سيكون الجمهور الخليجي والعربي على موعد مع مشاهدة الجزء الثالث من مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية.. الجيل الثالث»، الذي يناقش قضايا الشباب، بعدما استطاع المسلسل بجزئيه السابقين أن يحتل مكانة مرموقة في ذاكرة الدراما الكويتية بشكل خاص والدراما الخليجية بشكل عام، حيث لا تزال أصداء هذا العمل تتردد بين الأعمال الأكثر شعبية وانتشاراً، لما تميز به العمل من قيم أسرية عالية.
مراد اليوسف (دبي)
جاءت فكرة الجزء الثالث من «إلى أبي وأمي مع التحية»، بعد التعطش الكبير فى الشاشة الخليجية لمثل هذه الأعمال التربوية، وبالأخص بعد أن ظهرت مجموعة من الظواهر السلبية الجديدة على مجتمعاتنا فى المنطقة أدت إلى التفكك الأسري وانحراف بعض الشباب، لذا فإن الجزء الجديد من المسلسل سيذهب إلى الجيل الثالث أيضاً. حيث نجد أن الأبناء في الحلقات السابقة أصبحوا هم الآباء وظهرت عليهم نتائج التربية الجيدة التي حصلوا عليها من آبائهم، ولكن المعضلة التي تواجههم في هذا الجزء هي تغيرات العصر وما صاحبه من تغيرات على كثير من المفاهيم لدى الشباب المعاصر مما يجعل الآباء أمام تحديات كبرى في البحث عن الطرق والأساليب الأفضل لحماية الأبناء من الانحراف وغيرها من القضايا التربوية الملحة.
سلوكيات خاطئة
عن هذه التجربة، يتحدث المنتج مشاري المطوع قائلا: «نحرص كل الحرص في جميع التجارب التي نتصدى لإنتاجها في «براند برودكشنز»، على خلق المعادلة الأساسية للجمع بين الفن والقيم وهذا ما نراه في جملة التجارب التي حققناها، وفى هذا العمل نحن أمام مسلسل اجتماعي معاصر يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الأسرة الخليجية في تربية الأبناء ويعالجها ويعزز القيم الاجتماعية من خلال الدراما البناءة وبطرح إيجابي».
وأضاف المطوع: «في هذا الجزء يذهب العمل إلى الجيل الثالث حيث الحوار التربوي العالي الجودة عبر حكايات مختلفة لعدد من الأسر بتنوع خلفياتها الثقافية والاجتماعية ولكنها تواجه نفس التحديات في معالجة السلوكيات الخاطئة والتغيرات السلبية التي طرأت على المجتمع، كما سلطنا الضوء على أهمية تعاون كل من الوالدين مع أجهزة الدولة في مواجهة هذه التحديات، ولا سيما التركيز على دور المدارس في العملية التربوية».
تربية النشء
من جانبه، اعتبر الفنان القدير عبدالرحمن العقل، أن العودة من جديد إلى إنتاج هذه الأعمال هو دليل واعتراف بأهميتها في تربية النشء، وعلينا أن ندرك أنّ مصدر المعلومات الآن لم يعد هو الأب أو الأم، ولكن هناك مصادر أخرى متعدّدة، وقد آن الأوان حتى نعطي الأبناء جانباً من الاهتمام في الدراما التلفزيونية، من أجل أن تعود عليهم بالنفع ونصحّح من خلالها الكثير من المفاهيم، ليس للأبناء فحسب، وإنما أيضاً للوالدين. منوّهاً إلى أنّ طريقة التعامل مع الأبناء في هذا الزمن يجب أن تكون مختلفة تماماً عمّا كانت عليه قبل سنوات.
تربية إيجابية
ومن جهتها، أكدت الكاتبة عواطف البدر، التي كانت وراء تحقيق هذا العمل في الجزأين الأول والثاني، متحدثة عن الجزء الجديد، بقولها: «في حقيقة الأمر نحن لسنا أمام جزء ثالث بقدر ما نحن أمام قضايا جيل جديد، وهذا يعنى حتماً فريق عمل جديداً مع استمرارية عدد من الشخصيات المحورية. حيث نسلط الضوء بتركيز أكثر على عائلة «أحمد» التي يقدمها الفنان عبدالرحمن العقل والذي كان الابن الأكبر في الأجزاء السابقة حيث أصبح اليوم لديه عائلة تتكون من زوجة وولد وبنت وتعيش أم زوجته في نفس البيت لتمضي حكاية هذه الأسرة الجديدة والجيل الجديد والعلاقة بين أبناء الجيل الأول، الذين حصدوا ثمار التربية الإيجابية وأبنائهم، ومن هنا جاءت فكرة تسمية هذا الجزء من العمل بالجيل الثالث».
العلاقة بين الأجيال
يتحدث مخرج العمل رمضان علي، عن هذا الجزء من المسلسل، قائلاً: «حرصت في تجربتي مع مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية.. الجيل الثالث»، على التعامل بكثير من العمق مع المضامين التي يؤكد عليها العمل. خصوصاً وأن الجزء الأول والثاني لا يزالان تتردد أصداؤهما في ذاكرة المشاهد الخليجي»، ثم أضاف في مجرى حديثه: «كما حرصنا في هذا الجزء الذي يحمل عنوان «الجيل الثالث» على خلق علاقة بين الأجيال مع التأكيد على حضور أكبر لجيل الشباب. وأستطيع التأكيد بأن معنا في هذا العمل أكثر من 170 كادراً من الفنانين إضافة لمنح فرص عالية لكثير من الشباب في الإطار الفني، حيث شكل هذا العمل المختبر الحقيقي وورشة للاهتمام بالكوادر الشابة التي تمتلك الطموح والموهبة».
يذكر أن مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية»، يشارك في بطولته حشد بارز من الفنانين، منهم عبدالرحمن العقل وزهرة عرفات وأسمهان توفيق ولطيفة المجرن، وسليمان الياسين، وناصر كرماني وهبة الدري عبدالله بهمن، وشيماء علي وريما الفضالة وغدير صفر، والمسلسل من تأليف الكاتبة عواطف البدر.
عدد اليوم
