الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواقع البحث المتخصصة تقلص من هيمنة «جوجل»

مواقع البحث المتخصصة تقلص من هيمنة «جوجل»
26 ابريل 2013 23:24
نفرض أن شخصاً ما يريد قهوة لاتيه، فإنه من المتوقع أن يستخدم هاتفه الذكي ويفتح تطبيق ييلب Yelp ليبحث عن أقرب مقهى، أما إن أراد أن يشتري ماكينة إسبريسو، فإنه من الأرجح أن يستخدم أمازون دوت كوم. سواء في الحالة الأولى أو الثانية تخسر جوجل واحداً من عملائها. غير أن جوجل لا تزال ملكة البحث بلا منازع إذ تسيطر على نحو ثلثي السوق الأميركية للإنترنت. ولكن أسلوب البحث يتغير خصوصاً مع تزايد أعداد الناس الباحثين عمّا يريدون شراءه أو أكله أو تعلمه على أجهزتهم المحمولة. وأدى ذلك إلى وضع صناعة البحث على الإنترنت البالغ حجمها 22 مليار دولار والتي ربما تعد نشاط الإنترنت الأكثر ربحاً وتأثيراً، في أهم مفترق طرق منذ اختراعها. لم يعد الناس يريدون بحث الشبكة كأنهم يبحثون في فهرس كتاب - بمعنى البحث عن روابط يظهر فيها لفظ معين. بل يتطلعون إلى أنواع جديدة من البحث المتلائم معهم الذي يطور المعرفة والفهم للإجابة على استفسارات بعينها وليس لمجرد توجيه الناس في الاتجاه الصحيح، ولذلك فإن مواقع مثل ييلب أو تريب ادفايز، أو أمازون تقلل تدريجياً من سيطرة جوجل. وقال أورين ايتزيوني البروفيسير في جامعة واشنطن الذي شارك في تأسيس شركة متخصصة في بحث التسوق والرحلات الجوية: «ما يريده الناس هو: أن تطرح سؤالاً بسيطاً جداً لتحصل على إجابة بسيطة جداً. وأضاف: «لا نريد تلك الروابط الزرقاء العشرة على شاشة صغيرة، بل نريد أن نعرف أقرب مطعم سمك ونحجز فيه ونحن في الطريق متوجهين إليه». يدهش الناس بالازدحام الهائل الذي أصبحت عليه شبكة الإنترنت. وتقول جوجل إن هناك 30 تريليون عنوان موقع مقارنة بتريليون موقع منذ خمس سنوات - ويتوسم الناس أن تكون كمبيوتراتهم وهواتفهم أكثر ذكاءً وأكثر قدرة على خدمتهم. بل إن العديد من الجهود الجديدة عبارة عن خدمات لا يخطر على بال الناس أصلاً أنها محركات بحث. لأمازون مثلاً حصة تفوق حصة جوجل في بحوث التسوق بالولايات المتحدة وهو أكثر أنواع البحث ربحاً. ففي مواقع مثل بنترست وبوليفور ينتقي الناس أفضل احتياجاتهم من على الشبكة كالملابس أو الهدايا أو غيرها. ويتجنب مستخدمو الهاتف الذكية جوجل ويتوجهون مباشرة إلى تطبيقات متخصصة مثل كاياك أو ويذر أندرجراوند لمعرفة الأحوال الجوية. وهناك تطبيقات أخرى ترسل إلى مستخدمي الهواتف مباشرة معلومات مثل حالات تأخر الرحلات الجوية أو تعطل حركة المرور حتى قبل أن يطلبوا ذلك. ويستخدم الناس (يوتيوب) للبحث عن أشياء مثل طريقة عقد رابطة العنق، ويستخدمون موقع (سيري) للبحث عن هواتف آي فون ويستخدمون خرائط الإنترنت لبحث عن أماكن محلية، بينما يستخدمون فيسبوك للبحث عن أشياء تروق لأصدقائهم (Like). وتسعى خدمات مثل (لينكت إن انفلوينسرز) و(كورا) أن تكون بمثابة أنواع مختلفة من محركات البحث يعني أماكن للبحث عن محتويات تخصصية عالية الجودة والبعد عن الخوض دون جدوى في غير ذلك من المداخل في الشبكة. في خدمة كورا تتم الإجابة على أسئلة مثل «كيف كنت تشعر حين كنت تعمل عند ستيف جوبز؟» من قبل أناس مروا بالفعل بهذه التجربة وهو شيء لا تستطيع جوجل الإجابة عليه. مع ذلك لا تزال جوجل فريدة، حتى بعد أن بات هناك مواقع بحث بديلة شائعة الاستخدام. وقال داني سوليفان المحرر في موقع المدونات المسمى سيرش إنجين لاند: «إن جوجل تشبه المتجر الشامل، ولكنه ليس بالمتخصص في أصناف بعينها». غير أن قطاع البحث في الإنترنت لا يزال واعداً وكبيراً لدرجة أن مايكروسوفت متمسكة به رغم خسارتها مليارات الدولارات سنوياً على «بنج» وعدم قدرتها على إحداث ولو تأثير طفيف على حصة جوجل بالسوق الأميركية. يذكر أن مايكروسوفت التي بلغت حصتها في تلك السوق 17% في شهر فبراير ترتفع إلى 26% لو ضمت