الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنحوتات... أجسام جامدة تبعث الحياة في البيوت

المنحوتات... أجسام جامدة تبعث الحياة في البيوت
21 ديسمبر 2009 21:33
يعتبر النحت فناً متميزاً عن باقي الفنون، فهو يختلف عنها في الأسلوب، حيث لا يحاكي الأشكال المسطحة، وإنما يرتكز على الأشكال المجسمة ذات الأبعاد الثلاثية، ولهذا الفن تاريخ قديم قدم الصخور والإنسان، الذي لم يستخدم في الماضي فن التصوير أو الرسم أولاً، وإنما نحت من الصخور بيوتاً، ومن الأشجار عصياً وأقواساً، ومن الحديد أسلحة ورماحاً، استخدمها في شتى الأغراض لتوفير متطلبات الحياة على تعددها وتنوعها، ولعل أفضل ما يؤكد مصداقية كلامنا هي تلك النقوشات والرسومات الأثرية التي تم اكتشافها عند عمليات الحفر والتنقيب، حيث نجد أن الحضارات القديمة قد استخدمت هذا الفن باختلاف أشكاله، خاصة الحضارة الفرعونية والرومانية واليونانية التي عاش فيها النحت عصره الذهبي. وتؤكد الأبحاث والدراسات الخاصة بتلك الحضارات أنّ النحت كان من أكثر الفنون انتشاراً، حيث كان القدماء يستخدمونه للتعبير عن الأجواء المحيطة بهم، وقد ذاع هذا الفن عند رجال الدين بصورة خاصة، حيث استخدموه لغرض التعبير عن الآلهة المختلفة الخاصة بهم، وشهد انتشاراً في عصر النهضة الذي أطلق للوجود أسماء أشهر النحاتين العظماء. أما النحت في الفن الإسلامي فقد استعمل في تجسيد أجسام الحيوانات، إضافة إلى تصوير بعض الشخصيات التاريخية كالملوك وقادة الجيوش، فقد وردت التماثيل كثيرا في كتب التاريخ الإسلامية، وهي كانت على نوعين: ثابتة، وهي التي أشار إليها الخطيب في مقدمة كتابه “تاريخ مدينة السلام”، عن تمثال الفارس الذي يحمل رمحا فوق القبة الخضراء في بغداد، على عهد المنصور، كما تناولها المقريزي في وصف ما كان ينجز في القاهرة منها أيام الفاطميين. وتماثيل المتحركة ورد ذكرها في “أخبار مصر” لابن ميسر، حيث قال: “إنَّ وزير الفاطميين، الأفضل بن أمير الجيوش، كان له مجلس يحتوي ثمانية تماثيل متقابلة، أربعة منها بيضاء من الكافور، وأربعة سوداء من العنبر، عليها أفخر الثياب وأثمن الحلي، وبأيديها أحسن الجواهر، فإذا دخل الوزير من باب المجلس ووطأ العتبة، نكست التماثيل رؤوسها خدمة له، فإذا جلس في صدر المجلس استوت قائمة”. المنحوتات تستقبل ضيوفك أصبح النحت في عصرنا الحالي دليلا على الإبداع، وخطوة مهمة في تنسيق ديكور منزلي عصري وراقٍ، فهو يعبر عن البعد الفني في شخصية صاحبه، أو بالأحرى الناحية عن الإبداعية فيه، حيث كثيراً ما نجد الفنانين كالموسيقيين والرسامين، وحتى الكتاب والأدباء، يحرصون على اقتناء المنحوتات على اختلاف أشكالها وأحجامها كي يزينوا بها أركان بيوتهم، فيضعون صغيرة الحجم منها في زوايا غرف النوم وصالة الضيوف. أما الكبيرة فيكون مكانها عند المدخل الرئيسي للبيت كمعالم جميلة مهمتها الأساسية الترحيب بالضيوف والزوار، وإعطاء انطباع جميل يعكس شخصية صاحب البيت المبدعة، حتى وإن لم يكن هو من ابتكر المنحوتة، إذ يكفي أنه كان صاحب القرار والذوق في اختيارها. إضافة إلى تصنيف المنحوتات كعناصر تزيد من جمالية المكان ورقي ديكوره، فهي قد تستخدم لبعث رسائل معينة قد يكون الهدف منها تاريخياً، كمنحوتات تعبر عن ملحمة ما، أو تمثال لشخصية تاريخية تركت بصمتها، وأصبحت قدوة ومثالا يحتذى به، ومنها ما يكون هدفها لتخليد ذكرى محببة كأن يهدي الزوج زوجته تمثال الحب بمناسبة ذكرى زواجهما مثلاً، أو تمثالاً لرضيع صغير بمناسبة قدوم مولوده الأول، ومنها ما يكون هدفها دينياً، حيث تعبر عن آلهة ما لإحدى الديانات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©