الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانقلاب يكسر المحرمات ويفتح ملفات الجيش التركي للتحقيق

3 أكتوبر 2008 02:18
كسرت محاكمة جماعة يمينية متهمة بمحاولة القيام بانقلاب للإطاحة بالحكومة التركية التي لها جذور إسلامية وتسعى للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، المحرمات وأخضعت الجيش القوي لتحقيق قضائي· ويأمل ليبراليون أن تذهب القضية لأبعد من هذا وتؤدي إلى اختراق تاريخي لمؤسسة (الدولة الخفية) التي تعني القوميين المتشددين في قوات الأمن التركية وفي النظام البيروقراطي للدولة، لأنها -كما يقولون- تقاوم الإصلاح· لكن حزب العدالة والتنمية الحاكم أمامه مهمة صعبة ليثبت أن القضية التي تنظرها المحكمة خلال أقل من ثلاثة أسابيع ليست حملة تستهدف معارضيه، وإذا فشل فيمكن أن تواجه الحكومة اتهامات من قبل علمانيين متشددين بمحاولة فرض نظامها الإسلامي الخاص من خلال ممارسة الضغط على القضاء· وقال باسكين اوران الكاتب والأستاذ بجامعة أنقرة: ''لا نعلم إلى أين يسير التحقيق، لكن هناك شيئاً واحداً مؤكداً هو أن تركيا تتغير، والجيش لم يعد محصناً لا يمس، تركيا تفرغ أمعاءها''· واعتقل أكثر من مئة بينهم جنرالان متقاعدان في تحقيق مستمر على مستوى البلد منذ 15 شهراً، مما زاد التوتر السياسي المرتفع بالفعل· وينفي الجيش الذي أطاح بأربع حكومات منتخبة في الأعوام الخمسين الأخيرة أي صلة له بالجماعة المعروفة باسم (ايرجينيكون)، لكن إلقاء القبض على جنرالين بارزين متقاعدين في يوليو حدث لم يسبق له مثيل في تركيا التي طالما تمتع فيها الجيش فعلياً بمكانة لا تمس، وفي الشهر الماضي احتجز خمسة ضباط برتبة لفتنانت وطالب بالكلية الحربية· وكانت هذه المرة الأولى التي يعتقل فيها ضباط في الخدمة في تحقيق قالت وسائل الإعلام إنه ينطوي على مؤامرات بأسماء حركية منها القفاز والفتاة الشقراء وضوء القمر· وتحاكم جماعة ايرجينيكون في 20 اكتوبر الجاري بتهم التخطيط لاغتيالات وتفجيرات حتى يتسنى للجيش التدخل ويطيح بحكومة حزب العدالة والتنمية· ويقول أوميت كارداس وهو قاض في المحاكم العسكرية ويكتب من وقت لآخر في الصحف التركية: ''على الأقل أثارت ايرجينيكون بعض علامات الاستفهام والشكوك في أذهان الناس، هذه المؤسسات من المحرمات''· وينفي رجب طيب أردوجان رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية الاتهامات بأنه يسعى إلى تقويض النظام العلماني المطبق في تركيا منذ 85 عاماً، كما ينفي ممارسة ضغوط على المحاكم للانتقام من المعارضين العلمانيين، لكنه سيحتاج إلى التحلي ببرود الأعصاب على مدار الأشهر المقبلة· وأضاف كارداس: ''إنها فاتحة مبادرة أكبر، لكن ليس واضحاً إلى أي مدى عقدت الحكومة العزم على دعم العملية''· ويرى إصلاحيون ليبراليون أتراك داخل حزب العدالة والتنمية وخارجه أن الإصلاحات التي تتماتشى مع توصيات الاتحاد الأوروبي تعوقها الدولة الخفية، ويعرفونها بأنها مؤسسة رجعية تشمل القضاء وأجهزة الأمن والنظام البيروقراطي الحكومي· وما دام نظام الدولة الخفيــــــــة لا يزال يعمل ولا يقر الجميع بأنه موجود أصلاً، فلن يحالف الإصلاحات الليبرالية على صعيد حقوق الإنسان والحريات نجاح يذكر· وأصبحت جماعة ايرجينيكون التي تستمد اسمها من الأساطير التركية الوطنية بالنسبة لكثيرين رمزاً لتلك الدولة الخفية· وتزخر الصحف بتكهنات وتسريبات تربط جماعة ايرجينيكون بخطط انقلاب، إلى جانب أشياء أخرى من بينها أن لها صلات بالمتمردين الانفصاليين الأكراد والشيوعيين أو المتشددين· وأحجم مسؤولون عن الإدلاء بتفاصيل عن قرار الاتهام الذي يقع في 2500 صفحة والشكوك المحيطة بأن دوافع ممثل الادعاء لها صلة قوية بالاستقطاب الذي تعاني منه تركيا· ولم يتدخل الجيش التركي الذي يمارس نفوذاً هائلاً من وراء الكواليس في القضية· وألقي القبض على الجنرالين المتقاعدين في منزليهما بمجمع سكني تابع للجيش، ويقول جنكيز اكتر الأستاذ بجامعة باهجشير باسطنبول: ''الأمل الرئيسي للدوائر الليبرالية في تركيا هو أن تكون ايرجينيكون فرصة لتركيا للتصالح مع ماضيها واكتشاف حقيقة المذنبين الأشرار في جهاز الدولة''· ومعظم المعتقلين من منتقدي الحكومة الحالية، ومن بينهم رؤساء تحرير صحف ومحامون وزعيم حزب قومي صغير، مما دفع منتقدين إلى القول إن التحقيق له دوافع سياسية· ويرى جاريث جينكينز وهو محلل أمني يتخذ من اسطنبول مقراً له أن ''ايرجينيكون فرصة كبيرة يضيعها الساسة، والمأساة الحقيقية هي أن حزب العدالة والتنمية يستغل ايرجينيكون لتشويه سمعة معارضي الحكومة، وهذه عقبة كبرى في طريق تصفية الماضي، الحقيقة ستضيع''· ويرى المحللون أن جماعة ايرجينيكون يمكن أن تهز دوائر السلطة العليا في الدولة لتظهر تركيا أكثر شفافية، وقالوا: ''بعد ايرجينيكون ستصبح تركيا دولة أفضل، أكثر ديمقراطية واكثر استعداداً للانضمام الى أوروبا·''
المصدر: أنقرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©