إليها بحوث ياهو، قالت إنها تعتبر البحث ضرورياً لمنتجاتها الأخرى مثل إكس بوكس أو الهواتف. وقال سوليفان: «لديك ملايين الناس يومياً يطلبون بدقة ما يريدون وإذا كنت معلنا فإن البحث يعتبر وسيلة مناسبة جداً». وتقدر مؤسسة إي ماركتر أن جوجل تجني نحو ثلاثة أرباع ما ينفق على إعلانات البحث بالولايات المتحدة. ذلك أن محركات البحث تكفل للشركات كميات ضخمة من البيانات ومقياساً لمدى إقبال المستخدمين على التعرف على تلك الشركات. وهناك مؤشرات إلى حدوث تغير تدريجي في سلوك بحث الناس على نحو يؤثر على هذه الشركات. تراجعت بحوث على خدمات تقليدية تهيمن جوجل عليها بنسبة 3% خلال النصف الثاني من العام الماضي بعد أن ارتفعت لسنوات، بحسب كوم سكور، كما انخفض عدد البحوث لكل باحث بنسبة 7%. وفي المقابل زادت البحوث على المواقع التخصصية المعروفة باسم محركات البحث الرأسي، بنسبة 8%. ورغم أن البحوث التقليدية، زادت مرة أخرى هذا العام إلا أن هناك بيانات أخرى تعكس تعرض جوجل للخطر. ففي الفترة الربعية الأولى انخفض الإنفاق على إعلانات البحث بنسبة 1% وهو تراجع كبير لجوجل، بحسب أجنيشن وان شركة التسويق الرقمي. وخسرت جوجل العام الماضي جزءاً من حصتها في سوق إعلانات البحث الأميركية، للمرة الأولى حسب إي ماركتر، حيث تراجعت حصتها إلى 72.8% من 74%. ومن المتوقع أن يتباطأ نمو إنفاق الإعلانات على محركات البحث التقليدية على نحو يفوق تباطؤ إجمالي إنفاق البحث على الشبكة، وهو ما يعد نقطة تحول، إذ كان نمو الإنفاق على محركات البحث التقليدية يفوق نمو إنفاق إعلانات الشبكة بكثير حتى العام الماضي، بحسب إي ماركتر. ولا تقف جوجل ساكنة، ولكنها تجري مزيداً من التغيرات على ما تقدمه من محركات بحث بوتيرة أسرع مما اعتادت عليه لسنوات. حيث قام لاري بيج أحد مؤسسيها ورئيسها التنفيذي بإطلاق اسم جديد على قسم بحثها هو «نوليدج» أي «معرفة» بالعربية، فهو الآن يريد أن يتلقى الناس معلوماتهم من جوجل. وتعرض جوجل الآن إجابات بدلاً من مجرد روابط يعني لو بحث الشخص عن شيء مثل «الجو» أو حتى «رحلته» ففي هذه الحالة يمكن لجوجل أن تستمد معلومات الرحلة الجوية من حساب الشخص على جي ميل. كما أجرت جوجل أكبر تغير العام الماضي حين استحدثت ما يسمى بخريطة رصد المعلومة، فبينما يقوم البحث عموماً بمطابقة الكلمة مع مواقع الشبكة، تستخدم خريطة رصد المعلومات دلالات الألفاظ التي تفهم المعاني والعلاقات بين الناس والأماكن والأشياء. فالبحث المعتاد عن كلمة «ديانا» يظهر صفحات على شبكة ترد فيها هذه الكلمة سواء على موقع ويكبيديا بصفتها أميرة ويلز الراحلة أو شركة متخصصة في بيع خاتم الخطوبة. غير أن محرك بحث أكثر دراية وذكاءً يمكن أن يكتشف ما إن كان الشخص يبحث عن معلومات عن صديقة تسمى «ديانا»، أو أنه مهتم أيضاً بالبحث عن كيت ميدلستون. وقال بن جوميز أحد زملاء جوجل: «ما تفعله جوجل الآن هو تحصيل بعض المعلومات التي تدور في ذهن الناس، وبذلك في وسع المستخدمين التواصل مع جوجل على نحو يقترب جداً من طريقة تفكيرهم». وقالت جوجل إن هذه الخطوات الصغيرة توضح الهدف الذي تسعى إليه الشركة. وقال جوميز: «في المستقبل سيكون في إمكان جوجل الرد على أسئلة أكثر صعوبة مثل: «كم المسافة بيني وبين برج إيفل؟ وأين يمكنني أن أذهب إلى حفلة موسيقية في جو دافئ العام المقبل؟». ورغم ما حققته خدمات البحث البديلة من تقدم، فإن عادات المستخدم على الشبكة من الصعب تغييرها مثلها مثل العادات الفعلية، وخصوصاً إن كانت مفيدة، بحسب أندرو ليبسمان نائب رئيس كومسكور الذي قال أيضاً: «اعتاد الناس على جوجل فارتبطوا بها، نظراً لأنهم يستعينون بها يومياً ويحصلون منها على المعلومات التي يريدونها، إذاً فهي بمثابة دورة ذاتية التقوية. ولا تستطيع أي جهة أن تفعل هذه الأمور على نحو يتعارض مع العادات المألوفة». نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©