السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكاميرا السخيفة!

21 ديسمبر 2009 21:27
موقف لا يُحسد عليه أحد، الذي تحوّل من العَدم، إلى كارثة غير متوقعة!. إحدى الفتيات تزوجت، وسكنت مع زوجها في شقة، وفي يوم أُضطر الزوج المبيت لليلة واحدة، في مهمة عمل، نامت الزوجة، وقفلت باب شقتها عليها، وغرفة نومها أيضاً، أثناء ذلك غيّر الزوج رأيه، وأقفل عائداً إلى بيته، دون أن يخبرها، لأن الوقت كان متأخراً، دخل البيت، وحينما أراد أن يدخل غرفة النوم، وجد الباب مقفلاً، طرق الباب بيده، وكرّر الطرق، فزّت الزوجة مفزوعة من نومها، فتحت الباب، فتهيأ لها شبحاً، أوغريباً في الظلام قد اقتحم بيتها، فصرخت، لتسقط مغشياً عليها، ولشدة الرعب، والصدمة فارقت الحياة، نتيجة سكتة قلبية مفاجئة!. لم تكن الحادثة موقفاً، من مواقف «الكاميرا الغبية»، التي يتحفوننا بها منتجوها البائسين في كل عام، متفننين باختراع مواقفهم السخيفة، متصيّدين بها ردود أفعال الناس البسطاء كيفما شاء لهم، باللعب على نقاط ضعفهم، أو استفزازهم بطريقة، أو بأخرى، لا تخل ُمن الإهانة أحياناً، أو من الضرر، والأذى المباشر أحايين كثيرة، بعكس الكاميرا الأجنبية، التي تجدها غالباً مواقف خفيفة، صامتة، بلا حوار، أو سيناريو»رقيع»، أو فبركة مواقف باردة، فلا تجد غير الابتسامة، وفي أقل من دقيقة، ينتهي المشهد، بلا مفاجئات، ولا كدمات، أو ردود معاكسة!. السؤال: أين الكوميديا في تلك» المصائد»، أين هي كوميديا الموقف، الراقية، في أن تستفز أحد العمال الآسيويين، ومساومته على عجلته المركونة أمام محل للبقالة، ليلحق بك مستنفراً حاملاً «مداسه» في يده خلفك، أعزكم الله، في مشهد مهين» للبطل»، الذي لا أدري كيف استطاع أن يلاقي الناس بعده؟!. إصرار بعض القنوات على إنتاج برامج « خفيفة» بحسب رأيهم، وإدراجها تحت مسميات أكثر غباءً، فيها من الإسفاف، والطرح المتدني الواضح، كنسج مواقف، لأفكار مستهلكة، قد استنفذت فاعليتها، وتسويقها، بغرض استجداء ضحك المشاهدين عنوة!. بهذا الابتذال، وبهذا الاستسهال لن نخلق «كوميديا موقف» هادفة، تستحق المشاهدة، أوحتى الإنفاق عليها، عن طريق تناسلها الممجوج سنوياً، ولا أدري أين يكمن نجاحها من وجهة نظر منتجيها، وما السرّ في ربطها، كوجبة أساسية مُلازمة لشهر رمضان المبارك؟!، ليُطلّ علينا « أبطالها» العباقرة، بعد مدفع الإفطار، مكررين محاولتهم البائسة، التي غالباًً ما تكون عواقبها وخيمة، وغير محسوبة، ككارثة الزوجة النائمة!. *همسة: «البشر في الظلام يتوحدون كالظل بلا ملامح»! فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©