لوحة العام

هذا الشهر يمثل لنا نقطة البداية والانطلاق نحو عام هجري جديد كان أو ميلادي سيكون. صفحة جديدة نفتحها.. صفحة نحاول جاهدين أن تكون جميلة حتى وإن كانت تحمل نقاطا سوداء من العام السابق، سنحاول أن نمحو كل هذه النقاط حتى لو اضطررنا إلى تغيير لونها إلى ألوان أكثر إشراقاً فقط لننطلق في سماء مشرق ومشع. هاهم الأطفال يجرون بسرعة نحو الحاضر والمستقبل هم لايدركون مافاتهم من الأعوام الماضية، لديهم قدرة على فهم الحاضر والمستقبل لذلك التصق الأمل بهم. عام جديد وأحلام جديده ونوايا لا تعرف إلا الخير درباً لها، مشاريع تكتمل ومشاريع تنتهي وأخرى تنطلق، هكذا نبدأ أجندة العام الجديد. هناك من يخطو خطوات مختلفة عليه وهناك من يرى النور لأول مرة ومن يعيد جدولة أشيائه. قليلون هم فقط من يقفون أمام هذا العام متفرجين على عام جديد آخر يذهب من بين أيديهم من دون أن يجعلوا له عنواناً يرتبطون به أو يرتبط بهم. سنة جديدة و»مسجات» مهنئة مليئة بالأماني المجيدة. تهنئة من القلب أو من اللسان لايهم المهم أنها بأطيب الكلام جاءت مع هذا العام الجديد. إحمل ألوانك هذا السنة وارسم على لوحة حياتك شمسا وقمرا ونجوما وغيوما بيضاء وأخرى قاتمة ولا تخف من هذه الغيوم القاتمة ففي النهاية ستحمل لك أمطار الخير، أكمل اللوحة بأنواع الشجر واصنع مربعات قرب الألوان الخضراء وألصق فيها صور الأهل والأصحاب والأعداء لأن هذه البقعة الخضراء ستمتص كل العداء وتجعل هذه السنة أكثر صفاء، أكمل الرسم فمازالت السماء زرقاء والبحر أزرق، وهناك الأسماك والمواشي والناس والمباني والسيارات والأهم من ذلك الهواء، لكنك لن تتمكن من رسم الهواء إن لم تحدد موقفك من البيئة التي تحيا فيها وبها، لكن لا تنس أن ترسم موقعك بين كل هؤلاء. من قال إنه يجب أن تكون رساماً بارعاً لترسم مثل هذه اللوحة أو أجمل منها يكفي فقط أن تمسك الفرشاة والألوان وتبدأ الرسم. انطلق نحو العام الجديد بلوحة أو بقلم الأهم من ذلك أن تنطلق بقلب نابض بالحياة والأمل، فالأمس لايمكن أن يشرق في السماء الغد، امضِ مادامت اللوحة بين بيدك، وكل عام وأنتم بخير. أمينة عوض Ameena.awadh@admedia.com