بروكسل تسابق جاز بروم على مكامن الغاز في نيجيريا

في ظل مخاوفه المتنامية بشأن الاعتماد على الغاز الروسي بعيد المعارك التي نشبت في جورجيا، فقد عمد الاتحاد الأوروبي مؤخراً إلى توفير الإسناد والدعم المالي والسياسي إلى نيجيريا من أجل إنشاء خط للأنابيب عابر للصحراء بقيمة 15 مليار يورو (21 مليار دولار) بحيث يعمل على ضخ الغاز مباشرة إلى القارة الأوروبية· ويأتي هذا الاهتمام الأوروبي المتجدد بالمشروع فيما يبدو وسط مخاوف من اعتزام شركة جاز بروم الروسية المحتكرة للغاز للفوز بالدخول إلى مكامن احتياطيات الغاز الهائلة في نيجيريا كجزء من استراتيجيتها الرامية إلى تشديد قبضتها على إمدادات الطاقة المتجهة إلى أوروبا· ويبدو أن شركة جاز بروم التي تعهدت أيضاً بتوفير الإسناد إلى خط الأنابيب المقترح بطول 4300 كيلومتر أصبحت في طريقها لأن تخطف الأضواء من منافسيها الأوروبيين الشهر الماضي عندما تمكنت من التوقيع على مذكرة تفاهم مع المؤسسة الوطنية للبترول في نيجيريا في موسكو تهدف إلى ترسيخ التعاون في مجال استكشاف وإنتاج ونقل الغاز· وإلى ذلك فقد أقر أندرياس بيبلاج مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي الذي قام بزيارة إلى نيجيريا في الشهر الماضي بأن الحكومات الأوروبية قد تأخرت كثيراً في إسناد خط الأنابيب العابر للصحراء في الماضي، ولكنه ذكر أن النزاع الذي اندلع مؤخراً في جورجيا جعل هذه الدول تعيد تركيزها على هذه الخطوة· ''في دول الاتحاد الأوروبي وبخاصة بعد أحداث جورجيا الأخيرة بدأت تطالب بتنويع حقيقي في مصادر الإمدادات''· وأدلى بيبلاج بتصريحات إلى صحيفة ''الفاينانشيال تايمز'' بعد اجتماعه بكبار المسؤولين النيجيريين في مجال الطاقة في العاصمة أبوجا قائلاً ''إن حكومات الاتحاد الأوروبي أصبحت تساورها مخاوف حقيقية بشأن اعتمادها القوي على روسيا''· أما روسيا التي تزود الاتحاد الأوروبي أصلاً بربع احتياجاته من الغاز فقد بدأت تتطلع إلى تشديد سيطرتها عبر السعي إلى إبرام صفقات مع كبريات الدول المنتجة مثل نيجيريا وليبيا، كما بدأت تدعم الخطوات الرامية لإنشاء منظمة احتكارية للغاز على غرار منظمة الأوبك· ولكن النزاع الروسي مع جورجيا والذي عززت من خلاله نفوذها على مسارات إمدادات الطاقة عبر منطقة بحر قزوين الجنوبية بدأ يثير التساؤلات أيضاً بشأن خطط الاتحاد الأوروبي عن خط أنابيب نابكو للغاز والذي سيمتد من وسط آسيا بطول 3300 كيلومتر· وذكر بيبلاج أن الاتحاد الأوروبي أعرب عن حرصه المتزايد على تطوير مشروع خط الأنابيب العابر للصحراء في أفريقيا كخيار إضافي عبر المساعدة على توفير الأموال لدراسات الجدوى الاقتصادية ولعب دور تنسيقي بين الدول المستضيفة لخط الأنابيب وهي نيجيريا والنيجر والجزائر· وسوف يقوم البنك الأوروبي للاستثمار بتوفير الأموال اللازمة· واستطرد بيبلاج قائلاً: ''إننا نحتاج إلى تلمس رغبات الحكومة النيجيرية، ولقد أصبح من الواضح أن الحكومة النيجيرية تقودنا للمشاركة في بناء خط للأنابيب· وهو ما يعني أننا سوف نصبح مشاركين أساسيين في إنشاء خط أنابيب الغاز العابر للصحراء''· وفي الوقت ذاته فقد قلل بيبلاج من المخاوف التي تشير إلى أن شركة جاز بروم أصبحت في طريقها لأن تكتسب موطئ قدم قوي في نيجيريا، مذكراً بأن معظم احتياطيات الغاز في الدولة تقع أصلاً تحت سيطرة مشاريع مشتركة ما بين كبريات شركات النفط الغربية والمؤسسة الوطنية للبترول في نيجيريا· ومن ناحية أخرى فقد ذكر المسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن بإمكان خط الأنابيب المقترح أن يزود أوروبا بإمدادات من الغاز بكمية تصل إلى 20 مليار متر مكعب في كل عام بحلول عام ،2016 علماً بأن الدول الأوروبية مجتمعة تستهلك حوالى 300 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً إلا أن هذا الطلب بات من المتوقع له أن يصل إلى الضعف بحلول عام ،2030 وهو الأمر الذي بدأ يحفز الاتحاد الأوروبي البحث عن مصادر جديدة من حوض بحر قزوين ومن العراق وقطر بعد أن أخذ الإنتاج المحلي في أوروبا في التراجع والانخفاض· ويذكر أيضاً أن ''سوناطارش'' شركة النفط الحكومية في الجزائر قد أعربت عن مساندتها لمشروع خط الأنابيب العابر للصحراء، إلا أن الأمر أصبح بانتظار إنشاء ''الكونسيرتيوم'' الذي سوف يمول عملية البناء· عن فاينانشيال تايمز