الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا والصين في المحيط الهادئ

26 ابريل 2013 22:36
آنا مولرين بكين يعتبر المسعى الأميركي لتخفيف المخاوف الصينية إزاء التحول الاستراتيجي للبنتاجون إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ أحد المواضيع الأساسية في أجندة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، وذلك خلال الزيارة التي يقوم بها إلى بكين في الأسبوع الجاري، والتي تندرج في إطار المباحثات العسكرية الرفيعة بين البلدين والأولى من نوعها منذ نحو سنتين. كما يندرج هذا اللقاء أيضاً في سياق الحملة الأميركية المكثفة لكسب قلوب وعقول الصينيين، الأمر الذي يضع أعباء ثقيلة على كاهل الجنرال الأميركي. فبعد عقد كامل من الحروب الأميركية في العراق وأفغانستان، يراهن الجيش الأميركي على نقل تركيزه إلى الجهة الأخرى من العالم وعلى تحقيق أفضل استغلال لموارده المتاحة، مع تأكيد المسؤولين الأميركيين أن خطوتهم تلك ليست بأي حال من الأحوال رد فعل على الصعود العسكري الصيني في المنطقة، وأن الهدف منها ليس احتواء الصين، أو التصدي لأنشطتها البحرية المتزايدة. لكن بكين من جهتها تنظر إلى الحضور الأميركي المتنامي في آسيا والمحيط الهادئ على أنه نذر تهديد قادم، ربما تسعى من ورائه الولايات المتحدة إلى اقتحام فنائها الخلفي ومجالها الحيوي. هذا التخوف الصيني عكسته الوثيقة الدفاعية الصادرة عن الجيش الصيني مطلع الشهر الجاري، والتي يتحدث فيها على نحو قلق وملحوظ، وإن كان بصورة مشفرة، عن «وجود بعض البلدان التي تسعى إلى تعزيز تحالفاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتوسيع حضورها العسكري في المنطقة، ما يوتر أحياناً الوضع في آسيا». وبالنسبة للبنتاجون فقد كان الأمر واضحاً إلى حد كبير، ذلك أن «بعض البلدان» إنما تحيل على الولايات المتحدة وليس بلداً آخر. وحسب آخر المؤشرات على الزيارة الأخيرة لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي للصين، فقد تمكن الجنرال ديمبسي من تحقيق بعض التقدم في مسعى تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين وتمتين الروابط بين الجيشين، باعتباره أحد الأهداف التي طالما سعى المسؤولون الأميركيون لتحقيقها. وخلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الأميركي، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الصيني، الجنرال فانج فنجوي، بأن «منطقة المحيط الهادئ واسعة ويمكنها استيعاب البلدين معاً»، مضيفاً في هذا الخصوص أنه من الأهداف الواقعية التي يمكن العمل على بلوغها «احترام المصالح المتبادلة لبعضنا بعضاً» في المنطقة «لتفادي المنافسة المضرة وتجنب أسباب الاحتكاك والتوتر، أو حتى تصعيد الأمور إلى حد مواجهة غير مرغوب فيها». وعلاوة على ذلك، أكد مسؤولون في الجيش الأميركي إحرازهم بعض التقدم في مجال فتح قنوات الاتصال بين الجيشين وتطوير «قواعد سلوك» مشتركة تهدف إلى «منع أو تقليل احتمالات سوء الفهم، أو وقوع حوادث عندما يكون الجيش الصيني والأميركي يعملان بالقرب من بعضهم بعضاً». لكن رغم التطمينات التي سعى المسؤولون الأميركيون إلى إيصالها لنظرائهم الصينيين، ما زالت أجواء التوتر تطفو على السطح بينهما، وهو ما عبر عنه صحفي صيني توجه إلى الجنرال ديمبسي خلال المؤتمر الصحفي المذكور، قائلاً: «نحن جميعاً نعرف استراتيجيتكم لإعادة التوازن في آسيا، ولا نستطيع إغفال التدريبات العسكرية المشتركة التي تجرونها بالقرب من الصين»، ليرد الجنرال الأميركي، قائلاً: «هذه الانشغالات الصينية هي أحد الأسباب المهمة التي دفعتني للمجيء إلى بكين». لكن حتى في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتها العسكرية مع الصين شدد الجنرال ديمبسي بصورة واضحة على أن أميركا ستقوم بذلك فقط «في سياق تحالفاتنا التاريخية والمستمرة في المنطقة»، وهو تلميح من ديمسبي إلى علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها في آسيا، مثل تايوان التي تتلقى الأسلحة من الولايات المتحدة، وتستفيد من حمايتها فيما تطالب الصين باستعادتها. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©