتجي برامج الكمبيوتر.
وأعلنت كاسبرسكي لاب خلال المؤتمر الصحفي ، عن إطلاق أحدث تقنياتها الأمنية الخاصة بقطاع الأعمال وهو Kaspersky Sec rity for Virt alization- الذي صمم من الصفر من قبل فريق خبراء الأمن الشركة ويركز المنتج على حماية البنى التحتية المؤسساتية النامية من البرمجيات الخبيثة ويستخدم للبيئات الافتراضية لاغلاق الحلقات الضعيفة التي يسهل على المجرمين الإلكترونيين استغلالها.
ويعمل المنتج الجديد كأداة أمنية افتراضية تتكامل لتأمين الحماية من البرمجيات الخبيثة معتمدة على المحرك المكافح للبرمجيات الخبيثة الذي طورته الشركة ويتميز بتجنب التعقيدات غير الضرورية واستنزاف الموارد التي تتصف بها البرامج الأمنية التقليدية، التي بدورها تكرس التقنية المطلوبة لخدمة البيئات الافتراضية.
من جانبه، قال بيوتر ميركولوف مدير شؤون المنتجات لكاسبرسكي لاب إن تكامل المنتج مع VMware يمنح العملاء إمكانية استخدام تقنيات كاسبرسكي لاب لمؤسساتهم، مؤكدا أن قنوات التوزيع المحلية والعالمية تترقب طرح الحل الخاص بالبيئات الافتراضية.
وأكد أن هذا النموذج من الحماية يكفل تزويد جميع الآلات الافتراضية بالمستوى الافضل من الحماية بغض النظر عن تاريخ إنشاء الآلة الافتراضية أو المدة التي يتم تشغيلها فيها.
عدد اليوم
