الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شركات جديدة تتخصص بالاستثمار في حلول حماية بيانات أجهزة الهواتف المحمولة

شركات جديدة تتخصص بالاستثمار في حلول حماية بيانات أجهزة الهواتف المحمولة
21 ديسمبر 2009 21:51
عندما نستخدم جهاز الموبايل للشراء من المخازن الإلكترونية أو إجراء العمليات البنكية، فإننا نعرّض معلوماتنا السرّية إلى خطر الاستباحة والاكتشاف من قبل قراصنة المعلومات. هذا ما يؤكده خبراء أمن المعلومات فيما تجد الشركات المتخصصة بابتداع أنظمة الحماية في هذه الظاهرة فرصة كبيرة مقبلة للربح والتكسّب. يقول المحلل براد ستون في مقال نشرته صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون” أمس، إن أجهزة الهاتف المحمول “الموبايل” تتحول الآن شيئاً فشيئاً لأن تصبح مثل أجهزة الكمبيوتر الشخصي من ناحية احتمالات تعرّضها للاختراق من قبل قراصنة المعلومات وهواة حقن الأنظمة الرقمية بالفيروسات والديدان الحاسوبية. ويمكن القول الآن، أن المجال أصبح مفتوحاً أمام الشركات المتخصصة بمكافحة اللصوصية المعلوماتية للعمل بجدّ على التصدي لهذه التحديات. وخلال العام الجاري، كشفت شركة “كاسبيرسكي” الروسية المتخصصة بابتداع أنظمة مكافحة الفيروسات، عن انتشار برنامج خبيث متخصص بسرقة الأموال من الأرصدة البنكية، وظهر في أجهزة نوكيا بالذات، ويستهدف أصحاب الأرصدة المالية القابلة للمعالجة بطريقة لاسلكية. وخلال شهر نوفمبر الماضي تعرّض جهاز “آبل آي فون” لخطر كبير عندما أصبح هدفاً لأول هجوم شنّه عليه طالب أسترالي خبير بتأليف الفيروسات يدعى “آشلي تاونز”. واختار هذا الشاب الأسترالي إحدى أغاني الفيديو كليب للمطرب الشهير ريك آستلي بعنوان “لن أسامحك أبداً” والتي أطلقها في عام 1987، لتكون مطية يسرّب من خلالها دودته الجديد “ريك استلي” إلى الأجهزة. وأطلق “آشلي” على “دودته الحاسوبية” الجديدة اسم “إيكي” Ikee التي تغيّر من واجهة الجهاز لتعرض صورة المطرب آستلي وهو يقدم أغنيته وقد أصابها بعض التحريف حيث يقول مطلعها: “إيكي لن تسامحك أبداً”. وسرعان ما تنتشر الدودة في الأجهزة الأخرى عن طريق الرسائل النصّية. وبدأت تداعيات الهجوم تظهر على شاشات أجهزة “آي فون” في أستراليا. وسارعت شركة “سوفوس” المتخصصة بابتداع حلول حماية الإنترنت، للتأكيد بأن الدودة لم تتمكن من الانتشار خارج حدود أستراليا. ولحسن الحظ، لم تكن الدودة قادرة على اختراق الأجهزة التي تعمل ببطاقة SIM المعتمدة من شركة “آبل” والتي يتم الحصول عليها بطريقة نظامية. وسرعان ما اتضح للخبراء بأن الدودة مزعجة ولكنها ليست مدمّرة ولا تهدد البيانات والملفات المخزونة على الجهاز “آي فون”. وكان من نتائج هذا العمل أن عمدت شركة “آبل” إلى تعيين “آشلي” بمنصب عال في فرعها في أستراليا بالنظر إلى الذكاء الحاد الذي انطوت عليه مهمة تأليف شفرة الدودة الحاسوبية. ويحذّر الخبير في حماية الأنظمة الحاسوبية جيف موس من أن “فيروسات الموبايل” أصبحت في الأيام الأخيرة أكثر انتشاراً في آسيا. ويقول موسّ إن خطر الاختراق يأتي عندما يستخدم جهاز الموبايل في الكشف عن الأرصدة البنكية أو إجراء عمليات الشراء من المتاجر الإلكترونية لأن إنجاز مثل هذه العمليات يقتضي بالضرورة الكشف عن أرقام شخصية من التي ينبغي الحرص على سرّيتها. وحيث تكون هناك خطورة على أمن المعلومات، تكون هناك شركات متخصصة باستغلال الفرصة وتحقيق الأرباح. وخلال شهر ديسمبر الجاري، تبنّت شركة أميركية تدعى “خوسلا” يوجد مقرها في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا، مشروعاً لإنشاء شركة تابعة لها أطلقت عليها اسم “لوك آوت” وبرأس رأس مال بلغ 5.5 مليون دولار وتنحصر مهمتها في ابتداع أنظمة الحماية المضادة للفيروسات والديدان التي يمكنها اختراق أنظمة تشغيل الأجهزة اليدوية. وتقول مصادر الشركة الجديدة إنها ستتحول عما قريب إلى شركة عملاقة في مجال صناعة أنظمة حماية الموبايل من الاختراق لتحاكي بذلك شركة “سيمانتيك” التي لعبت دوراً مشابهاً في حماية الكمبيوتر الشخصي من الاختراق. وقبل بضعة أشهر، عمدت شركة “لوك آوت” إلى اختبار برنامج تطبيقي خاص بأجهزة الهاتف الخليوي التي تعمل بنظامي التشغيل “ويندوز” و”أندرويد”، كما تعتزم تقديم أنظمة حماية خاصة بأجهزة بلاك بيري وآي فون. ويقول دانييل هوفمان رئيس قسم أمن المعلومات في شركة “إس موبايل سيستمز” المتخصصة بابتداع الحلول الأمنية وبرمجيات حماية أجهزة الموبايل: “لقد اعتاد الناس الاعتماد على أحاسيس خاطئة حول مستوى الأمان الذي تنطوي عليه أجهزة الهاتف المحمول التي يستخدمونها”. ومع تزايد مستوى التعقيد في أجهزة الموبايل الذكية، ازدادت هذه الأجهزة انفتاحاً وأصبحت تفتح المزيد من الطرق أمام القراصنة لحقن أجيال جديدة من الديدان والفيروسات الحاسوبية. ويمكن لقراصنة المعلومات التعرف على محتوى هاتفك المحمول من المعلومات السرية، عن طريق الرسائل النصّية التي ترسلها لأصدقائك، فيسرقون بياناتها ويستخدمون أرقام قوائم الأصدقاء الذين تكثر من محادثتهم لإيقاع المزيد من الضحايا الجدد. وأصبح قراصنة بيانات البطاقات الائتمانية قادرون على معرفة رقم بطاقة الضمان الصحي أو الأرقام السرّية لبطاقات السحب الآلي للنقود التي تحتفظ بها في قائمة العناوين والأرقام على هاتفك. ويستخدم هؤلاء نفس الطرق التي تعوّدوا استخدامها لسرقة البيانات من الكمبيوتر الشخصي. وبالرغم من أن شركات شهيرة لصناعة أجهزة الموبايل مثل “ريسيرتش إن موشن” التي تنتج أجهزة “بلاك بيري”، تطرح الآن أدوات رقمية لحماية الأجهزة اليدوية، إلا أن هذه الأنظمة موجهة إلى الشركات وليس إلى الأفراد. أما الآن، فإن من المؤكد أن الشركات الجديدة التي نشأت عقب ظهور مشكلة الهجوم المتكرر على أنظمة تشغيل الموبايل، سوف تجد الطريق مفتوحاً لتقديم حلول أمنية فعّالة لحماية هذه الأنظمة. عن صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون” ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©